بعد وفاة لواءين بكورونا.. هل تفشى الفيروس بين قادة الجيش المصري؟

عدد القراءات
2,181
عربي بوست
تم النشر: 2020/03/24 الساعة 14:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/24 الساعة 14:05 بتوقيت غرينتش
الرئيس وقيادات الجيش المصري/ صفحة الجيش، مواقع التواصل الاجتماعي

رغم المعلومات الشحيحة جداً حول قادة الجيش المصري، والأخبار القليلة التي يمكن أن تنقل تحركاتهم ونشاطاتهم، إلا أن المعلوم لدى الكافة أن اجتماعاً جمع كلاً من رأس النظام عبدالفتاح السيسي وعدداً من قادة الجيش في الثالث من  مارس/آذار الجاري، قد عقد بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع، حسب المركز الإعلامي لرئاسة الجمهورية. وحضر الاجتماع ضابطا الجيش المتوفيان جراء إصابتهما بفيروس كورونا، اللواء خالد شلتوت مدير إدارة المياه في الجيش، واللواء أركان حرب شفيع عبدالحليم داود مدير إدارة المشروعات الكبرى بالهيئة الهندسية.

هل تفشى كورونا في الجيش المصري؟ 

ربط تاريخ الاجتماع مع تاريخ إصابة ووفاة القائدين ببعضهما البعض يفتح باب التساؤل حول ما إذا كانا مصابين وقت الاجتماع برأس النظام، وهو ما يفتح الباب أيضاً أمام إمكانية تفشي عدوى كورونا بين قادة الجيش المجتمعين. والأيام القادمة وحدها هي من يمكن أن يجيب عن هذه التساؤلات.

اجتماع السيسي مع قادة القوات المسلحة. ويظهر على يمين الصورة داخل الدائرة اللوائين خالد شلتوت وشفيع عبدالحليم

لكن الأزمة هنا تكمن في أن الجيش الذي تحمل مسؤولية مكافحة الفيروس لم يستطع أن يحمي قادته، وذلك لعدة أسباب من بينها حالة الاستخفاف التي نشرها النظام بين الشعب، من خلال إطلاق أبواقه للاستهزاء بالفيروس الفتّاك، وهو ما انعكس على الشارع المصري الذي لا يبالي بتعليمات السلامة ولا يطبقها، ومن ثم قادة الجيش الذين أصابهم ما يصيب الشعب.

هذا تحليلي للموقف، وأنا أستبعد تلك الأحاديث التي تتبنى نظرية التصفيات داخل صفوف القوات المسلحة. فمنذ الانقلاب ونحن نسمع هذه الأحاديث، ولا أدري من يطلقها ولصالح من، كمن ينتظر أن يحل فيروس كورونا أزمة مصر السياسية ويزيل الانقلاب بإصابة قادته، لتعود مصر للشعب!

فتش عن العاصمة الإدارية الجديدة

هذه أحاديث العجزة والمنكفئين، أما الأقوياء فلا يتركون باباً ولا وسيلة إلا وسعوا إليها من أجل خلاص هذه البلد من أيادي الطغمة المهملة التي لا تكترث بحياة الناس، وكل همها هو نهب خيرات البلاد من أجل تضخيم حساباتها في بنوك الخارج.

تلك الطغمة لا يهمها أمن هذا الشعب الصحي ولا سلامة غذائه، ومن ثم تأمين دوائه وهو جزء من تجارة يديرونها بينهم، وليست واجباً يقومون عليه من أجل هذا الشعب، لذا تجد هذا النظام يكذب في كل أنفاسه. الأرقام المعلنة من النظام عن عدد إصابات فيروس كورونا لا يمكن أن تتسق مع مجريات الحال، فاللواءان المصابان، بحسب ما لدي من معلومات، اختلطا بمهندسي وعمال العاصمة الإدارية الجديدة التي تبنى لكي تكون حصناً للنخبة من الشعب الذي يحكمونه، وهو ديدن الطغاة بلا شك.

هذه العاصمة يعمل فيها مهندسون وعمال أجانب إلى جوار المهندسين المصريين، وهو ما يمكن أن يكون سبب انتقال الفيروس لهم، ومن ثم للعديد من المهندسين والعمال العاملين في المشاريع هناك. فالأعداد التي يعلن عنها النظام لا تتناسب مع دولة كبيرة مثل مصر؛ يلتحم فيها الناس كل يوم في شكل أشبه بالبنيان المرصوص، لذا فإن النظام قد غضب من التقرير الذي نشرته صحيفة الغارديان البريطانية المنقول عن باحث كندي، ولأن الأمر لا يمكن إخفاؤه وفي نفس الوقت لا يمكن تكذيبه، فقد خرج السفير الفرنسي في حديث للجالية الفرنسية في مصر مصارحاً بأن الأيام القادمة في مصر ستكون صعبة جداً بسبب الفيروس، ونصح رعايا دولته بمغادرة مصر.

هذه الأنظمة تعيش في واقع غير الذي يعيشه العالم، تكذب وتصدق نفسها وتريد أن يصدقها العالم، ولن يفيد أن يظهر رأس النظام في اجتماع نسوي أو لقاء تلفزيوني، أو في خبر عن اتصال هاتفي مع رئيس ما. الأزمة أكبر من رأس النظام. الأزمة في أن شعبنا الذي عملنا ليل نهار من أجل أن يحيا حياة كريمة، يأمن فيها على نفسه وماله وأولاده وصحته، وأن يجد لأولاده تعليماً جيداً، ونظاماً صحياً راقياً يحفظ إنسانيته قد وصل إلى الحضيض ولم يتبق له سوى الله وحده.

ياسر عبد العزيز هو كاتب وباحث سياسي، حاصل على ليسانس الحقوق وماجستير في القانون العام.
كما حاز على دبلوم الإدارة والتخطيط الاستراتيجي، وهو الآن عضو مجلس إدارة رابطة الإعلاميين المصريين بالخارج في اسطنبول ومدير مركز دعم اتخاذ القرار بحزب الوسط المصري.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

ياسر عبدالعزيز
كاتب وباحث سياسي
ياسر عبد العزيز هو كاتب وباحث سياسي، حاصل على ليسانس الحقوق وماجستير في القانون العام. كما حاز على دبلوم الإدارة والتخطيط الاستراتيجي، وهو الآن عضو مجلس إدارة رابطة الإعلاميين المصريين بالخارج في اسطنبول ومدير مركز دعم اتخاذ القرار بحزب الوسط المصري.
تحميل المزيد