“الفيتو” الأمريكي لم يشبع من دم الفلسطينيين بعد!

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/21 الساعة 12:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/21 الساعة 12:47 بتوقيت غرينتش
تكرار الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن ضد قرارات لوقف إطلاق النار على غزة/ رويترز

مرة أخرى يعرقل حق الفيتو وقف إطلاق النار لتيسير الطريق نحو تحقيق الإبادة الجماعية والحكم بالموت لكافة الفلسطينيين في القطاع.

فأيد الاحتلال الإسرائيلي واصلة لعمق مجلس الأمن وكافة القوانين الدولية.
عجز مجلس الأمن عن دوره بحفظ السلم والأمن الدوليين، ليس بالأمر الجديد،

فعندما تتعارض مصالح الدول التي تمتلك هذا الحق يظهر جلياً استخدامه، حتى لو كان على حساب الآلاف من الأبرياء، وإن لم يكن هناك تعارض فيمر ما دام لا يضر بمصالحهم أولاً.

هذا الحق انعكس سلباً في الحرب الأخيرة على غزة، التي لا يمكن تسميته إلا بحق الموت، أصبح مجلس الأمن يشبه الدمى التي لا فائدة ولا طائل منه، إلا أنه يبين حقيقة السلام والأمن الدولي ومدى مشروعية العدوان.

ما يحدث في غزة الآن يعكس مدى الظلم والاضطهاد في العالم، حتى بعد وضع القوانين الدولية والمنظمات الحقوقية، إنه أمر يثير حد السخرية.

"مجلس الأمن الدولي: بين النقاش البارد والحياة الحارقة في غزة"

إليك المشهد للمجلس الذي يهدف لحفظ الأمن والسلم الدوليين، ففي حين يبحث أعضاء مجلس الأمن ويقومون بالمناقشة على طاولة كبيرة، يضطر الأهالي للتجمع حول حطب يتم تجميعه تحت وطأة النيران؛ حماية من البرد القارس لتدفئة بعضهم البعض.

وبينما يقدم أحد الأعضاء مشروع القرار، يكون قد قدم أحدهم عائلته كشهداء.

أما عن لحظة التصويت، فلا حديث؛ لأن إحدى الدول التي تعتبر الوجه الآخر للاحتلال الإسرائيلي قد قامت باستخدام حق الفيتو.
وعندما ينفضّ المجلس، ويتوجه أعضاؤه للمغادرة تباعاً، يظل الأفراد يعيشون في خيامهم تحت صوت المسيّرات والجرافات والتهديدات.

المدنيون في غزة بكافة أشكالهم، من صحفيين وأطفال ونساء، وأيضاً الكوادر الطبية من أطبائها وممرضيها، يجب أن يدركوا ما مدى خطئهم الذي أوقع بهم في هذا المأزق العظيم، سواء بالنسبة للغرب من جهة، أو العرب من الجهة الأخرى.

فالغرب من الناحية السياسية.. الغزويون في نظرهم غير إنسانيين، أي لا يستحقون الحياة، مقارنة بمصالحهم الاقتصادية والاجتماعية.

أما العرب، فهي التخلص من القضية وتصفيتها، ومن ثمة النظر نحو المصالح المشتركة مع الاحتلال.

مقبرة غزة "حكايات مؤلمة خلف الإحصائيات"

أما عن عدد القتلى الصحفيين، فقد وصل إلى أعلى معدل، مقارنة بالحروب الأخرى، وعدد الشهداء من الأطفال والنساء آخذ في الازدياد يوماً بعد يوم، وبكافة طرق القتل والتنكيل.

في هذه الحرب الهوجاء كل شيء بات مستهدفاً، سواء الحجر أو البشر أو حتى الحيوان، كل هذا يقوم به جيش وُصف يوماً بالجيش الأخلاقي.

 حيث بلغ عدد الشهداء منذ بدء العدوان نحو 29195، وبلغ عدد المصابين نحو 69170 جريحاً.

ربما لم يدركوا أن خلف الأرقام التي تُعلن من وزارة الصحة بغزة قصص وحكايات كتب عليها الموت بأشد الطرق قسوة، وهذا يجبرنا على العودة إلى العصور الوسطى من حيث التفنن في التعذيب.

فكان يتم الموت بالمقصلة أو الخازوق في تنفيذ عقوبات الإعدام وتعذيب السجناء في تلك الفترة.

أما اليوم، في عام 2024، قام جنود الاحتلال بما هو أصعب من ذلك بكثير، مع العلم أن أهالي غزة لم يقترفوا ذنباً إلا طلب العدالة والحرية والسلام.

عندما يفقد الأطفال أطرافهم، أو يصبحوا شهداء أو مفقودين، حينها يجب على العالم أن يفكر قليلاً من الظالم، ومن المظلومين؟

عشرات القصص تحدث يومياً في ذلك القطاع.

ورغم كل ذلك لا تزال ترفع اليد لاعتراض وقف إطلاق النار بحجة القضاء على الإرهاب، في حين يُرتكب بحق العائلات كل أنواع الإرهاب، كل هذا حقاً لا يستدعي وقف إطلاق النار؟!

في الأخير هذا الحق يعني استمرار الإبادة الجماعية والحكم نهائياً بالموت للغزويين، إما عن طريق القصف، وإما اتباع سياسة التجويع وكلاهما أشد وطأة، لا سيما بعد مرور 137 يوماً.. وليس هذا عدلاً أبداً بالنسبة لشعب أعزل عانى من الحصار والتجويع وانعدام أدنى مقومات الحياة طوال تلك الأيام.

ختاماً ، يجب الاعتراف بآدميتهم وإنسانيتهم واستدعاء السلام ونبذ العنصرية وقمع أفكار الإبادة، واستبعاد كافة أشكال التطرف، سواء من حكومات أو أفراد، فالتطرف والعنصرية يعنيان إبادة غزة جماعياً.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

سلمى رضا
طالبة جامعية
طالبة جامعية
تحميل المزيد