لا يزال أحد الأسئلة الرئيسية حول هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول التي قامت بها حماس بلا إجابة حتى يومنا هذا.
ماذا كانت حماس تعتقد أنه سيحدث إذا تم استهداف إسرائيل بهذا الحجم؟
لقد كنت مقتنعاً في البداية بنظرية الفوضى التي تقول إن الأمر قد سار على النحو التالي: لقد خرجت عملية محدودة لضرب أهداف عسكرية إسرائيلية واحتجاز رهائن ذوي قيمة عالية عن نطاق السيطرة، وذلك بفضل الانهيار غير المتوقع لفرقة غزة التابعة للجيش الإسرائيلي. كما أن حماس توقعت مقتل معظم مقاتليها البالغ عددهم 1400 ممن أرسلتهم عبر السياج في ذلك اليوم. وقد عاد معظمهم أحياء.
ومع انتهاء مقاتلي حماس والجماعات المسلحة الأخرى من الأهداف المحددة لهم، انتشروا عبر مناطق غلاف غزة وعثروا بالصدفة على مهرجان موسيقي لم يكونوا على علم به. وباتت المذبحة التي تلت ذلك، على حد تعبير أحد الدبلوماسيين الخليجيين: "أحد أكثر الأحداث التي خرجت عن السيطرة".
ومع مرور الأيام والشهور، أصبحت أقل يقيناً بصحة هذه النظرية.
وقد اكتسبت بالفعل هذه النظرية المزيد من الثقل في أعقاب هجوم حماس مباشرة، حيث فشل حلفاء حماس في تتبع خطواتها.
وفي اليوم الذي شن فيه مقاتلو حماس هجومهم، دعا القائد العسكري لحماس، محمد الضيف، حلفاء "محور المقاومة" إلى الانضمام إلى النضال. وقال في رسالة صوتية تم إعدادها من قبل: "يا إخواننا في المقاومة الإسلامية، في لبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا، هذا هو اليوم الذي تلتحم فيه مقاومتكم مع أهلكم في فلسطين".
لكن حزب الله، على سبيل المثال، لم يكن معنياً باحتمالية الدخول في حرب لم يخترها أو يحدد توقيتها. وكما هو الحال مع فرقة غزة، فقد أُخذ حزب الله على حين غرة.
ولم يكن مقاتلوه في حالة تأهب حتى في القرى القريبة من الحدود مع إسرائيل. وقال أحد القادة: "لقد استيقظنا على الحرب". ومن الواضح أن الرد المدروس من جانب حزب الله لم يكن ضمن تصور حماس.
وبعد مرور أسبوعين على هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أشاد خالد مشعل، رئيس حركة حماس في الخارج، برد فعل حزب الله، لكنه أضاف بوضوح أن "المعركة تتطلب المزيد".
والتزم حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الصمت لمدة ثلاثة أسابيع أخرى قبل أن يعلن أن عملية حماس كانت "فلسطينية 100% من حيث القرار والتنفيذ".
وأكد نصر الله أن "هذه العملية ليس لها أي تأثير على أي قرار أو تحرك سيتخذه أي فصيل آخر ضمن محور المقاومة".
وكان الأمر واضحاً عندما أخبر آية الله علي خامنئي إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، أن إيران لن تتدخل بشكل مباشر على الرغم من أنها ستستمر في تقديم دعمها السياسي والمعنوي للحركة.
وبحلول ذلك الوقت كنا في منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني، وبدا أن استراتيجية حماس في بدء ما قصدت بوضوح أن تكون حرباً إقليمية بدأت تتعثر.
انفجار السد
قارن هذا الوضع في نوفمبر/تشرين الثاني بأقوال وأفعال حزب الله وإيران الآن.
مع قيام إسرائيل بضرب المزيد من أهداف حزب الله بشكل استباقي، فقد ردت الجماعة اللبنانية بالمثل. ودخل الحوثيون في اليمن المعركة في نوفمبر/تشرين الثاني باستهداف السفن في البحر الأحمر.
وجاءت نقطة التحول في أبريل/نيسان عندما قصفت إسرائيل مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، مما أسفر عن مقتل العميد محمد رضا زاهدي، الضابط المسؤول عن عمليات فيلق القدس الخارجية، و15 آخرين، من بينهم 7 ضباط آخرون من فيلق الحرس الثوري الإسلامي.
وجاء الرد الإيراني، حيث شنّت طهران هجوماً باستخدام 170 طائرة بدون طيار، و30 صاروخاً من طراز كروز، و120 صاروخاً باليستياً ثقيلاً مباشرة على أهداف إسرائيلية، تم توجيه العديد منها لاستهداف قواعد عسكرية إسرائيلية.
لقد تم تجاوز نقطة الالتقاء، وتم تمهيد الطريق لحرب إقليمية بوضوح. ومنذ ذلك الحين، أصبح السؤال هو متى ستندلع هذه الحرب وليس ما إذا كانت ستندلع أم لا.
وقال قائد القوة الجوية الفضائية في الحرس الثوري الإيراني، العميد أمير علي حاجي زاده، يوم الثلاثاء، إن إيران تتلهف للحصول على فرصة أخرى لفعل الشيء نفسه.
واليوم يقف حزب الله على شفا الحرب، حيث حذر نصر الله إسرائيل من أن مئات الآلاف من المقاتلين الآخرين على استعداد للانضمام – وهي المساعدة التي لم يكن حزب الله في حاجة إليها في الوقت الحالي. حتى أنه هدد بمهاجمة قبرص إذا سمحت للطائرات الحربية الإسرائيلية باستخدام قواعدها.
بات واضحاً أن كل ما كان على حماس أن تفعله بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول هو الانتظار، ومواصلة القتال، وترك غطرسة إسرائيل وعدائيتها الفطرية تجاه جيرانها لتنوب عن حماس في تحقيق مرادها.
ويبدو أن استراتيجيتها قد نجحت. ولكن هل تم نسج خيوط هذه الإستراتيجية في أعقاب هجوم فاشل، كما كان يعتقد الجميع في 7 أكتوبر/تشرين الأول؟
والإجابة هي لا بشكل واضح. ولنعيد النظر في خطابات يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة.
التنبؤ بالمستقبل
في ديسمبر/كانون الأول 2022، وفي ذكرى تأسيس حركة حماس، قال السنوار: "إن تصعيد المقاومة بكافة أشكالها وجعل الاحتلال يدفع فاتورة الاحتلال والاستيطان، هي الوسيلة الوحيدة لخلاص شعبنا وتحقيق إنجازاته وأهدافه في التحرير والعودة".
وتابع:"من لا يأخذ زمام المبادرة اليوم سيأسف غداً. والفضل لمن سبق وصدق. لا تسمحوا لأحد أن يعيدكم إلى ساحات الخلافات الداخلية والاقتتال. نحن لا نفعل ذلك. ليس لدينا وقت لذلك بينما يلوح تهديد الفاشية فوق رؤوسنا."
وبعد أشهر ألقى السنوار خطاباً تنبأ فيه بدقة بالمستقبل.
حيث قال السنوار:"خلال أشهر معدودة، أنا تقديري لن تزيد على العام الواحد، سنجعل الاحتلال أمام خيارين، إما أن نرغمه بتطبيق القانون الدولي واحترام القرارات الدولية والانسحاب من الضفة والقدس وتفكيك المستوطنات وإطلاق سراح الأسرى وعودة اللاجئين، إما أن نرغمه نحن والعالم على إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة في 67 بما فيها القدس، أو نجعل هذا الاحتلال في حالة تناقض وتصادم مع الإرادة الدولية كلها، ونعزله عزلاً عنيفاً وشديداً وننهي حالة اندماجه في المنطقة وفي العالم وننهي حالة الانهيار التي حدثت في جبهات المقاومة التي حدثت في السنوات الماضية".
وهذا بالضبط ما حدث. لقد أصبحت إسرائيل معزولة دولياً كما لم يحدث من قبل. إنها الآن في قفص الاتهام أمام اثنتين من أعلى المحاكم الدولية، ويخوض داعموها الرئيسيون، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، معركة خلف الكواليس لمحاولة وقف تصاعد العقوبات الدولية.
وكان للسنوار منتقدوه داخل حماس عندما برز كزعيم سياسي في غزة ومحاولته المصالحة مع زميله السابق في المدرسة والسجن والقيادي السابق في حركة فتح، محمد دحلان، فشلت فشلاً ذريعاً.
كما تم الإعراب عن شكوك قوية بشأن تقارب حماس مع سوريا بعد الخلافات المريرة التي خلقتها الحرب الأهلية. ولم يكن الفصيل الذي كان متحالفاً بشكل وثيق مع تركيا في حماس مفتوناً بالتقارب مع سوريا وإيران ولو قليلاً بل ولم يخجل من التعبير عن موقفه.
ويتبين الآن أن هذا التقارب كان عنصراً حيوياً في استراتيجية الشنوار لمهاجمة إسرائيل وبدء حرب طويلة.
أخوة مرة أخرى
إن التقارب بين الخصمين اللدودين السابقين في الحرب الأهلية السورية يذهب إلى بعد أعمق من استعداد حزب الله للسماح لحماس بشن هجمات ضد إسرائيل في منطقة عملياته في جنوب لبنان، على طول الحدود مع إسرائيل.
لفترة طويلة كان لدى جماعة قوات الفجر، الجناح المسلح للجماعة الإسلامية التي تمثل الإخوان المسلمين في لبنان، قوات ضئيلة عددياً.
واليوم، يُعتقد أن عددهم يبلغ حوالي 500 مقاتل فقط، ولكن أهميتهم تتجاوز عددهم، وقد تزايدت مع مضاعفة إسرائيل هجماتها على كبار قادة حزب الله في أعقاب هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال بيان تعزية جماعة قوات الفجر، الذي صدر بعد مقتل القائد الكبير في حماس صالح العاروري في غارة إسرائيلية في يناير/كانون الثاني، إن "الدم اللبناني والفلسطيني اختلطا لإكمال عملية التحرير معاً".
وعندما قُتل القائد البارز في حزب الله، طالب سامي عبد الله، في غارة إسرائيلية على بلدة جوايا في جنوب لبنان في يونيو/حزيران، أكد نصر الله في كلمة تأبينية كيف ذهب هذا المقاتل المخضرم لمساعدة المسلمين السنة في البوسنة.
وقال نصر الله متحدثاً عن طالب سامي عبد الله: "وشرح لي بالتفصيل الممل المواقع الأمامية التي نملك تفاصيل كبيرة عنها والعدو يعلم ذلك وقام بإخلائها ولكن ليس بشكل كامل لخشيته من أي سيطرة عليها". وقال إنه "التحق بصفوف المقاومة من عمر الـ15 عاماً وكان ضمن المجموعة من كوادر 'حزب الله' التي دافعت عن أهالي البوسنة السنة والتي مكثت هناك لسنوات".
وكانت هناك أيضاً اجتماعات رفيعة المستوى، لم يكن من الممكن تصورها قبل بضع سنوات فقط، بين الخصمين السابقين في الحرب الأهلية السورية. والتقى نصر الله رئيس قوات الفجر الشيخ محمد طقوش. وقالت وكالة الميادين الإعلامية الموالية لحزب الله: "يشار إلى أنه منذ 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 استشهد عدد من مقاتلي قوات الفجر، الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في لبنان، خلال مشاركتهم في عمليات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة".
كان للاتفاق الجديد بين حزب الله وجماعة الإخوان المسلمين في لبنان عواقب داخلية على الطائفة السنية، التي ظلت بلا زعيم منذ مغادرة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري المشهد في عام 2019.
في الأسبوع الماضي، عندما قامت جامعة الدول العربية بإزالة حزب الله من تصنيف المنظمات الإرهابية، أعرب رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة، وهو سني من القيادة التقليدية، عن غضبه. ونقلت عنه قناة العربية قوله: "من الضروري التوقف عن تقديم الهدايا المجانية لحزب الله".
تحول إقليمي كبير
إن التعافي الجزئي للخلاف الطائفي بين الشيعة والسُنّة ــ رغم أنه لا يتقبله قسم من السكان السُنّة الذين لن يغفروا ما حدث في سوريا ــ يمثل تحولاً كبيراً في المشهد الإقليمي.
لقد دعمت إسرائيل دائماً وتغذت على سياسة فرق تسد. وكانت تعلم أنه إذا تقاربت القوى السنية والشيعية، فإن قدرة إسرائيل على المناورة ستكون محدودة.
وهذا ما يحدث الآن، وله عواقب حقيقية. لم تلفت العمليات العسكرية في الضفة الغربية الأنظار، لكن إسرائيل تستخدم الآن طائرات إف 16 لقصف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. وكانت آخر مرة تفعل فيها ذلك خلال الانتفاضة الثانية.
رداً على ذلك، قام مقاتلو المقاومة بتحسين مستوى أدائهم نوعياً. وهم الآن يستدرجون القوات الإسرائيلية إلى فخاخ متطورة وقاتلة. لقد ظهرت القنابل عالية التقنية التي تزرع على جوانب الطرق، تماماً كما حدث ضد الأمريكيين في العراق.
قُتل جندي إسرائيلي وأصيب آخرون بجروح خطيرة عندما انفجرت قنبلة على جانب الطريق في مركبة مدرعة ثقيلة في طولكرم.
وتم تصوير الهجوم من قبل سرايا القدس، التي أعلنت مسؤوليتها. وقبل ذلك بأيام، قُتل جندي وأصيب 16 آخرون بانفجار عبوة ناسفة مدفونة على عمق كبير تحت أحد الطرق في جنين.
وقد ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين في الضفة الغربية بشكل ملحوظ. ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، قُتل 540 فلسطينياً في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. وفي الفترة نفسها قتل 25 إسرائيلياً، معظمهم من الجنود.
ويبدو أن السلطة الفلسطينية حذرت إسرائيل من أن حجم تهريب الأسلحة المتطورة والمعدات من الأردن إلى الضفة الغربية آخذ في الارتفاع بمعدل سينجح فيه المسلحون في تصنيع وإطلاق الصواريخ على إسرائيل في غضون عام.
استراتيجية أُنجزت
وحتى لو مات السنوار غداً، فإن زعيم حماس سيعتبر أنه أنجز ما كان يسعى إليه طوال حياته.
إن المسرح مُهيأ لغزو إسرائيلي للبنان، ومعه حرب إقليمية قد تستغرق عقوداً حتى تنتهي.
إن الاستراتيجية الأمريكية المتمثلة في دعم إسرائيل حتى النهاية بعد هجوم حماس، ومن ثم محاولة كبح جماحها قد جعلت كل جندي أمريكي يعمل في المنطقة هدفاً، وفقاً لما ذكره 12 مسؤولًا سابقاً في الإدارة الأمريكية، الذين استقالوا بسبب سياسة الرئيس بايدن.
وبات خبراء الشرق الأوسط في وزارة الخارجية في حالة تمرد مفتوح، وهذا الأسبوع ظهرت رسالة ثانية تحذر من حماقة ما فعله جو بايدن.
وقال المسؤولون السابقون في البيان إن "الغطاء الدبلوماسي الأمريكي لإسرائيل والتدفق المستمر للأسلحة إليها يؤكد تواطؤنا الذي لا يمكن إنكاره في عمليات القتل والتجويع القسري للفلسطينيين المحاصرين بغزة"
إن الرأي العام العربي مناهض بأغلبية ساحقة لأمريكا. لقد تسببت العملية الإسرائيلية المستمرة في غزة في إثارة الشعور بقدر كبير من الغضب والخزي في العالم العربي، حتى أنها دفنت الانقسامات العميقة بين القوى السياسية القومية والإسلامية التي ظهرت بعد الربيع العربي قبل أكثر من 13 عاماً.
وهذا بعض الإنجاز.
ويعكس الاستطلاع تلو الآخر هذا الاتجاه. في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، وجد استطلاع لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن ما متوسطه 40% من المشاركين في مصر والعراق والأردن ولبنان وفلسطين وسوريا قالوا إن تصرفات إيران كان لها تأثير إيجابي على الحرب.
وأظهر استطلاع لموقع الباروميتر العربي أن المرشد الأعلى الإيراني حظي بنسب تأييد تعادل أو تفوق نسب تأييد ولي العهد السعودي والرئيس الإماراتي.
وقد حدث نفس الشيء بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 2006، ولكن الفارق اليوم أن المقاومة أصبحت أفضل تسليحاً، وباتت الدول العربية أضعف عسكرياً.
والمفارقة الحقيقية هي أن إسرائيل وقعت طوعاً في فخ من صنع حماس.
فلو أنها خضعت لضغوط بايدن والأمم المتحدة لإنهاء الحرب في غزة دون تفكيك قدرات حماس، لكانت قد تعرضت لهزيمة تكتيكية من شأنها أن تؤدي إلى تفكيك التحالف اليميني.
ولو مضت قدماً، كما توقعت حماس تماماً، في الحرب في غزة بصرف النظر عن التكلفة البشرية، فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى حرب إقليمية سوف تكون الولايات المتحدة عاجزة عن احتوائها أو وقفها.
وهذا هو المسار الذي وضعت إسرائيل نفسها عليه الآن. وحتى لو تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، فقد أصبح من المفهوم تماماً في إسرائيل الآن أن الاتفاق سوف يشكل فترة راحة مؤقتة، وفرصة لجنود الاحتياط في الجيش للتعافي قبل الهجوم الحتمي على لبنان.
وقال أفيغدور ليبرمان، المعارض لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والعدو العنيد لحلفائه الصهاينة الدينيين اليمينيين المتطرفين، إنه لا يمكن هزيمة حزب الله وحماس إلا إذا هُزمت إيران أيضاً.
وكتب على موقع إكس: "في هذه المواجهة بين إسرائيل ومحور الشر، يجب أن ننتصر، وبدون هزيمة إيران والقضاء على برنامجها النووي، لا يمكن هزيمة حزب الله ولا حماس"
وأضاف: "من أجل وقف البرنامج النووي الإيراني، الذي هو بالفعل في مراحل التسلح، يجب علينا استخدام جميع الوسائل المتاحة لنا. يجب أن يكون واضحاً أنه في هذه المرحلة ليس من الممكن منع الأسلحة النووية من إيران بالوسائل التقليدية"
لقد تحمل الفلسطينيون في غزة معاناة كبيرة خلال الأشهر التسعة الماضية. إن التجويع هو موت أكثر قسوة من القصف العشوائي. وتكلفة هذه الاستراتيجية مرتفعة.
ولكن في ظل احتلال وحشي متزايد هدفه الوحيد هو إجبار أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين على الرحيل، أصبحت المقاومة المسلحة تحت قيادة مسلحة ترفض الاستسلام أو الهروب إلى المنفى هي الخيار الجماعي لالفلسطينيين أينما يعيشون.
وهذا تغيير دائم في الحسابات التي اعتمدت عليها إسرائيل على مدى عقود لإخضاع السكان الفلسطينيين والمنطقة التي فرضت نفسها عليها.
ولكن مهما حدث الآن فإن الإستراتيجية التي تتبناها حماس كانت أكثر فعالية مما كنا نتصوره قبل تسعة أشهر. والآن تواجه إسرائيل حرباً حقيقية على جميع الجبهات. علاوة على ذلك، فهي حرب لن يكون من السهل إيقافها.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.