خلق الله آدم من تراب، وخلق حواء من ضلعه الذي يقع بجوار القلب، خلقَهما من أصلين مختلفين، لذلك فمن الطبيعي أن تكون تركيبتهما الفيزيولوجية والنفسية والعاطفية مختلفة. من الطبيعي جداً أن يفكرا بطريقتين مختلفتين ويتفاعلا مع الأحداث بطريقتين مختلفتين أيضاً، والوعيُ بهذا الاختلاف هو مفتاح نجاح أي علاقة بين الطرفين.
وعليه، فإنه حريٌّ بالزوجين أن يُدركا جيداً أنهما يتعاملان مع جنس مختلف عنهما، ويجب أن يراعيا هذا الاختلاف ويعاملا بعضَهما على أساسه، لا أن يسعى أحدُهما لتغيير شريكه حتى يصبح مثله، لأن هذه المهمة مستحيلة وستؤدي حتماً إلى الانفصال !
الوعي بالفروق الجنسية والتغاضي عنها والتكيُّف معها، يساعدنا على أن نصبح أكثرَ تصالحاً وتحمُّلاً، ويجعلنا نتجاوب بطريقة ودية أكثر.
لذلك دعني أخبركَ يا آدم أن المرأة تحتاجُك، ودعيني أخبركِ يا حواء أن الرجل يحتاجكِ أيضاً! صحيح أنكما مختلفان، لكن اختلافكما فيه تكامل وترابط، فلا تعاملها أنتَ كأنها ذكر، ولا تعامليه أنتِ كأنه أنثى!
احترميه ولا تتحدثي عنه إلا بالخير، أخبريه أنكِ تشعرين بالأمان في وجوده، اخدميه حينما يعود منهكاً من عمله بكل ما أوتيتِ من حب وعطاء، حافظي على نظافتكِ وجمالك وأناقتكِ داخل البيت، تجملي وتزيني لزوجكِ حتى تحصنيه من فتن العالم خارجاً.
وأنتَ اهتم بمشاعرها، وأظهر إعجابكَ بها، فهذا مهم بالنسبة لها مهما بدا لك الأمر تافهاً. انظر إليها، أخبرها أنكَ لاحظتَ اللمسات الصغيرة على هيأتها وأنها تبدو جميلة. أخبرها أنكَ تحبها كلما سنحت لك الفرصة بذلك، كررها على مسامعها باستمرار، وأظهر إعجابكَ وتقديركَ لأي شيء فعلَته مهما كان بسيطاً، وسترى كيف ستطير بقلب أميرتكَ إلى السحاب..
أنصت إليها وهي تشكو، استمع لحديثها المسترسل مهما طال، فهذه طريقتها في تفريغ همومها، ربِّت على كتفها، امسح دمعتها وراعِ ضعفها، أخبرها أنكَ بجوارها دائماً وأن دموعها غالية..
استقبليه بالابتسامة دوماً، انظري إليه بإكبار وإعجاب وابتهاج، أخبريه أنه بطلُكِ المغوار وفارسكِ الذي يُشعركِ بالسكينة والاطمئنان. امدحيه دائماً، اشكريه، وأخبريه أنكِ تثقين به وبقدراته، فشعور الرجل أنه يلقى التشجيع والتقدير يحفزه أن يقدم اهتماماً ورعاية أنتِ بحاجة إليها.
إذا رفضتِ فارفضي بلباقة ولطف، وإذا لم يعجبكَ شيء فاعط ملاحظتكَ برفق ورأفة.
تشاورا، تحاورا، تناقشا، واحرصا أثناء النقاش على انتقاء اللفظ الجميل والكلمة الطيبة.
أحسنا لبعضكما، ولا تدخرا جهداً في إسعاد الطرف الآخر؛ تودَّدا، وتغافلا. وأحسنا الظن.. انظرا لبعضكما نظرة عطف ورحمة، فكم من خلاف تبدد بنظرة، وكم من شجار تبخر بهمسة.
اجعلا من بيتكما جنة تلوذان إليها كلما قست عليكما رياح الأيام العاتية، كن أنتَ سكنها، وكوني أنتِ سكنه وسكينتة وسكونه. أسعِدهاَ لتَسعَد بها ومعها، وأفرحيه لتفرحي به ومعه.
أحبا بعضكما في الله دون قيد أو شرط، وليكن هدفكما أن تجتمعا تحت ظل الرحمن على منابر النور، ولتسعد رحلتكما إلى الآخرة حيث تسمعان: "ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ".
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.