أزمة كبيرة أثارها الفنان عمرو دياب بعد تداول مقطع فيديو يظهر فيه وهو يصفع مُعجباً حاول التقاط صورة فوتوغرافية معه خلال تقديمه لفقرة غنائية بحفل زفاف ابنة المنتج محمد السعدي بالقاهرة.
ظهر المغني المشهور وهو يغني بالحفل واقترب منه شاب حاول التقاط صورة "سيلفي" معه، ولكن الفنان –وكما يبدو- كان مشغولاً بتقديم فقرته الغنائية فأعطى ظهره للشاب وابتعد ليمسكه الشاب من ملابسه ويجذبه قبل أن ينفعل الفنان ويلتفت إليه ويصفعه على وجهه ويبتعد، وهو التصرف الذي وضع النجم الكبير في مرمى نيران مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن تنتقل موجة الهجوم إلى شاشات التلفاز التي أطل مقدمو برامج التوك شو عليها ووجهوا هجوماً عنيفاً لعمرو دياب، لدرجة أن بعضهم قام بالتحريض ضده فقد انتقدوا الشاب الذي استسلم للصفعة ولم يردها للنجم الكبير.
وقد صاحَبت هذه الأزمة تعليقات غريبة من نوعية:
عمرو دياب يتطاول على الجمهور الذي صنع نجوميته
عمرو دياب قدوة ويجب أن يكون حريصاً في تصرفاته
لقد نسى عمرو دياب أنه مِلك للجمهور.. إلخ..
وسواء كان عمرو دياب مخطئاً وحده أم كان الشاب يتشارك معه في الخطأ، فإن تلك التعليقات تستحق التوقف أمامها والتفكير بها وإذا ما كانت صحيحة أم مجرد جمل تصدر من أشخاص محدودي الوعي يرددون كلمات لا يفهمون معناها.
ولنأخذ التعليقات بالترتيب ونحاول فهمها:
عمرو دياب يتطاول على الجمهور الذي صنع نجوميته
الجمهور لم يصنع نجومية عمرو دياب، فقد صنع عمرو دياب نجوميته بمجهوده واجتهاده، أي أن من صنع نجومية المغني المشهور اجتهاد الفنان الشخصي وسعيه، أما الجمهور فالأغلبية العظمى منه هم مجرد أشخاص عاجزين حتى عن صنع أنفسهم، أشخاص يعدون التقاطهم لصورة "سيلفي" مع فنان مشهور إنجازاً كبيراً يحققونه ويتفاخرون به أمام أصدقائهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لذا فليس من المنطقي أن يردد هؤلاء الأشخاص عبارات من شأنها تفخيم الذات ومحاولة إثبات الأهمية والقوة على حساب فنان اجتهد ووصل إلى ما عجزوا هم عن تحقيق ولو جزء ضئيل منه، سواء على مستوى الشهرة أو النجاح أو جني الأموال.
عمرو دياب قدوة ويجب أن يكون حريصاً في تصرفاته
لا أختلف مع من يقول إن عمرو دياب يجب أن يكون حريصاً في تصرفاته، فهو أمر بديهي في كل المجتمعات الإنسانية المتحضرة، الجميع يجب أن يراعي تصرفاته فلا يتعدى على حقوق غيره أو يؤذيه بأي شكل، أما أن نقول إن عمرو دياب قدوة فهذا الأمر يحتاج منَّا إلى وقفة مع النفس لنسأل أنفسنا: من الذي جعل من مغنّ صانع الترفيه قدوة؟ ولماذا يعده البعض قدوة وهو مجرد صانع ترفيه؟ وإذا كان صانع الترفيه الذي بدأ حياته العملية من "كباريهات شارع الهرم" قدوة، فماذا ننتظر ممن يعدونه قدوة؟
لقد نسى عمرو دياب أنه مِلك للجمهور
إذا تحدثنا عن هذه النقطة فيمكن أن نعود للنقطة الأولى ونتذكر أن الجمهور لم يصنع عمرو دياب، وبالتالي فإن عمرو دياب ليس ملكاً للجمهور. لماذا يصر بعض الأشخاص من الجمهور على إعطاء أهمية ومكانة لأنفسهم وكأنهم آلهة بإمكانهم صنع أشخاص وهدمهم؟ هل هي الاستحقاقية التي يتميز بها الكثير من الأشخاص في مجتمعنا والتي تجعل الشخص يشعر بأهميته ويطالب بحقوق ليست من حقه؟
رغم أن الأزمة ليست بالأهمية التي قد يتخيلها متابع مواقع التواصل الاجتماعي إلا أنها –وفي اعتقادي- تحتاج منَّا إلى مراجعة أفكارنا فيما يتعلق بصناع الترفيه والقدوة والكرامة والإنجازات الحياتية، فصانع الترفيه ليس قدوة، وليس ملكاً للجمهور (العاجز عن صنع نفسه)، والتقاط صورة مع أحد المشاهير ليس إنجازاً.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.