كيف تسعى الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي إلى إنهاء وكالة الأونروا؟

عربي بوست
تم النشر: 2024/07/13 الساعة 10:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/07/13 الساعة 10:02 بتوقيت غرينتش

لا ينفك الاحتلال عن توظيف كل ما هو ممكن ضد الشعب الفلسطيني، ومن بين ذلك سعي الاحتلال وحلفائه الحثيث إلى حل وتفكيك وكالة الأونروا، وتصنيفها منظمة إرهابية، ولعل قرار الكنيست بالمصادقة على مشروع قانون يقضي بإعلان وكالة الأونروا "منظمة إرهابية"، يأتي في سياق القضاء على قضية اللاجئين الفلسطينيين، ويهدف أيضًا إلى القضاء على المنظمات الدولية التي تدعم الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه المغتصبة.

تصنيف الكنيست لوكالة الأونروا بأنها "منظمة إرهابية" هو إرهاب صهيوني بعينه، موجه لمؤسسات المجتمع الدولي، وكل من يفكر في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، يستهدف تصفية قضية اللاجئين بصفتها محور القضية الفلسطينية، وأيضًا محاولة للجم الحراك القانوني الدولي ضد الاحتلال الذي أصبح منبوذًا قانونيا ومعنويا، وموصوما بارتكابه جرائم حرب إبادة وتجويع وتعطيش جماعي وجرائم ضد الإنسانية.

حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة تستغل العدوان على قطاع غزة للعمل على تفكيك وكالة الأونروا التي تخدم نحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني، مسجلين في سجلاتها في مختلف مناطق عملها الخمسة، وعلى استمرار العدوان الهمجي على قطاع غزة من أجل التخلص من قضية اللاجئين الفلسطينيين، وحقهم بالعودة وتقرير المصير وفق ما نصت عليه قرارات الأمم المتحدة.

إن استهداف وكالة الأونروا والمؤسسات الإغاثية الدولية العاملة من قبل ليس الأول من نوعه، لكن السياق الذي جاء فيه يجعله الأخطر، لما سيخلّفه من عواقب كارثية على سكان قطاع غزة الذي دمره الاحتلال الصهيوني، والذي لم يشهد له مثيل في تاريخ الحروب البشرية، علما بأن 66% من سكان قطاع غزة هم من اللاجئين، إضافة إلى مسارعة الإدارة الأمريكية في دعم ومساندة مزاعم الاحتلال ضد وكالة الأونروا، والتماهي مع الاحتلال كلّيا، والذي تكرس منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى، عندما تبنّت إدارة الرئيس بايدن مجمل ادعاءات الاحتلال التي اتهمت مقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية بقتل الرضع، وحرق جثث الأطفال، واغتصاب النساء وسواها من الجرائم المدانة، وهي ادعاءاتٌ نفتها الوقائع لاحقا، عبر تحقيقاتٍ واستقصاءات مستقلة.

يبدو من الواضح أن موقفي الاحتلال والإدارة الأمريكية متوافقان كلياً بكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وتحديدا ما يتعلق بوكالة الأونروا، رغم اختلافهما النسبي حول وسائل تحقيق أهدافهما، إذ عملت الإدارة في مراحل عديدة سابقة على توظيف وكالة الأونروا كأداة أممية تساهم في تكريس الأمر الواقع، أي سيطرة الاحتلال وتطهير أرض فلسطين عرقيا، عبر تكريس التهجير القسري للشعب الفلسطيني، والسعي إلى توظيف وكالة الأونروا في خدمة الرؤية الأمريكية لحلّ القضية الفلسطينية، عبر تهميش قضية اللاجئين، وتحديدا لاجئي الشتات، من خلال مشاريع توطينهم في دول لجوئهم، إضافة إلى العمل بكل أدواتها ووسائلها الابتزازية المختلفة لحماية ظهر الاحتلال، والتستّر على عدوانه وجرائمه الوحشية في كافة المحافل والأروقة الدولية.

أخيرًا، يعكس سعي الاحتلال والإدارة الأمريكية اليوم لتقويض وكالة الأونروا وإنهائها بأسرع وقت ممكن، على اعتبارها شاهداً أمميا على النكبة والمأساة الفلسطينية المستمرة إلى هذا الوقت، ولأنها تمثّل وكالة الأونروا إطارًا مؤسسيا جامعًا لشريحة واسعة من الفلسطينيين، إذ تقدم خدماتها لمجمل المخيمات داخل فلسطين وخارجها، الأمر الذي ساهم في حفظ الهوية الفلسطينية وتكريسها خصوصًا في مخيمات اللجوء داخل الدول المستضيفة، التي راهن الاحتلال وداعموه على تماهي اللاجئين فيها مع المجتمعات المضيفة، وخسارتهم لهويتهم الوطنية الجامعة.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

ظاهر صالح
كاتب وصحفي فلسطيني
كاتب وصحفي فلسطيني
تحميل المزيد