في القرون الماضية ومع بداية ظهور فكر الرأسمالية على يد متبني الفكرة كارل ماركس، اتضح للعلماء مدى أهمية تقسيم المجتمع إلى طبقات، ليس تقسيمهم على حسب علمهم، ذكائهم، أو حتى قدرتهم الجسدية ولكن ليس إلا على مستواهم الاقتصادي والوضع الاجتماعي.
ومع مرور الوقت تغير مفهوم الطبقية واختلف، ولكن ظلت أكثر الطبقات المتعارف عليها هي: الطبقة الغنية والطبقة المتوسطة والطبقة العاملة أو الفقيرة. ومع إبراز فكرة الطبقية أكثر فأكثر في الملبس والمسكن والمعيشة، زادت الصراعات ما بين الطبقات، ولكن كانت أبرز هذه الصراعات ما بين الطبقة الغنية والطبقة العاملة أو الفقيرة.
حقيقة الطبقة الوسطى:
ظلت الطبقة المتوسطة الأكثر غالبية وشيوعاً في المجتمعات الغربية والعربية. والانتماء للطبقة الوسطى يجعلك تفقد الشعور بالانتماء للطبقات، فيتم تصنيفك ضمن الطبقة الغنية في بعض البلاد وضمن الطبقة الفقيرة في بلاد أخرى، وغني مع أناس وفقير مع آخرين، فكانت "زي اللي رقصت على السلم، لا اللي فوق شافوها ولا اللي تحت سمعوها".
ما أهمية الطبقة الوسطى:
الطبقة الوسطى هي الميزان الذي يزن أحوال البلد اقتصادياً، تنموياً، سياسياً، واجتماعياً. إنها الجسر الذي يوصل الطبقة المنعمة بالطبقة الكادحة. حيث إن الناتج المحلي قائم بشكل كبير عليهم، لأنهم الأكثر عدداً والأكثر إنتاجية بناءً على تعليمهم المتوسط والعالي. ومؤخراً مع الأزمات الاقتصادية تفرقت الطبقة إلى طبقة وسطى عليا وطبقة وسطى فقيرة.
الطبقة الوسطى بين الماضي والحاضر:
حفرت الطبقة المتوسطة مكانة اجتماعية واقتصادية ممتازة من حيث الاستقرار وضمان مستوى معيشة مستقر لهم وللأجيال القادمة من التسعينيات إلى أوائل الألفية الثانية حتى 2008، والتي كانت صدمة اقتصادية للعالم بأسره ومروراً بثورات الربيع العربي لم تعد الطبقة المتوسطة كما كانت من قبل.
ومنذ أيام كارل ماركس، كان مصطلح "الطبقة المتوسطة" مصطلحاً لا غبار عليه لأنه فقط يعبر عن فئة معينة اقتصادياً واجتماعياً، ولكن بداية من 2015 أصبح اللفظ غير محبب للكثير، ووضح ذلك مع الانتخابات الرئاسية في أمريكا في 2016 حيث تجنب كل المرشحيين استعمال لفظ "الطبقة المتوسطة" واستعمال مصطلحات مثل "دافعي الضرائب الكادحين" لكونه غير مرغوب وغير محبب لهذه الطبقة.
مشكلة الطبقة الوسطى في مصر:
تقع الطبقة المتوسطة بين طبقات شديدة الفقر وشديدة الغنى، ولكونهم الجسر الذي يوصل الطبقة الغنية بالطبقة الفقيرة، فهم العامل المشترك الذي يعرف طباعهم المختلفة الذي يجب أن يتعامل معهم بحرص وذكاء لأنه في معظم الوقت تربطه مصلحة بهم. فالطبقة الفقيرة هم العمال الذين يعملون تحت إدارته فيجب أن يكون قريباً من أفكارهم وطريقة كلامهم وأفعالهم، وإلا سوف يحدث تصادم الطبقات الذي يسد الطريق بينهم، وفي نفس الوقت الطبقة الغنية هم أصحاب الشركة الذي يجب أن تتعامل معهم بطريقة مختلفة وقريبة لهم وللغتهم ليجددوا الثقة بك بأنك إنسان على قدر من المسؤولية والعلم للمنصب وإلا سوف يحدث اشتباك صراعات أيضاً.
هذه الطبقة هي عمود من أعمدة الهرم الاجتماعي، إذا سقط يسقط المجتمع بأسره.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.