التطور التكنولوجي في المجالات التي لها علاقة بالمستهلك بشكل مباشر يكون له أثر كبير في تغيير سلوك وعادات الناس، وتَسارُع التطور التكنولوجي بات يُشكل تحدياً للجميع في كيفية التعامل مع تأثيراته.
الهاتف الذكي هو أحد هذه المنتجات التكنولوجية التي تمكَّنت من السيطرة بشكل استثنائي وذكي على حياة الناس في هذه الأيام، فأصبح الواحد منا لا يدري ما يفعل بيديه إذا لم يكن الهاتف الذكي في يديه.
ولعل السبب في انتشاره الرهيب هو عدد التطبيقات الكبيرة التي تتعلق بكل شيء في حياتنا، ولعل أهمها طبعاً مواقع التواصل الاجتماعي.
حُقَّ له أن يُسمى ذكياً، فقد حصدت صناعته بلايين الدولارات، وأصبح قادراً على اقتحام المكان علينا في أي زمان، وقد يصرف انتباهنا عمّن هم حولنا بسهولة، فلقد عرف مطوّروه من أين تؤكل الكتف، فانحنت له الرقاب دقائق وساعات، وداخت وتاهت بالبعض في عالم افتراضي مليء بالتسليات مع الأصدقاء لساعات، أو في المزارع السعيدة، وحلاوة الكاندي كراش وغيرها، وقد يكون ذلك على حساب الأهل والأبناء الذين انتقلوا بدورهم بسرعة إلى ذلك العالم.
لم يكن لمواقع التواصل الاجتماعي القدرة على اختراق حياتنا كما هو حاصل حالياً لولا هذا الجهاز الصغير ذو الأثر الكبير، فسهولة حمله ومرافقته لنا في كل مكان جَعَلتا منَّا لقمةً سائغةً لجمهور الشركات والمطورين لجذب اهتمامنا وتشبيك علاقاتنا وتواصلنا بشكل غير مسبوق، لدرجة أنه أصبح امتداداً حقيقياً لأجسامنا.
صحيح أن فوائد الهاتف الذكي عديدة ولا يمكن إنكارها، لكنه أثَّر بشكل سلبي على حياتنا الاجتماعية، بل إن له محاذير طبية كمرض "الرقبة النصية" Text Neck ومشاكل العيون، بل إنه أصبح أكبر سبب لكثرة حوادث الوفيات للمشاة في الولايات المتحدة الأمريكية، كما ذكرت CNN الشهر الماضي، فضلاً عن حوادث السيارات.
المشكلة طبعاً ليست في الهاتف الذكي نفسه ومطوري التطبيقات، فهدفهم ربحي معلن، وهم معنيون بالوصول إلينا وبيع معلوماتنا واهتماماتنا وحياتنا وخصوصياتنا للشركات من خلال الإعلانات وغيرها، وليس حباً في أن يمنحونا تكنولوجيا تسهّل اتصالنا وتواصلنا، وهذا طبيعي في عالم المال والأعمال، لكن نحن مَن نقرر كيف نستخدم أي تكنولوجيا، بحيث نستفيد من منافعها ونتجنب أضرارها.
أضع بين أيديكم اليوم 10 نقاط فيها نصائح عملية؛ لتعيننا على تجنب ضرر هذا الهاتف الذكي وتطبيقاته، وما هي إلا خطوات احترازية لمشكلة حالية، لكن التهديدات القادمة قريباً ستكون أشد وأقوى على حياتنا، وخصوصاً تكنولوجيا الواقع الافتراضي Virtual Reality، والتكنولوجيا الملبوسة Wearable Technology:
1- إخلاص النية، والاستعانة بالله أن يعينك على حسن استخدامه بما هو خير لك، ومن تتواصل معهم ولو كان جزءاً من تسليتك اليومية.
2- عدم السماح باستخدام الموبايل نهائياً في أوقات محددة، مثل مائدة الطعام، وداخل الحمام، وأثناء القيادة، وكونوا قدوةً لأبنائكم في ذلك.
3- اعتماد أوقات محددة لاستخدام الموبايل في التواصل الاجتماعي (مثلاً ربع ساعة صباحاً وساعة مساء بعد نوم الأطفال)، ومراقبة ذلك من خلال خاصية البطارية التي تشير إلى كمية ووقت استخدام كل تطبيق آخر 24 ساعة.
4- إلغاء التذكير التلقائي لمواقع التواصل وغيرها (باستثناء رسائل الأهل)، أما الإيميل فحسب طبيعة عملك، أو بالأحرى مديرك!
5- لا تتابع الصفحات غير المفيدة، واحصُرها بذات الجودة العالية والمحترمة، سواء أكانت تكنولوجية أو إخبارية أو منوعة.
6- ضَع الهاتف صامتاً في الأوقات التي تريد الإنجاز فيها في العمل والدراسة.
7- أطفِئ الموبايل أو ضعه صامتاً عند النوم في غرفة أخرى، واعتمد على المنبه التقليدي في الصباح.
8- لا تقرأ ولا تتفاعل مع الرسائل "الاجتماعية" إلى أن تعود إلى المنزل.
9- حاول أن تضع الهاتف بعيداً عن متناول يديك وأنت في البيت، حتى تقضي وقتاً أكبر مع العائلة، وكما يقولون: "البعيد عن العين بعيد عن القلب".
10- أخيراً تجنَّب قراءة الكتب أو المقالات الطويلة من الموبايل.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.