الاحتلال الإسرائيلي ما زال يكابر، متمسكاً بأرض ليست أرضه. وهو مخطط معدّ جيداً منذ العديد من السنوات، يخططون للتهجير تدريجياً حتى يصلوا إلى ما تم إنجازه اليوم. وإذا استمر هذا الكيان بكل السبل لتحقيق أغراضه غير المشروعة، فحتماً لن ينتهي الأمر عند هذا الحد، حتى وإن قضى على المقاومة وخلّى فلسطين كلها من مواطنيها. فلن ينجح. ما ارتكبه هذا الكيان من جرائم بحق المدنيين سيدفع ثمنه غالياً، من طفل فقد والديه، إلى رجل فقد عائلته، إلى صحفي استُشهد لإظهار حقيقتهم. لن يتركوا الأرض لكم، حتى لو ظننتم أنهم انتصروا بهذا الترهيب والتدمير والخراب. فيجب عليك أن تعيد النظر، لأن العبرة بالنهاية، وكل ما ارتكبته إسرائيل من جرائم بمساعدة الغرب، سيقع على رؤوس قادتها.
العدل والعقاب.. "حتمية نهاية الاحتلال الإسرائيلي القمعي"
كم من ممالك انهارت، وكم من أمم انحدرت، من قبل اندثرت النازية الألمانية والبلشفية الروسية والفاشية الإيطالية. فبعد وصولها للقمة بالدماء والقمع، أين هي الآن؟ لن يذكرها التاريخ سوى بالسخط والسوء والمجازر التي ارتكبتها.
يجب أن يتعلم هذا الكيان أن القمع سيقوده إلى قاع الهاوية. انظر إلى من سبقك، ممن اتخذوا من القمع وسيلة لإخماد الحرية. كيف وصل بهم اليوم؟ لم ينسَ التاريخ، بل ذكرهم، وقام بتدوين تلك المجازر، فإنهم ملعونون في سجلاته الأبدية. فهكذا هي الحقيقة المطلقة، مهما زاد العدو الغاشم من ارتكاب المجازر وطال احتلاله. سيسقط وهذه نتيجة حتمية، والتاريخ شاهد عيان. فمهما تعمق الاحتلال في تعزيز سيل الدماء والجراح بين المدنيين، ستكون نهايته وخيمة.
يُحلِّل الغرب المجازر على أساس غير شرعي، وكأن واجباً مفروضاً أن يخضع الجميع للاحتلال المتغطرس دون مقاومة.
وبطبيعة الحال لولا مساعدة تلك الدول الغربية لهذه المنظمة المتطرفة لما كان حدث هذا الآن.
المقاومة الفلسطينية ما هي إلا جزء من الشعب الفلسطيني الحُرّ، وليست إرهابية، لأنها تهاجم جنود الاحتلال على أرضها المشروعة، وهذا الكيان المتطرف ما يحلل كل شيء آثماً غير مبالٍ بتلك الأرواح، ومتجاهلاً كل قوانين الحرب.
هؤلاء يدركون حقيقة أن إسرائيل ليست دولة، بل مجرد منظمة متطرفة، وكل يوم تزداد مصداقية الأدلة على أن إسرائيل منظمة متطرفة، وليست دولة مستقلة كما حاولوا الترويج لها.
صهيونية الكيان الإسرائيلي.. نقد للسياسات الاستعمارية.
احتلال هذا الكيان جنوب لبنان وسيناء سابقاً وهضبة الجولان السورية حالياً لا يدل إلا على حقيقة واحدة، وهي أن إسرائيل تتمادى كلما طال صمتنا، وكأننا نعطي لها إشارة بأن تكمل إجرامها.
في النهاية، يجب علينا أن نسعى لفهم هذا الخطر الذي يتسع في المنطقة يوماً بعد يوم، إذا لم يتوقف سيزداد قوة، ولا يكون من المستبعد أن يأتي الدور على الدول العربية والإسلامية لاحقاً، وليس ببعيد، بل في القريب العاجل.
على سبيل المثال، انظر إلى خريطة فلسطين قبل الاحتلال وبعده، وانظر كيف تم تهجير الآلاف من البشر قسراً وبشكل قاسٍ دون رحمة، تحت أنظار العالم المتحضر ذي القوانين الإنسانية المزدوجة. هذا الكيان الصهيوني، أو تلك الحركة المتطرفة، أياً كانت المسميات، يجب أن يتوقف بل يُرحَّل عاجلاً، فهو يمثل خطراً على أرواحنا وبيوتنا، لأنه لا يفرّق بين الحجر والبشر، ويحرق الأخضر واليابس، هذا الكيان مثل الأفعى يتلوى ويبث سمه في الأرجاء بأفكاره المسممة وعدوانه الهمجي.
بعيداً عن القضية الفلسطينية أو حتى القدس، ذلك الكيان لا يستحق أن يكون دولة متكاملة سلمية. وهذه رسالة لكل إنسان حر طبيعي لم يمتلئ عقله بتلك الأفكار المسمومة التي يتخذها الصهاينة منهجاً للدراسة والتقنين في الميادين والشوارع، وسياسة التمييز العنصري والتطهير العرقي، كل هذا خارج نطاق الإنسان الطبيعي ذي الفطرة السليمة. برأيك، هل ما تفعله إسرائيل من مجازر يجوز بأي حال؟ حتى لو كانت صادقة، فهل يجوز ألا تحسب دم الفلسطيني وتعتبره رخيصاً إلى هذا الحد عن الدم الإسرائيلي؟
الأفكار المتطرفة والتعصب.. التحريض والعنف في السياسة الإسرائيلية
اليوم، صدقت كل الكتب التي تحدثت عن رؤية الصهاينة للعرب، بل أكد هذا الأمر مؤخراً وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت، الذي قال إن الفلسطينيين حيوانات، بل دعونا ننظر بنظرتهم لنا بطريقة أشمل، ولنفهم سياساتهم المتبعة. إسرائيل لا ترى العرب بشراً، بل حيوانات؛ حتى وصل بهم الأمر إلى اعتبار أن قتل ما هو مخالف لدينهم حلال.
بدا لي اليوم واضحاً أن القراءة خالية من الواقع، وكل ما نعيشه في كتب التاريخ لا يمثل 1% من الواقع، على الرغم من حبي وشغفي الكبير لقراءة التاريخ، إلا أنني اليوم أرى التاريخ الصادم المؤلم أمامي لأول وهلة علناً دون تقليب الصفحات، فالأحداث كثيرة ومتدفقة وسريعة ومؤلمة.
كنت أنغمس وأشعر بدقات قلبي تزداد عند قراءة الحروب وأحداثها وما يجري بها وصولاً لنتائجها، إلا أن هذا مع الأسف ما نشهده اليوم بدا لي أن الشغف قد مات كما يموت الأطفال في غزة حتى أن مذاقه أصبح سيئاً إلى حد لا يوصف من الجنون والإجرام. أي إنسانٍ سويّ يقبل هذا؟
من يحتاج إلى حرب هو الاحتلال الإسرائيلي وليست المقاومة. حرب على كل هذه الأفكار العدوانية التي يقتلون بها أطفال غزة، يجب أن تكون هناك مراقبة مكثفة لتلك الأفكار الشيطانية، والحد من انتشارها. إن الكيان الذي يرى في إراقة الدماء انتصاراً، الذي لا يميز بين طفلٍ أو امرأةٍ كبيرةٍ أو صغيرة، الذي يسحق الحيوان، يجب علينا أن نعيد نظرنا في فهم تلك السمة الخبيثة التي يسمونها التحضّر، ويجب متابعة مواد دراستهم لمعرفة كيف يُربّون أطفالهم على الكراهية والحقد والتحريض على من هم على غير دينهم. علينا جميعاً أن نتحد ونقف في وجه حركة الصهيونية، ونحارب أفكارها المتطرفة في القريب العاجل.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.