تلعب "الولايات المتأرجحة" دوراً حاسماً في أي انتخابات رئاسية أمريكية، ويعول عليها المرشحون، خاصة الولايات التي تتمتع بعدد كبير من المندوبين في المجمع الانتخابي. الولايات المتأرجحة هي الولايات غير محددة الطابع أو الميول الحزبية، ويتنافس على خطب ودّها الحزبان الديمقراطي والجمهوري بشدة، ولذلك تسمى بـ"swing states". تلك الولايات المتأرجحة هي مسرح لتنافس ضارٍ بين المرشحين، ومهمة جداً أثناء الفرز النهائي للأصوات، حيث تُسهم بـ66 صوتاً انتخابياً في المجمع الانتخابي، ويستهدفها المرشحون بتنظيم الحملات، وتوظيف المساعدين، ونشر الإعلانات.
وللتوضيح، لا يصوّت الأمريكيون بشكل مباشر لاختيار رئيسهم، في نوفمبر/تشرين الثاني، وإنما يختارون أعضاء المجمع الانتخابي الذين يجتمعون بعد ذلك في ديسمبر/كانون الأول ويدلون بأصواتهم بناءً على كيفية تصويت غالبية الناخبين في ولايتهم في الشهر السابق. ويعتمد عدد أعضاء المجمع الانتخابي لكل ولاية على عدد السكان.
فعلى سبيل المثال، ستحدد فلوريدا، بعدد سكانها الكبير، 29 صوتاً انتخابياً لأعضاء المجمع الانتخابي، وبذلك تتساوى مع نيويورك، وتأتي بعد كاليفورنيا وتكساس في عدد الأصوات المساهمة بها في المجمع الانتخابي.
وجرت العادة التاريخية أن المرشح الرئاسي الذي يفوز بولاية فلوريدا لديه فرصة أفضل للفوز في الانتخابات، وهو الأمر الذي يتطلب 270 صوتاً انتخابياً لأعضاء المجمع الانتخابي.
وذكر تقرير نُشر في موقع ShareAmerica أن 37% من الناخبين في فلوريدا ديمقراطيون، وحوالي 35% جمهوريون، بالإضافة إلى 27% لا ينتمون إلى أي حزب.
ولا يمكن تجاهل فلوريدا في الانتخابات الرئاسية، فهي ولاية كبيرة تتأرجح بين الحزبين الرئيسيين، وتقول أستاذة العلوم السياسية بجامعة فور دام، كريستينا غزير، "لا يتوجب على أي مرشح تجاهل ولاية لديها 29 صوتاً انتخابياً لأعضاء المجمع الانتخابي". وحقيقة أن الفائز في ولاية فلوريدا التي يطلق عليها اسم (ولاية الشمس الساطعة) يفوز بالرئاسة في كل سباق رئاسي منذ العام 1964 يُضفي عليها غموضاً خاصاً.
وبالاقتراع العام غير المباشر يتم انتخاب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، فالناخبون الأمريكيون لا يصوتون للرئيس، وإنما يتم تحديد هوية الرئيس من قِبل هيئة انتخابية تسمى "المجمع الانتخابي"، ويتناسب عدد أعضاء المجمع الانتخابي عن كل ولاية مع عدد سكانها.
ويوجد 538 مندوباً، ويحتاج المرشح الفائز بالانتخابات لدخول إلى البيت الأبيض إلى 270 صوتاً على الأقل، من مجمل أصوات أعضاء المجمع، وهذا يفسر التنافس الشرس لكسب الأغلبية المتأرجحة التي قد تصبح من نصيب أحد المرشحين.
هناك 4 عوامل رئيسية أسهمت في وجود حالات التأرجح، وغالباً ما تتداخل هذه العوامل وتعمل جميعها:
· التغيرات السكانية
· الاستقطاب الأيديولوجي
· السياسة المعتدلة
· تغير قانون حقوق التصويت
وأهم الولايات المتأرجحة في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020 هي:
- بنسلفانيا
مسقط رأس جو بايدن، وهي أهم ولاية في المنطقة المعروفة بـ"حزام الصدأ"، وتشمل مناطق في شمال وسط الولايات المتحدة، شهدت عقوداً من التراجع الصناعي.
- ميشيغان
فاز دونالد ترامب في انتخابات 2016 بثقة ولاية ميشيغان بفارق ضئيل عن منافسته هيلاري كلينتون، والمعركة تحتدم هذا العام في الولاية، وقد زار ترامب الولاية التي تضم البحيرات العظمى، للتأكيد على سعيه لإعادة القيم الأمريكية، لكن همّ الناخبين هو تداعيات فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد، بالإضافة إلى إدارة الرئيس ترامب لأزمة الوباء.
- ويسكونسن
اختارت الديمقراطية هيلاري كلينتون عدم القيام بجولة انتخابية في الولاية المعروفة بإنتاج الألبان في عام 2016، وقد عاقبها الناخبون على تلك الفعلة وصوتوا لصالح دونالد ترامب.
- فلوريدا
تعتبر فلوريدا كبرى الولايات المتأرجحة، وتمثل ركيزة منطقة "حزام الشمس" الممتدة في الجنوب وجنوب الغرب الأمربكي، والتي تتزايد فيها الكثافة السكانية، وتشتهر بالزراعة والصناعات العسكرية، وتضم أعداداً كبيرة من المتقاعدين.
- كارولينا الشمالية
هذه الولاية المحافظة تقليدياً، فاز بها ترامب بفارق ثلاث نقاط قبل 4 سنوات، لكنّ الحزبين يُقرّان الآن بتقارب السباق. وحاكم الولاية الحالي ديمقراطي يتمتع بشعبية عالية، حيث أشيد بإدارته المتوازنة للوباء.
- أريزونا
لطالما كانت أريزونا لعقود معقلاً للجمهوريين، لكن الناخبين فيها يتغيرون مع تزايد أعداد المنحدرين من دول أمريكا الجنوبية وتدفق مواطنين من كاليفورنيا أكثر ليبرالية. ويثمن الناخبون المحافظون جهود ترامب في فرض قيود على الهجرة وبناء جدار على الحدود مع المكسيك.
- أيوا
حقَّق ترامب فوزاً سهلاً في ولاية أيوا قبل 4 سنوات، وهزم كلينتون بفارق يقترب من الـ10 نقاط، لكن النتائج تبدو متقاربة هذه المرة في الولاية الزراعية الواقعة بوسط الغرب.
- جورجيا
لم يفز أي ديمقراطي بالسباق الرئاسي في جورجيا منذ فوز بيل كلينتون عام 1992، لكن بدأت الولاية تميل إلى الديمقراطيين في السنوات الأخيرة.
- أوهايو
تعتبر أوهايو، مع 18 صوتاً للهيئة الناخبة فيها، جائزة كبرى يسعى إلى حصدها المتنافسون في السباق الانتخابي.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.