حملت قائمة منتخب الجزائر لكرة القدم التي أعلنها، الجمعة 15 مارس 2024، المدرب الجديد لـ"الخضر"، بعض المفاجآت التي صدمت متتبعي الرياضة الجزائرية والعربية بصفة عامة، أبرزها غياب اسم قائد الفريق، رياض محرز.
فإضافة لظهور أسماء جديدة، في قائمة المنتخب الجزائري، كرفيق غيتان وأنيس حاج موسى، وعودة "المغضوب عليهم" من طرف المدرب السابق جمال بلماضي، على غرار ياسين براهيمي وسعيد بن رحمة وياسين بن نزية، فإنّ المدير الفني لفريق "محاربي الصحراء"، السويسري البوسني فلاديمير بيتكوفيتش، لم يستدعِ عدة نجوم بارزين، كمتوسط الميدان، سفيان فيغولي، والمهاجم إسلام سليماني، وحارس المرمى رايس وهاب مبولحي، اللذين يبدو أنً بيتكوفيتش قرر إنهاء مسيرتهم الطويلة مع "الخضر" لرغبته في تشبيب التشكيلة بشكلٍ تدريجيٍ.
ولعل الاسم الأبرز الغائب عن القائمة، هو قائد الفريق، رياض محرز، النجم السابق لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي.
محرز هو من اختار الغياب عن معسكر شهر مارس
ويعتقد الكثير من متتبعي الرياضة العربية أنّ المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، هو من استبعد محرز من المنتخب الجزائري، ولكن الحقيقة أنّ رياض هو من اختار الغياب عن المعسكر التحضيري الذي سينطلق يوم 18 من شهر مارس/آذار الجاري.
فقد أفادت عدة مصادر مطلعة أنّ محرز اتصل هاتفياً، يوم الخميس الماضي، برئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وليد صادي، وشرح له موقفه ثم استسمحه الحديث للمدرب الجديد، بيتكوفيتش، فكان له ذلك، حيث طلب مُدلّل الجماهير الرياضية الجزائرية، من المدرب السويسري إعفاءه من معسكر شهر مارس/آب على أن يكون حاضراً في المواعيد الدولية الرسمية القادمة بداية من شهر يونيو/حزيران المقبل.
لا نعرف كيف رد بيتكوفيتش على كلام محرز و كيف كانت نبرة صوته، ولكن الأكيد أنه وافق على إعفائه من المعسكر القادم.
نعم أعفاه من هذا المعسكر، ولكن هل وافقه الرأي في ترقب مجيئه إلى غاية الصيف القادم؟.
محرز يعيش نفس سيناريو مطمور وبلحاج
لا أحد يعرف ما يدور حالياً في خُلد المدرب بيتكوفيتش، ولكني أعتقد، بحسب رأيي المتواضع، أنه لن يستدعي محرز مجدداً.
فالمدرب السابق لمنتخب سويسرا أراد من خلال معسكر شهر مارس/آذار الجاري توجيه الدعوة لأكبر عدد ممكن من اللاعبين الذين يراهم مناسبين لاستراتيجيته المستقبلية ( القائمة ضمت 31 لاعباً)، قصد معايشتهم ومعاينتهم عن قُرب خلال المباراتين الوديتين المبرمجتين أمام منتخبي بوليفيا، يوم 22، وجنوب إفريقيا، يوم 26، وذلك قبل تقليص القائمة مستقبلاً، بداية من يونيو/حزيران القادم.
ويبدو أن رياض محرز دفع نفسه، وهو في سن الـ33 عاماً، للخروج من الباب الضيق من منتخب الجزائر، مثلما حدث مع كريم مطمور ونذير بلحاج اللذين طلبا في سنة 2011 الإعفاء من المنتخب الوطني، لما وصل مدرب جديد وهو البوسني وحيد خاليلوزيتش، الذي قرر إثر ذلك عدم استدعائهما نهائياً وبالتالي عدم المشاركة في مونديال 2014.
هل يستحق محرز حمل شارة قيادة الفريق ؟
يرى البعض أن محرز يكون قد برّر طلبه بإعفائه من المعسكر، لعدم تواجده في حالة معنوية تسمح له بالحضور بعد نكسة الإقصاء المبكر للمنتخب الجزائري في نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، التي جرت بكوت ديفوار، في شهري يناير وفبراير الماضيين.
ولكن أعتقد أنه ليس الوحيد من لاعبي المنتخب الذين يعانون من نفس المشكل، بل بالعكس، فهو بصفته "قائداً للفريق"، كان من الأجدر به أن يكون قدوة لزملائه ويكون أول الملتحقين بالمعسكر المقرر بدايته يوم الإثنين القادم بالمركز الفني لسيدي موسى، بالجزائر العاصمة.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يطلب فيها محرز الإعفاء من التواجد مع منتخب بلده بعد التعرض للخيبات؛ إذ سبق له طلب ذلك من الناخب الوطني السابق، جمال بلماضي، بعد الإقصاء في الدور الأخير من التصفيات الإفريقية لمونديال قطر، في شهر مارس/آذار 2022، فكان له ذلك، فغاب عن معسكر يونيو/حزيران ثم عاد لصفوف "الخضر" في خريف نفس العام.
لكن في تلك الفترة كان الأمر يتعلق بمدرب يعرفه جيداً حتى لا نقول "صديقه"، في حين أنّ القصة الجديدة تتعلق بمدير فني جديد لا يعرف شخصيته ولا عقليته.
مستوى محرز تراجع كثيراً بعد رحيله عن الدوري الإنجليزي
وفضلاً عن ذلك، فإنّ رياض محرز لسنة 2022، ليس نفسه محزر سنة 2024، ففي ذلك الوقت كان أحد النجوم العالميين وينشط ضمن نادي مانشستر سيتي الإنجليزي ويتنافس في أقوى وأشهر دوري في العالم، في حين أصبح يلعب، منذ سبتمبر/أيلول الماضي، في نادي أهلي جدة السعودي بدوري يبحث عن الشهرة، ينشط به نجوم كبار على مشارف الاعتزال.
ولا يجب أن ينكر أي واحد من المحبين والمعجبين برياض محرز أنّ مستواه قد تراجع بشكلٍ رهيب في الأشهر القليلة الماضية، بالموازاة مع زيادة وزنه، وقد بات عُرضة لانتقادات حادة حتى من طرف جماهير الأهلي السعودي، مثلما حدث أمس الجمعة، خلال مواجهة نادي النصر، في إطار الدوري المحلي، وقد بلغ بأحدهم إلى حد وصفه بـ" شبه لاعب".
والحق يُقال، وعلى الرغم من أنّ رياض محرز قادر على استعادة مستواه في المستقبل القريب، فإنّه يوجد حالياً لاعبون جزائريون شباب، ينشطون في نفس مركزه، أفضل منه من الناحية البدنية ويشبهونه من حيث المهارات الفنية ولا تنقصهم سوى تجربته الدولية، ويتعلق الأمر بالوجهين الجديدين للمنتخب؛ رفيق غيتان وأنيس حاج موسى.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.