هل سيترك كيليان مبابي فراغاً في باريس سان جيرمان بعد رحيله عن النادي وانتقاله إلى ريال مدريد ليلعب له بداية من الموسم الرياضي الجديد؟
هذا السؤال فرض نفسه بقوة بالتأكيد لدى عشاق ومحبي النادي الباريسي؛ لأن الأمر يتعلق بالنجم والهداف الأول في الفريق ويلعب معه منذ ستة مواسم.
ويأتي طرح هذا السؤال بالنظر إلى مكانة اللاعب مبابي في النادي الباريسي، حيث أصبح ملكاً على حديقة الأمراء، وبالنظر إلى دوره في الفريق خاصة بعد رحيل الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار جونيور وقبلهما الأوروغوياني ايدينسون كافاني، حيث أصبح له تأثير قوي في غرف الملابس وفي خطط المدرب.
كما يأتي طرح عشاق باريس سان لهذا السؤال وهم متخوفون من الفراغ الذي قد يتركه رحيله بالنظر إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها إدارة النادي لإقناعه بالبقاء والاستمرار مع الفريق لمواسم أخرى.
الحقيقة أن رحيل مبابي عن باريس لن يترك فراغاً لأن إدارة النادي باحترافيتها أصبحت مؤهلة وجاهزة للتعامل معه ليكون البديل المناسب جاهزاً ليحل محله مثلما حدث مع نجوم آخرين لا يختلفون عن مبابي في مكانته أو دورهم في الفريق على غرار المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش عام 2016، والأورغوياني كافاني عام 2020، ونيمار وميسي عام 2023.
ورغم رحيل هؤلاء النجوم لم يتأثر باريس سان جيرمان في نتائجه وواصل تألقه مهيمناً على مسابقة الدوري المحلي ومنافساً قوياً على لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا ببلوغه أدواراً متقدمة في كل موسم.
فالإمكانيات التي يمتلكها باريس سان جيرمان على مختلف المستويات توفر له الفرص للتعاقد مع أي نجم في الملاعب الأوروبية، وهناك الكثير من الأسماء المرشحة للانتقال إلى صفوفه خلال الميركاتو الصيفي الحالي لا يختلفون في مهاراتهم وخبراتهم عن مبابي.
ومثلما نجحت إدارة باريس سان جيرمان وملاكه القطريون في صنع نجومية ومكانة كيليان مبابي على مدار أعوامه السبعة مع الفريق فإنها مؤهلة لتصنع نجماً آخر تتوجه ملكاً على حديقة الأمراء.
والأهم من ذلك أن باريس سان جيرمان نجح في التعامل مع الفراغ الذي قد يتركه رحيل كيليان مبابي في الفريق قبل رحيله، ففي الموسم المنصرم اختار المدرب الإسباني لويس إنريكي خوض الكثير من المباريات مع تركه احتياطياً على دكة الاحتياط. كما أن إنريكي ركز على اللعب الجماعي ليكون البطل والنجم هو الفريق بأكمله وليس لاعباً دون بقية زملائه.
وقد يكون لرحيل كيليان مبابي تأثير إيجابي على فريق باريس سان جيرمان ذلك أن قلة وفائه للنادي ظهرت قبل سنوات من رحيله، وبالتأكيد كان لاستمراره دون رغبة تأثير سلبي على أداء وعلى نتائج الفريق خاصة في مسابقة دوري أبطال أوروبا.
فالفريق تخلص من أعباء مبابي وسيأتي بمهاجم يكون في خدمة الفريق يهمه نتائج الفريق وليس أرقامه التهديفية وحلمه هو الاعتزال في حديقة الأمراء في وقت كان الجميع يعلم أن جسم مبابي في باريس وعقله في مدريد ولا يهمه من نتائج الفريق سوى أرقامه الفردية.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.