بعد 275 يومًا من العدوان الوحشي على قطاع غزة، أطل المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أبو عبيدة، في خطابه الـ 28 منذ بدء معركة طوفان الأقصى، بطلته البهيّة وكلماته المرتبة والتي تحظى بمتابعة كبيرة على مستوى العالم وعلى الأصعدة السياسية والعسكرية والشعبية، والتي كسبت مصداقية عالية تجسدت في لغة جسده وحركة إصبع السبابة، التي تُظهر التصميم والثقة في الخطاب ونقل الرسائل القوية، إضافة إلى كونه أصبح رمزًا للخطاب الإعلامي للمقاومة الفلسطينية.
بعد 9 شهور مضت منذ بدء معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر من العام الماضي، ظهر أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، ليطمئن الشعب الفلسطيني الصامد قائلاً إن القدرات البشرية للكتائب بخير، مشيرًا إلى تجنيد آلاف المقاتلين الجدد خلال الحرب. وأوضح أنه رغم مرور 9 شهور على بدء حرب التطهير والإبادة الممنهجة في الضفة والقدس وغزة، أكد أن المقاومة لم تكل ولم تستكن رغم الحصار وانعدام الدعم الخارجي.
أضاف أبو عبيدة أن غزة تدخل التاريخ كأعظم نموذج للحرية في العصر الحديث، ووجه تحية للمجاهدين الذين يقاتلون ببسالة رغم تفوق العدو بالسلاح والدعم الدولي. وأكد أن المقاومين يواجهون العدو بروح قتالية عظيمة، مستخدمين تكتيكات جديدة وإيماناً منقطع النظير، مما يعجز العدو عن إخماد نار المقاومة. وأضاف أن القسام خاضت ملاحم مستمرة في رفح والشجاعية وكافة أنحاء القطاع، مؤكدًا أن المجاهدين لن يتركوا العدو يستقر في غزة.
إن كلمة أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، جاءت كرسالة رد واضحة على ألاعيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. هذه الكلمة حملت رسائل ودلالات ميدانية، سياسية، تفاوضية مهمة، تعكس واقعًا ميدانيًا معقدًا وإرادة حديدية للمقاومة.
إذ أرى، أنها أبرزت تصميم وقدرة كتائب القسام على مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي والمرتزقة، وإيقاعهم بين قتيل أو جريح أو هارب. وقد أكد اللواء فايز الدويري، الخبير العسكري والإستراتيجي، أن إعادة بناء كتائب القسام وتجنيد آلاف المقاتلين خلال الحرب يشير إلى أن الكتائب استعادت قوتها وعددها كما كانت قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. هذا التجديد يعكس قدرة قتالية عالية، كما ظهر بوضوح في المعركة الثالثة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، حيث تفوق أداء المقاومة فيها على المعركتين السابقتين.
من الناحية التفاوضية، يشير الدويري إلى أن اليد الطولى في أرض المعركة هي من تفرض شروطها في المفاوضات، خصوصًا في ظل حرب غير متناظرة. إعادة بناء الكتائب وتأهيلها بشريًا وماديًا، مع استمرار التصنيع العسكري بالاستفادة من مخلفات الحرب، تؤكد أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها من الحرب.
رد على نتنياهو
إن ظهور أبو عبيدة بعد تسعة أشهر من الحرب يعتبر حدثًا بحد ذاته، فهو رمز للمقاومة يلتف حوله أنصارها في فلسطين والعالمين العربي والإسلامي. حمل هذا الظهور دلالات ميدانية وعسكرية واضحة، منها تأكيد القسام على تجديد قدراتها البشرية والدفاعية، وترميم بعض ما فقدته، وتجنيد الآلاف كقوات، وهو ما يفكك مزاعم الاحتلال عن تفكيك كتائب القسام في القطاع.
كما أن غرف القيادة والسيطرة والاتصال التنظيمي والتحكم القيادي في القسام لا تزال فاعلة، وهو ما تجلى بظهور أبو عبيدة. هذا الظهور يتماشى مع الأداء التفاوضي لحماس والتحول داخل المجتمع الإسرائيلي ومؤسساته بفضل أداء المقاومة وصمودها ميدانيًا في غزة، إضافة إلى الأداء الإعلامي المميز لكتائب القسام وناطقها.
بالإضافة لذلك، تضمنت كلمة أبو عبيدة رسائل واضحة للاحتلال الإسرائيلي، حيث أشار إلى تلاعب نتنياهو بالملف الفلسطيني ووضع مصلحته الشخصية قبل قضية الأسرى المحتجزين. فهمت حماس أن نتنياهو يشتري الوقت ويثير اللبس والغموض، لذا جاء خطاب أبو عبيدة كرد مباشر على ألاعيب نتنياهو، وإيضاح أن المقاومة مازالت لديه القدرة على المقاومة سياسياً أيضاً.
من المحتمل أيضاً، أن كلمة أبو عبيدة تأتي في سياق مباحثات مقترح وقف إطلاق النار، وتضمنت محددات أساسية، وهي عدم قابلية القضاء على حماس واستمرار وجودها رغم العمليات العسكرية للاحتلال. أكدت الكلمة أيضًا أن نتنياهو يتلاعب بملف الأسرى، وأنه غير جاد في حله لكونه هامشيًا بالنسبة له. وأشار إلى أن تصريحات نتنياهو التي توحي بعدم نية إسرائيل وقف الحرب تهدف إلى وضع عراقيل أمام التوصل لاتفاق، مما يعزز هدفه الإستراتيجي في البقاء بالسلطة.
بالإضافة لذلك، تضمنت كلمة أبو عبيدة رسائل واضحة للاحتلال الإسرائيلي، حيث أشار إلى تلاعب نتنياهو بالملف الفلسطيني ووضع مصلحته الشخصية قبل قضية الأسرى المحتجزين. فهمت حماس أن نتنياهو يشتري الوقت ويثير اللبس والغموض، لذا جاء خطاب أبو عبيدة كرد مباشر على ألاعيب نتنياهو، وإيضاح أن المقاومة مازالت لديها القدرة على المقاومة سياسيًا أيضًا.
من المحتمل أيضًا، أن كلمة أبو عبيدة تأتي في سياق مباحثات مقترح وقف إطلاق النار، وتضمنت محددات أساسية، وهي عدم قابلية القضاء على حماس واستمرار وجودها رغم العمليات العسكرية للاحتلال. أكدت الكلمة أيضًا أن نتنياهو يتلاعب بملف الأسرى، وأنه غير جاد في حله لكونه هامشيًا بالنسبة له. وأشار إلى أن تصريحات نتنياهو التي توحي بعدم نية إسرائيل وقف الحرب تهدف إلى وضع عراقيل أمام التوصل لاتفاق، مما يعزز هدفه الإستراتيجي في البقاء بالسلطة.
إن كلمة أبو عبيدة بهذا الشكل بعد 9 شهور تحمل دلالات عميقة على قدرة المقاومة الفلسطينية على الصمود والتجديد في مواجهة العدوان.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.