لا يحتاج الخطاب الذي ألقاه نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي إلى شروحات أو تفسيرات تعود برمتها إلى ترويج السردية الصهيونية مستخدمًا الكذب والنفاق والتلاعب بالعواطف، والوقاحة البالغة في خطابه وسط تصفيق وتصفير أمثاله من مجرمي الكونغرس الأمريكي واللوبي الصهيوني.
على مدار حوالي 60 دقيقة، تحدث نتنياهو بخطاب مليء بسلسلة من الأكاذيب والتضليل في جلسة انحطاط وعار في مسرح الكونغرس الأمريكي لسماعه مجرم الحرب الذي يتحدث عن الحضارة التي يدّعيها في الوقت الذي يرتكب فيه أفظع جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعقوبات الجماعية والتجويع والتهجير.
خطاب نتنياهو أمام الكونغرس كان حافلاً بالأكاذيب، والتدليس والتضليل والانفصال عن الواقع ويُمثل استمرارًا لسياسة أمريكا الداعمة للاحتلال الإسرائيلي والتي تتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني وتُعطي الضوء الأخضر لجرائمه، وهو بالتالي يعكس ازدواجية المعايير حيث تدعم وتؤيد آلة حرب الإبادة الجماعية في غزة، التي تفتك بأرواح الأبرياء يوميًا.
أظهرت حالة التصفيق والتمثيل أثناء حفلة العار وخطاب الكذب والنفاق مستوى العلاقة بين الكيان والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى استحضار نتنياهو مفردات "المحرقة" و"الهولوكوست" و"النازية"، ومحاولة استثارة المشاعر في ضرورة مواجهة أعداء "السامية"، وبإعادة استثارة ذكريات "المحرقة" اليهودية، والشعور بالمظلومية والاضطهاد للشعب اليهودي على يد النازيين، وفق زعمه وادّعاءاته.
إنها حفلة عار تضاف إلى سجل الكونغرس الأمريكي، الذي يسمح لمجرمي الحرب الذين يرتكبون أبشع جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعقوبات الجماعية والتجويع، ويقدّمون أنفسهم بدور العالم المتحضّر.
وبالمقابل تجدر الإشارة إلى إعلان 90 عضوًا في الكونغرس مقاطعتهم لخطاب نتنياهو، ووصفوه بـ"الخديعة" لأنهم يدركون أنه خطاب كذب وتضليل وتمثيل مثير للسخرية.
إلى جانب ذلك وقوف المسلمين الأميركيين والفلسطينيين، ومشاركتهم في الاحتجاجات مع عدد النشطاء حقوق الإنسان الذين يعارضون سياسات المجرم نتنياهو، حاملين لافتات كتبت عليها عباراتٍ مثل: "وقف إطلاق النار الفوري في غزة"، و"بيبي الإبادة الجماعية"، و"بايدن الإبادة الجماعية" و"فلسطين حرة"، وحمل المتظاهرون لافتات تُطالب باعتقال نتنياهو على خلفية العدوان في غزة.
خلاصة القول.. نقول لنتنياهو وللصهاينة وحلفائهم، اكذبوا وضللوا شعوبكم والعالم كيفما أردتم، لكن يجب أن تعلموا يقينا أن النصر حليف الشعب الفلسطيني والمقاومين البواسل في ميادين غزة البطلة والضفة الثائرة، نعم إن المقاومة الفلسطينية قد أضحت على موعد مع الانتصار وتطهير الأرض من رجس الصهاينة وفجر الحرية آت بإذن الله سبحانه وتعالى.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.