اغتيال هنية وشكر.. التداعيات والمخاطر 

تم النشر: 2024/08/01 الساعة 15:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/08/01 الساعة 15:39 بتوقيت غرينتش
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مع رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية/رويترز

بعد عمليّة الاغتيال التي نُفذت في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت والتي أدّت إلى مقتل القائد العسكري الكبير في "حزب الله" فؤاد شكر، وفي غضون 12 ساعة تقريباً، قُتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إيران.

عملية الاغتيال تعدّ التحدي الأخطر وغير المسبوق لإيران في مواجهة أخطر اختراق إسرائيلي لأمنها وللحرس الثوري في عقر طهران.

هذا التصعيد الكبير سيؤدي إلى مزيد من التعقيد في المنطقة وإلى الجمود في مباحثات الصفقة بين إسرائيل وحماس، مما يعطل الإفراج عن الرهائن المحتجزين منذ السابع من أكتوبر، إضافة لـ"سكب مزيد من الزيت على النار المشتعلة في المنطقة".

ومع ذلك، اتفق محللون على أن الرد على عملية الاغتيال سيكون محدودًا سواء من حماس ذاتها، أو من إيران عبر وكلائها في المنطقة.

وأن تنفيذ إسرائيل عمليتي اغتيال في قلب لبنان وإيران يشير إلى أن نتنياهو عاد من واشنطن ومعه الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات خاصة في المنطقة.

وجاء اغتيال هنية في طهران بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي اغتيال القائد العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر، بغارة جوية في الضاحية الجنوبية من بيروت.

وبشأن التداعيات المحتملة، فإن جرأة إسرائيل في هذه العملية وقبلها اغتيال شكر يعني أنها مطمئنة أن رد الفعل سيكون محدودًا، وبالتالي نفذت كلا العمليتين خلال 12 ساعة فقط.

وبالطبع سيكون هناك رد فعل من المقاومة لكن برأيي أنه سيظل محدودًا، فلو علمت إسرائيل أن الرد سيكون قاسيًا لما أقدمت على تنفيذ اغتيال هنية وشكر معًا.

أما بالنسبة لملف المفاوضات فإن الصفقة قد أغلق الآن ولن يفتح في المستقبل القريب، مرجحًا ألا تصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق قبل إعلان الفائز بالانتخابات الأميركية، أي أوائل العام المقبل على الأقل، وهذا ما كان يرغب فيه نتنياهو فعلا. 
من جانب آخر، يقول المحللون الإسرائيليون إن اغتيال هنية يعني أن العمليات العسكرية ستستمر حتى تصل إسرائيل كما تعتقد لأهداف الحرب، التي تتمثل بشكل رئيسي في تفكيك القدرات العسكرية والسياسية لحماس، والإفراج عن جميع المختطفين، ومنع شن هجمات من غزة على إسرائيل مجددًا.

واعتبر المحلل الإسرائيلي شلومو غانور أن اغتيال هنية يأتي ضمن أهداف إسرائيل لتفكيك القدرات السلطوية لحماس.

وعن تأثير الحادث، يقول المحللون الإسرائيليون إنه سيلقي بظلاله على مفاوضات الهدنة التي "ستتجمد" لفترة ما وأن إسرائيل سلمت ردها على المقترحات الأخيرة إلى الوسطاء مع شروط نتنياهو الجديدة وكانت بانتظار رد حماس، لكن الآن سيتم تجميد هذه المحادثات لبعض الوقت.

وقال إن تصفية هنية يضع يحيى السنوار في وضع جديد وصعب، خاصة أنه يشعر أن هناك تشددًا لاستهدافه أيضًا.

ولا يتوقع المحللون الإسرائيليون ردًا مباشرا من إيران على الحادث بعد أن إيران استخلصت العبر من الاعتداء الذي نفذته في أبريل الماضي، وهي في مرحلة تسلم السلطة إلى رئيس جديد، وهي لا ترغب في خوض حرب شاملة سواء بنفسها أو عبر وكلائها، من أجل لاستكمال مشروعها النووي.

وأن الاعتقاد "رد الفعل الإيراني سيكون محدودا وربما بعد فترة، خاصة أن طهران في وضع دقيق جدًا وقد تعيد حساباتها من جديد.

ومن واشنطن، ترى الخبيرة الأميركية المتخصصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية إيرينا توسكرمان، أن اغتيال هنية "يضع مزيدًا من الضغط على قادة حماس لأن يصبحوا أكثر تساهلًا خلال المفاوضات، لأنه إن لم يصلوا إلى اتفاق ستستمر مثل هذه العمليات".

أما بالنسبة لإيران، فقد أظهر الهجوم بوضوح "ضعفها الداخلي واختراقها الأمني، مما يدفعها للتفكير مرتين قبل مواجهة إسرائيل مباشرة"، حسبما قالت الخبيرة الأميركية.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

إسماعيل الريماوي
كاتب وباحث فلسطيني
كاتب وباحث فلسطيني
تحميل المزيد