بعد كل مجزرة يرتكبها الاحتلال، تخرج ماكينة الإعلام الإسرائيلية المدعومة من الإدارة الأمريكية، ودول الغرب المنافق، لإيجاد سردية كاذبة ومُختلقة، ومبررات وادعاءات مزعومة لا صحة لها، لتبرير فشله الذريع وهزيمته ميدانيًا، وهروبه من عقد صفقة تبادل وفق شروط المقاومة، وأيضًا للتغطية على ما يجري في قطاع غزة من ارتكاب مجازر وحرب إبادة نازية، تشنها للشهر العاشر على التوالي.
بكل قوة ووحشية قل نظيرها يرتكب الاحتلال مجازر مروعة في قطاع غزة، ومنها المجزرة التي ارتكبها في مخيم الشاطئ، ومنطقة المواصي غرب مدينة خان يونس هذا اليوم، والتي صنفها الاحتلال ضمن "المناطق الإنسانية الموسعة".
تشير مصادر وزارة الصحة بقطاع غزة في إحصائية أولية، أن أكثر من 70 شهيدًا، وأكثر من 289 جريحًا، بينهم حالات خطيرة، وصلوا إلى مجمع ناصر الطبي في محافظة خان يونس، جراء المجزرة في منطقة المواصي التي يتكدس في هذه المنطقة المستهدفة الآلاف من النازحين الفلسطينيين. وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الاحتلال مخيمات النزوح في منطقة المواصي، التي صنفها "بالمناطق الإنسانية الموسعة"، والتي تعد آمنة وفق توصيفات سابقة له، فقد سبق وأن استهدف الاحتلال خيام النازحين في المنطقة ذاتها لمرتين خلال أقل من شهر، الأولى نهاية مايو/ أيار الماضي، والثانية في 21 يونيو/ حزيران الماضي ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
على مدار أشهر العدوان، دفع الاحتلال نحو تجميع نازحين من شمال غزة وجنوبها إلى منطقة المواصي على الشريط الساحلي للبحر المتوسط، وتمتد على مسافة 12 كلم وبعمق كيلومتر واحد، من دير البلح شمالًا، مروراً بمحافظة خان يونس جنوبي القطاع وحتى رفح.
تعد المنطقة مفتوحة إلى حد كبير وليست سكنية، كما تفتقر إلى بني تحتية وشبكات صرف صحي وخطوط كهرباء وشبكات اتصالات وإنترنت، وتقسم أغلب أراضيها إلى دفيئات زراعية أو رملية، وفي هذه المنطقة الجغرافية الصغيرة، يعيش النازحون وضعًا مأساويًا ونقصًا كبيرًا في الموارد الأساسية، مثل الماء والصرف الصحي والرعاية الطبية والغذاء.
منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي؛ يشن الاحتلال حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وأوضاعاً إنسانية هائلة، وتسببت بكارثة صحية وبيئية كبيرة، جراء تدمير المرافق الحيوية وطفح الصرف الصحي لمناطق واسعة، وقطع إمدادات الكهرباء والماء والوقود والغذاء، وقصف المخابز والمصانع والمتاجر ومحطات وخزانات المياه، ودمر البنية التحتية.
كيان الاحتلال في عدوانه المسعور وجرائم الإبادة الجماعية ضد المدنيين في قطاع غزة، يضرب عرض الحائط كافة المواثيق والشرائع الدولية والأممية وقواعد القانون الدولي الإنساني وقرارات الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية ومواثيق حقوق الإنسان، ويواصل جرائمه وحرب الإبادة الجماعية الإجرامية الشرسة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في عموم قطاع غزة.
هذا المسلسل المروِّع من الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين، يستوجب التدخل العاجل والحازم من المجتمع الدولي لإيقاف العدوان وحرب الإبادة بحق المدنيين، ويستدعي تحركًا فوريًا وأكثر فاعلية وجدية من مجلس الأمن، والمجتمع الدولي ومؤسساته، لإجبار الكيان المجرم على وقف إجرامه وانتهاكاته في قطاع غزة، وتقديم قادة الاحتلال النازيين المنفلتين من عقالهم من دون أي رادع يردعهم، ومن دون أي حديث عن قرارات أممية تكبح جرائمهم.
وأخيرًا.. إن كل قطرة دم فلسطينية تسيل، فإن الاحتلال والإدارة الأمريكية والدول الغربية والأنظمة العربية المتخاذلة والصامتة مسؤولة عنها وشريكة بها.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.