كأس أمم أوروبا 2024.. فرق أكثر وأرقام تاريخية لا تكسر

عربي بوست
تم النشر: 2024/06/26 الساعة 09:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/06/26 الساعة 09:27 بتوقيت غرينتش
كأس أمم أوروبا "يورو 2024" بألمانيا - المصدر: Shutterstock

في عام 1960، انطلقت فعاليات بطولة كأس أمم أوروبا "يورو" من قلب باريس، وبالتحديد من أرضية ملعب "حديقة الأمراء" الذي لم يكن ممتلئاً بالكامل، لكنه كان مسرحاً لبداية عهد جديد في كرة القدم الأوروبية. بدأت هذه الرحلة بأربعة منتخبات فقط، ومع مرور السنين، توسعت البطولة وتطورت لتصبح ملتقى يجذب اليوم 24 منتخباً في دورتها السابعة عشرة، التي تستضيفها ألمانيا—بلد الماكينات التي لم تستضف البطولة منذ إعادة توحيدها.

مع بدء هذه النسخة كأس أمم أوروبا "يورو 2024"، أظهر كل منتخب قدراته، سواء كان من المرشحين للفوز باللقب أو تلك الفرق التي تُعرف بـ "الحصان الأسود". فمنذ بداية دور المجموعات، ظهرت ألمانيا بأدائها المتميز، وإن استمرت على هذا المنوال، فقد تسعى لمكانة مرموقة في أروقة البطولة.

وإسبانيا، من جانبها، دخلت بثقة، تترجمها انتصارات متتالية على كرواتيا وإيطاليا، مُعلنة بذلك عن جديتها في المنافسة وليس فقط المشاركة. إيطاليا، البطلة السابقة، تُظهر روحاً قتالية مُلفتة، ورغم التحديات التي واجهتها أمام ألبانيا، إلا أنها أثبتت قدرتها على التعافي والعودة في النتيجة، وهو ما يُظهر تاريخها الطويل في تحويل بداياتها المتعثرة إلى انطلاقات مُذهلة كما في نسخة 2021.

بينما تتصدر البرتغال مجموعتها، تواجه فرنسا وبلجيكا تحديات بسبب الأداء غير المقنع، ومع ذلك، يبدو أن كليهما متجه لتجاوز الجولات الأولية. في الحقيقة، ما يُميز هذه النسخة الغزارة التهديفية في المباريات، حيث شهدت كل مباراة تسجيل هدف على الأقل. ومع ذلك، يظل الإنجاز التاريخي للنجم الفرنسي ميشيل بلاتيني، الذي سُجل باسمه قبل أربعين عاماً، محفوراً في الذاكرة.

كانت بصمات ميشيل بلاتيني على بطولة يورو 1984 واضحة وجلية، حيث قاد منتخب الديوك الفرنسية في تلك البطولة الفريدة التي شهدت تفاعله الكبير مع عاملي الأرض والجمهور. انتزع بلاتيني الأضواء وأثبت نفسه كنجم لا يضاهى للبطولة، وذلك بعد مرور عامين على انتكاسة فرنسا في المونديال.

كأس أمم أوروبا 2024.. فرق أكثر وأرقام تاريخية لا تكسر
طابع بريدي مطبوع في جمهورية أفريقيا الوسطى يُظهر صورة ميشيل بلاتيني – shutterstock

في تلك النسخة السابعة من اليورو، قاد بلاتيني المنتخب الفرنسي ليحرز أول لقب أوروبي في تاريخه، محققاً رقماً قياسياً بتسجيل 9 أهداف في 5 مباريات فقط، والتي شملت ثلاثاً من دور المجموعات ومباراتي الدور قبل النهائي والنهائي. خلال تلك النسخة، نجح بلاتيني في هز شباك جميع المنتخبات الخمسة التي واجهها: الدنمارك، بلجيكا، يوغوسلافيا، البرتغال وإسبانيا، والتي كان بعض حراسها المتميزين مثل الإسباني أركونادا والبلجيكي جان ماري بفاف.

رغم توسع البطولة لاحقاً لتضم 8 فرق ثم 16 وأخيراً 24 منتخباً، وزيادة الفرص المتاحة للاعبين لخوض مباريات أكثر، لم يتمكن أي مهاجم آخر من كسر الرقم التاريخي الذي حققه بلاتيني. حتى كريستيانو رونالدو، الهداف التاريخي لليورو بـ 14 هدفاً في 24 مباراة وعبر 5 دورات، لم يستطع تحقيق مثل هذا الإنجاز في دورة واحدة. الأقرب لذلك كان أنطوان غريزمان، الذي سجل 6 أهداف في دورة 2016، لكن حتى هذا الإنجاز لم يكن كافياً ليفوز باللقب، حيث خسر منتخب فرنسا النهائي أمام البرتغال.

يعكس صمود رقم بلاتيني التهديفي صعوبة، بل ربما استحالة تكرار مثل هذا الإنجاز في ظل تحطيم العديد من الأرقام القياسية الأخرى في مختلف المسابقات القارية، خاصة من قبل الاسطورتين، كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.

مع تسارع الزمن وتوالي الأجيال، يظل إنجاز ميشيل بلاتيني مضيئاً في سماء تاريخ كرة القدم، مما يثير تأملات عميقة حول طبيعة اللعبة التي تغيرت تكتيكاتها وأشكال بطولاتها. إذ تبرز مسيرة بلاتيني في بطولة اليورو كمثال صارخ على قوة الأداء الفردي الاستثنائي، مما يطرح سؤالاً جوهرياً: هل لا تزال البراعات الفردية قادرة على تشكيل مصائر الفرق وتحديد ملامح البطولات؟

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

ديدا ميلود
صحافي رياضي مختص في كرة القدم
صحافي رياضي مختص في كرة القدم
تحميل المزيد