من أجل عالم آمن.. متى يُنزع سلاح الاحتلال الإسرائيلي؟!

تم النشر: 2023/11/14 الساعة 10:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/14 الساعة 10:01 بتوقيت غرينتش
جنود إسرائيليون في غزة - رويترز

الحرب الدائرة الآن في غزة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، فاقت كل التوقعات من حيث عدد الشهداء من الشعب الفلسطيني الأعزل، فهذا كان مفاجئاً للعالم كله بهذه الوحشية التي هاجم بها هذا الجيش المواطنين والأطفال والنساء وكبار السن.

هذا أمر لم نقرأ عنه بالتاريخ المتحضر، من هذه الوحشية المفرطة ضد المدنيين، فالعالم أجمع ينظر إلى هذا الأمر بدور المتفرج، والدعم الأمريكي والأوروبي اللا محدود واضح ولا لبس فيه، وتجردت الإنسانية من إنسانيتها بشكل لا يمكن وصفه.

فما يقوم به هذا الاحتلال الغاصب على أصغر بقعة جغرافية مكتظة بالسكان يسمى بأخف الكلمات عملية إبادة، فهي ليست حرباً مع قوة عسكرية تكافئها في العدد أو العتاد أو حتى أقل منها بقليل، إذ يرى العديد من المراقبون أن عدد المقاومين في غزة ليس بهذا الكم الذي تحشد من أجله جيوش الدول الغربية وحاملات طائرات من أجل تدمير غزة على ساكنيها بهذه الطريقة المعيبة.

لا يكتفي العالم بالمشاهدة، بل تدعم حكومات الدول الاستعمارية القديمة هيستريا الاحتلال، وتعطي له الضوء الأخضر لقصف أي شيء وكل شيء ثابت أو متحرك داخل تلك البقعة الجغرافية الأبية، ولا تفرق تلك الهمجية المنظمة بين المدارس والمستشفيات والتجمعات والجامعات والمساجد والكنائس، فكل شبر داخل القطاع بصفته المدنية يدمر حتى يصبح أثراً بعد عين، هذا التصرف الأرعن من قبل هذا العدو المستعمر، يجب وقفه بكل الطرق الممكنة قانونياً، إذ يجب تفعيل القوانين المنصوص عليها في هيئة الأمم المتحدة إذا ما أرادت تلك المؤسسة الحفاظ على شرعيتها، ومثلها مثل باقي المنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية المنتشرة في العالم.

يجب أن تعمل تلك المنظمات الدولية على نزع سلاح الاحتلال وليس سلاح المقاومة التي تدافع عن حق شعبها في البقاء، فالاحتلال لا يستخدم السلاح إلا في النهب وقتل الأبرياء، امتلاك السلاح في أية دولة قائم في الأساس على مبدأ الحماية من جيش معتدٍ على أرضها، وهذا الاحتلال لا يحارب على أرضه وفقاً لمراسيم الأمم المتحدة. فاليوم على مرمى ومسمع الجميع، يمارس الاحتلال طغيانه ولا يقتل غير الأطفال والنساء والشيوخ، حتى الجماد والشجر لا يسلم منه، بل يتخطى كل الأعراف الدولية، فنرى الاحتلال يلوّح إلى استعمال السلاح النووي ضد غزة، وهذا الفعل ليس بعيداً عن تاريخه الذي يشهد له بالإجرام. إن هذه الحرب دليل دامغ على خطورة هذا الاحتلال، ليس فقط على غزة، بل على الإنسانية كلها.

السلاح بالعادة واستخدام القوة العسكرية لها ضوابط استعمال وقواعد عسكرية لاستعمالها، لكن طريقة الاحتلال الإسرائيلي في استخدام القوة العسكرية في غزة ليست قانونية على الإطلاق بشهادة دول محايدة، ومنظمات مهتمة بحقوق الإنسان، فما يقوم به هذا الاحتلال يتخطى حتى وصف إرهاب دولة أو عصابة مسلحة أو بلطجة أو أي وصف يمكن وصفه لأي عنف رأته البشرية.

فذلك الاحتلال بترسانته لا يراعي أية قوانين للحروب المتبعة عالمياً، أو يتصرف وفق قواعد الاشتباك المتعارف عليها، بل يضرب بكل القوانين والأعراف الدولية عرض الحائط، حتى قانون شريعة الغاب غائب؛ فهو حتى لا يرحم أحياءً ولا أمواتاً، يجب أن يدرك العالم أن هذا الاحتلال أصبح خطراً على النظام والسلم العالمي، حيث إن كل هذه القوة العسكرية بأيدي سلطة فاقدة عقلها تقوم بقتل الآلاف من الفلسطينيين دون حتى أي مبرر قانوني واهٍ، وهذا بشهادة العالم.

يجب العمل على نوع سلاح الاحتلال؛ لأنه لا يملك أية مقومات للدولة أو الكيان أو الأخلاق المتبعة في أي حرب أو سلم، لوضع حد لغطرسة حكومته اللا مسؤولة، حتى لا تتطور الأمور ونستيقظ في يوم نراه يلقي قنبلة جرثومية أو أي نوع من أنواع الأسلحة المحرمة دولياً على شعب أعزل أو قطاع صغير كقطاع غزة أو أية بقعة جغرافية أخرى.

هذا الكلام ليس درباً من دروب المبالغة، فهذا الاحتلال دموي إلى حد بعيد، وتاريخه زاخر بالبشاعة بحق الإنسانية، وها هو الواقع على الأرض، فدليل الإدانة واضح من خلال حصاره للمستشفيات من أجل جلب نصر لرئيسه ولو كان وهمياً، يقوم بقتل الأطفال الرضع والمرضى داخل أي مستشفى في غزة، وما توثقه القنوات العالمية دليل على هذا الإجرام غير المسبوق المتبع في هذه الحرب على غزة.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد فؤاد الكيلاني
كاتب أردني
كاتب أردني
تحميل المزيد