بنيامين نتنياهو.. هكذا تؤثر شخصيته النرجسية في سياسته المضطربة

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/22 الساعة 09:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/22 الساعة 09:47 بتوقيت غرينتش
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو - رويترز

من الضروري التأكيد على أن أي تحليل نفسي يجب أن يكون مبنياً على معلومات دقيقة وموثوقة، وأنه يمكن أن تكون هناك تفسيرات مختلفة لسلوك وصفات شخصية فرد. بالإضافة إلى ذلك يجب مراعاة تطور الشخصية مع مرور الوقت وتأثير الظروف المحيطة على سلوك الفرد.

بعدما نجحت المقاومة في توجيه ضربة قوية للاحتلال الإسرائيلي يوم السابع من أكتوبر، دخل الاحتلال حالةً من الاضطراب والتخبط شديدة، ولا عجب في ذلك، فمن على رأس سلطة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، شخص غير متزن ويمتلك العديد من سمات الشخصية النرجسية، وهذا وفقاً لدراسة أجراها أستاذ علم النفس بجامعة تل أبيب شاؤول قمخي، محاولاً فيها أن يتقصى السمات الشخصية لرئيس وزراء الاحتلال.

شغل بنيامين نتنياهو العديد من المناصب الحكومية والسياسية في سلطة الاحتلال. وقضى جزءاً من حياته في الولايات المتحدة، وعاش في محيط ثقافي متنوع. فمنذ عام 1984 وحتّى عام 1988 عُيّن نتنياهو مندوباً لـ"الاحتلال الإسرائيلي" في الأمم المتحدة. في نهاية فترة خدمته في الأمم المتحدة قرّر نتنياهو العودة إلى الأراضي المحتلة لخوض غمار الحياة السياسية.

تمتلك شخصيته مسيرة سياسية طويلة ومعقدة، وقد تقلد العديد من المناصب والأدوار. وهو زعيم حزب الليكود، ورئيس الوزراء حالياً، وقد شغل هذا المنصب لعدة فترات، وعمل وزيراً في العديد من حكومات الاحتلال.

اشتهر بتقديمه أفكاراً سياسية واقتصادية تأسست على مفهوم قوة الاحتلال وضرورة الأمن القومي. تميزت فترات حكمه بمختلف القضايا والتحديات في الداخل والخارجية.

جذبت شخصيته العديد من المعجبين والكارهين، حتى باتت متعددة الأوجه، وتناقضاته لافتة، والتي بدورها شكّلت العواملَ المهمة في شخصيته وبيئته، وأسهمت في مساره وإخفاقاته، وساعدته في إعادة اختراع نفسه مراراً وتكراراً، حتى بعد الفضائح السياسية بين حين وآخر.

فبحسب الدراسة التي أجراها أستاذ علم النفس شاؤول قمخي، أكد أن نتنياهو يتخذ من التلاعب أسلوب حياة، فالعالم المتخصص قام بتقصي السمات الشخصية لنتنياهو من خلال الكتب المكتوبة من قِبَل بنيامين نتنياهو نفسه، والأخبار والتصريحات التي تتعلق به، التي نُشرت في صحف الاحتلال، بما في ذلك المقابلات التي أجراها مع الصحف والتلفزيون.

فوجد أن لديه بنية نفسية معقدة ومتناقضة، تتأثر بعوامل عائلية وتاريخية ودينية وسياسية، كما أنه يتميز بالعدوانية والنرجسية وعدم المصداقية والمراوغة، إذ وجد أن أسلوب إدارته عدواني وغير ديمقراطي، كما أنه يتلاعب بالصحافة لصالحه، لأنه يدرك جيداً أن ذلك مثل التلاعب بالحقائق، التي لا تعد حقائق إلا في سياق هدفه الشخصي أو السياسي.

بحسب الدراسة فنتنياهو يحرز تقدماً في النرجسية والالتفاف حول الذات، فهو يعد النجاح الشخصي أكثر أهمية بالنسبة إليه من الأيديولوجيا التي يقول إنه يسعى إلى تحقيقها، إذ يتبع المنطق الميكافيللي في علاقاته حتى الأسرية والمجتمعية والدولية، ويسعى لتحقيق مشروعه الخاص.

وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن نتنياهو يسعى للوصول إلى القمة والسيطرة مهما كان الثمن والتنازلات والتجاوزات، وتغيب عنه المصداقية، وهو ما يفسر استمراره لأطول فترة في رئاسة وزراء الاحتلال، إذ لا يرى في التلاعب أي سمة غير أخلاقية، بل يرى لعبة السياسة محكومة بـ"قوانين الغابة"، وربما هذا ما يفسر همجيته واضطراب تصريحاته أثناء الحرب اليوم.

الأمر الأخير الذي توصلت إليه الدراسة هو شعور الارتياب والشك لدى نتنياهو، الذي يصل به لدرجة أن يكون مهووساً بظن أن العالم بأسره ضده شخصياً.

يُشير التحليل النفسي إلى فهم سلوك وصفات شخصية فرد معين من خلال دراسة تجربته وأفعاله وتصرفاته. فنتنياهو هو شخصية سياسية مهووسة بذاتها وشديدة النرجسية، وانتهازية لأقصى حد، ما يفسر رفضه اللوم حتى من الدخل رغم الهزيمة التي لحقت به، بل يصر على المراوغة والتلاعب دون أي نزاهة، واستخدام الأشخاص الآخرين لتحقيق أهدافه وإنقاذ نفسه.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مروان سمور
باحث سياسي أردني
تحميل المزيد