حمل ورضاعة ودورة شهرية وحرارة تحرق الأجسام! المرأة الغزاوية تحتمل مالا تحتمله كل النساء

عربي بوست
تم النشر: 2024/07/12 الساعة 10:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/07/12 الساعة 10:53 بتوقيت غرينتش
معاناة المرأة في غزة/ الأناضول

صيف لاهب نحتمي منه في بيوتنا ونشعل أجهزة التكييف في كل مكان، وفرة الماء تلطف ما نشعر به من العرق والحرارة، تتوافر كل مستلزمات النظافة الشخصية التي تستوجب حرارة الصيف وجودها من مزيلات العرق ومواد تنظيف ومعطرات، كل هذا حتى نعيش صيف محتمل جميل ننعم به بأجواء لطيفة.

ولكن مع انعدام أبسط حق من حقوق الانسان وهو الماء في غزة كيف سيمضي صيفهم، خصوصا المرأة النازحة التي حرمت من أبسط خصوصياتها، بسبب انتقالها إلى خيمة لا تسمن ولا تغني من جوع، كيف ستحافظ على صحتها الجسدية والنفسية إبان الحرب وبعدها هذا إن بقيت على قيد الحياة، فلا  تغذية جيدة أو أدوية ولا رعاية صحية ولا مستلزمات العناية بصحة المرأة موجودة، وإن وجدت تكون بسعر مضاعف ونوعيات سيئة ورديئة.

 صيف ثقيل في العراء، ماذا ستفعل الخيمة لتقيهن من حرارة الجو، مع انعدام وجود الصرف الصحي وحمامات خاصة للنساء، معاناة المرأة الغزية خلال الحرب في أوقات الحمل والرضاعة والدورة الشهرية مضاعفة، بالاضافة إلى تعرضهن للإبادة الممنهجة، معاناتهن كبيرة وإني في ظل ازدواجية المعايير التي تسود العالم أتساءل هل تعرضت المرأة الأوكرانية لهذا الكم من الشدائد في غزو روسيا عليها، هل يعانين هذه الظروف القاهرة؟

أضف إلى أن العديد من الدول تستقبل اللاجئات الأوكرانيات بكل صدر رحب في حين لا يحدث هذا في غزة فلا دولة في العالم تستقبل المرأة الغزية، لا أقلل من ويلات الحرب في أوكرانيا ولكن هناك فرق بين ظروف المرأة والأطفال في غزة وظروف المرأة والأطفال في أوكرانيا، فمثلا رغم أن عدد الضحايا المدنيين في قصف إسرائيل لمستشفى المعمداني في غزة كان أكبر بكثير من خسائر استهداف روسيا لمستشفى التوليد في ماريوبول، الأوكرانية في 9 مايو/أيار 2022، فإن الإدارة الأميركية لم تظهر نفس رد الفعل القاسي تجاه تل أبيب بعكس ما قامته به ضد روسيا، بل وتهربت من تحميل إسرائيل مسؤولية القصف.

مازالت إسرائيل تستهدف المستشفيات والنساء وتيتم الأطفال وتصبح في كثير من الأحيان المرأة هي المعيل الوحيد للعائلة في ظل غياب الرجل لكن الصمت العالمي مستمر ولا يحرك ساكناً.

" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل عدواناً مدمراً على قطاع غزة بدعم أمريكي، خلف عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".

وجراء الحرب وقيود إسرائيلية بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، وسط شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، ما أودى بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية" هذا ما قرأته في أحد المقالات ولكنني لم أقرأ شيئا مشابها عن أوكرانيا، فلا مجازر في أو كرانيا ولا مجاعة ولا نساء يعانين من الأهوال التي تعانيها النساء الغزيات فإلى متى نعيش أزدواجية المعايير؟

المرأة الغزاوية تحتمل مالا تحتمله النساء في أي مجتمعات، إلى متى؟ صيف لاهب وخيمة لا توفر أدنى خصوصية، وماء مقطوع، وغذاء شحيح كما الدواء، وظروف صحية وحدث ولا حرج عن مايحتملنه من فراق الأحبة إلى متى؟ متى يستفيق العالم ليوقف هذا الجنون.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

إيناس مسلط
صيدلانية وكاتبة متنوعة
صيدلانية وكاتبة متنوعة، أكتب قصصاً قصيرة ومسرحاً ومقالات، ومحبة قارئة، أحمل كثيراً من الآراء من واقع خبرتي العملية في عملي السابق كصيدلانية. لديَّ كثير من الآراء في قضايا مجتمعية بهدف الإصلاح وتنوير الشباب، وأحمل فكراً إنسانياً بحتاً تستشفه من كتاباتي، ولا أحمل أي عنصرية دينية أو عرقية، وأتمنى لأفكاري وتجاربي الانتشار أكثر.
تحميل المزيد