في مشهد لا يحدث كثيراً، وقفت بعض الشعوب الغربية صريحة فصيحة، واضحة فاضحة، ضد حكامها وأنظمتها وإعلامها ونخبتها، فأدانت الاحتلال والعدوان والقتل والتدمير والترحيل والتهجير والحرق والإبادة الجماعية .. فخرجت في مسيرات تاريخية حاشدة وغير مسبوقة، منددة ومستنكرة لقصف البيوت والمستشفيات وقتل المدنيين والأطفال والنساء.
ففي عدة مدن أوروبية انطلقت مسيرات احتجاجية داعمة لفلسطين، ومطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. ففي مدينة روما الإيطالية نُظّمت مسيرة تضامنية شارك فيها مئات الاشخاص الذين طالبوا بوقف استهداف المدنيين في غزة.
وفي النمسا والدنمارك والسويد، أظهرت فيديوهات مسيرات احتجاجية واسعة، شارك بها مئات المواطنين الذين هتفوا ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي وطالبوا بوقف الحرب على غزة.
وشهدت مدينة برشلونة الإسبانية اعتصاماً واسعاً بدعوة من منظمات التضامن مع فلسطين والجالية الفلسطينية لدعم صمود الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وتنديداً بالصمت الدولي.
بينما وقف الإعلام الغربي المُضلل المنحاز ضد الشعوب الحرّة وإرادتها في التعبير عن تضامنها ودعمها لقضية فلسطين؛ القضية العالمية الأمّ التي تناصرها اليوم شعوب العالم كافة لأنّها قضية عادلة، كتصفية استعمار، ضد محتل غاصب، اغتصب الأرض وهجّر الإنسان؛ احتلال ظالم ومعتدٍ، احتلال لا يؤمن سوى بالقتل والتدمير والإبادة الجماعية، يقتل الأبرياء والنساء والشيوخ، يدمِّر المساجد والمدارس، يقصف المستشفيات، يقتل الأبرياء، احتلال عاث في الأرض فساداً، بتشجيع ودعم مؤسسي غربي مفضوح لا أخلاقي ولا إنساني.
إنّها عجلة التاريخ التي بدأت تدور ضد الاحتلال الاسرائيلي الغاصب، الذي لم تعد له مساندة سوى من أنظمة غربية تُقاسمه العدوان وتناصره في ظلمه واعتداءاته، لكنّ هذه الأنظمة الغربية المنحازة افتُضحت أمام شعوبها عندما اكتشفت أنّها أنظمة مصلحية تناصر الباطل والظلم ولو على حساب الأخلاق والمبادئ والقيم وحقوق الإنسان، وافتُضح أيضاً هذا الإعلام المُضلل الحاقد والوقح الذي يناصر الظَّلمة والقتلة ضد الأبرياء العُزل فيُحيل القاتل المعتدي ضحية، ويحوِّل المقتول البريء إلى متهم.
لعلها صحوة ضمير كبرى لهذه الشعوب لكي تعرف الحقيقة عن قضية هذا الشعب الفلسطيني المضطهد المُبعد من أرضه، المحروم من حقوقه، المحاصر في جزء من أرضه وتحت أنظار المجتمع الدولي المنحاز للظلم والاعتداء والاحتلال.
بالفعل أصبحت شعوب العالم اليوم على دراية بما يحدث في فلسطين وبأنّ إسرائيل محتلة ظالمة غاصبة، والشعب الفلسطيني هوّ صاحب الحق والأرض التي أُخذت منه غصباً وغدراً وخيانة وبمباركة دولية.
إن العالم يكتشف يوماً بيوم لعبة الاستعمار والاضطهاد التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني الذي اغتُصبت أرضه وحُرِم من حقه المشروع في تقرير مصيره، هذا الشعب المظلوم الذي بدأ يكسب تعاطفاً دولياً نادراً وغير مسبوق من شعوب العالم في القارات الخمس لقضيته العادلة، ضد محتل ظالم ومغتصب وضد نظام عالمي متحيز وغير أخلاقي.
إنّ وقفة شعوب العالم اليوم مع فلسطين، ضد عدوان الاحتلال، تضع الأسئلة الكبيرة حول قضية فلسطين على الطاولة بالقوة، ليعرف الناس من هُم أصحاب الأرض ومن المحتل، من صاحب السيادة، ومن الظالم المعتدي، فبمزيد من الوعي واليقظة وتحرّك الأحرار، سيكتشف الجميع جرائم الاحتلال واعتداءه؛ لأنّ الظلم إلى زوال والتضليل والكذب إلى زوال لا محاله، ولا يصحُّ إلا الصحيح، والمجد والخلود لشهداء فلسطين.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.