عملية “طوفان الأقصى”.. متى يمكن للنفاق الغربي أن يتوقف؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/10/10 الساعة 14:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/10/10 الساعة 14:27 بتوقيت غرينتش
أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام/ الأناضول

فلسطين، أرض محاطة بالتاريخ والحضارة، تروي قصة شعب يعيش تحت وطأة التحديات والصراعات. في هذه الأرض، يتلاقى التاريخ والثقافات والعقائد لتخلق روحاً فريدة تعكس قوة الإرادة والصمود.

فلسطين، تحمل في طياتها آلاف السنين من التاريخ، تربت على أرضها أممٌ عظيمة، وتركت بصماتها الخالدة. من مدنها القديمة إلى بحورها الزرقاء، تعكس فلسطين جمال الطبيعة وتنوع الثقافات.

عبر التاريخ، عاشت فلسطين أحداثاً مؤلمة وحروباً طاحنة، لكن شعبها بقي قويّاً وصامداً، يحمل في قلبه الأمل والحلم بمستقبلٍ أفضل. يعبر الفلسطينيون عن إصرارهم وعزيمتهم على العيش بكرامة وحرية في وطنهم المحتل.

تعد فلسطين نموذجاً للصمود والإرادة في وجه التحديات والظروف الصعبة. يسعى شعبها إلى تحقيق حلمه بالحرية والاستقلال، يؤمنون بقوة السلام والحوار كوسيلة لبناء مستقبل مزدهر.

فلسطين، رغم التحديات والمعاناة، تظل رمزاً للصمود والتفاؤل، تعلّم العالم درساً في الصمود والإرادة، وتذكره بأن الحلم والتضحية هما قوة الإنسان لتحقيق التغيير وبناء عالمٍ أفضل.

بينما يقترب الليل ويمتزج ظلامه بالتوتر، تلتئم العيون حول الشاشات، تراقب الحدث الذي أصبح جزءاً من حياتنا اليومية، صراع فلسطين المستمر مع الاحتلال الإسرائيلي. طوفان الأقصى، هذه المعركة الحاسمة التي أطلقها القسام، جناح المقاومة حماس، ضد قوات الاحتلال، بدأت كالعاصفة الجارفة.

تشهد الأرض همسات الرصاص وصرخات القذائف، يرتدي الشباب الفلسطيني زي الفدائيين مستعدين للتضحية من أجل الوطن. تحلّق الطائرات الحربية الإسرائيلية في سماء العدو، تقتلع الحياة من كل زاوية، وتترك الدمار خلفها.

في هذه اللحظات الدرامية، يكتب الفلسطينيون تاريخهم بدماء الشهداء وعزيمة الناجين. يجتمعون كجدار من الصمود، لا ينهزم ولا ينكسر، متمسكين بأرضهم وهويتهم وحقوقهم المسلوبة. يقودهم إيمانهم وإصرارهم نحو حريتهم المنتظرة.

تتلاطم الأمواج وتتصاعد النيران، ويستمر الشعب الفلسطيني في مواجهة الظلم بكل شجاعة وعزيمة. يقاتلون لأجل بيتهم، وحقهم في الحياة بكرامة. لا تعرف القضية الفلسطينية المساومات، فهي تجسّد نضالاً وصموداً، وحرية تنتزع بالدم والتضحية.

هكذا، تدور المعركة، حيث يصارع الفلسطينيون بإرادة من حديد وروح الثورة. وفي وجه الأزمات والتحديات، يتجلى الأمل في أنهم لن يستسلموا، بل سيظلون يقاتلون من أجل غدٍ أفضل ووطن ينعم بالسلام والعدالة.

"طوفان الأقصى"، كما سُميت تلك المعركة الخالدة، بدأت بوابة الفدائيين المظلمة تنفتح، وانطلقوا كأسود الجبال، يحملون الحق والكرامة في قلوبهم. طلقات المقاومة أشعلت لهب المواجهة، واهتزت الأرض تحت أقدامهم.

ففي تلك اللحظات الحاسمة، بدأت القذائف تمطر المدن المحتلة. تلك القذائف التي كتبت عليها الحرية والعزة، وصلت لترد بقوة على انتهاكات المسجد الأقصي واعتداءات جيش الاحتلال على المدنيين، لترسم صورة الصمود والكفاح.

في هذا الصراع العظيم، لم تكن المعركة مجرد نقاط على الخريطة، بل كانت قلوباً تنبض بالحياة والإيمان. وعندما اشتعلت النيران، كانت الأرواح تتحد وتشكل جيشاً لا يقهر.

أما الاحتلال، فكان يتراجع خطوة بعد خطوة، محاصراً بين جدران غضب فلسطين وسخط الحرية. وفي لحظة من الزمن، كانت أصوات المقاومة ترتفع عالية، تُعلن النصر والتحدي.

وبينما تشهد الأرض هذا الصراع الدامي، يظل الشعب الفلسطيني، الذي واجه المآسي والمحن بكل شجاعة، يحمل في قلبه أملاً لنصر آتٍ. فلسطين تظل مشرقة، والحرية ستأتي كالفجر، تنير كل زاوية من هذه الأرض المقدسة.

الصمود الفلسطيني: الأمل والحلم في وجه التحديات

عبر التاريخ الطويل والمؤلم لفلسطين، يظهر الصمود والقوة اللذان يتحلى بهما شعبها، مهما اشتدت التحديات والحروب التي واجهوها. إنها قصة الإرادة والتحدي، وقصة الأمل والحلم بمستقبل أفضل يتجدد رغم المصاعب.

لم تكن معاناة الشعب الفلسطيني مجرد حدث تاريخي عابر، بل كانت سلسلة من الحروب والنزوح والظلم التي عاشها الشعب على مر العقود. منذ نكبة عام 1948 وحتى يومنا هذا، واجه الفلسطينيون محناً كبيرة، حيث فقدوا وطنهم وممتلكاتهم، وعاشوا في ظروف صعبة تحت الاحتلال.

دراما الحروب والنزوح والظلم ليست مجرد حدث تاريخي عابر، بل هي رواية مؤلمة ومستمرة تتجسد في حياة الشعب الفلسطيني على مدى العقود. منذ نكبة عام 1948 وحتى يومنا هذا، تمثلت حياة الفلسطينيين في سلسلة درامية متواصلة، حيث خُطفت وطنيتهم وممتلكاتهم وعاشوا كأنهم غرباء في أرضهم، محاصرين تحت سطوة الاحتلال.

دراما النكبة الفلسطينية تنقلب صفحة تلو الأخرى، مع كل معاناة جديدة تتجدد في مسرح الظلم والمعاناة. يمثل عام 1948 بداية هذه الدراما الأليمة، حيث فقد الفلسطينيون وطنهم وممتلكاتهم، وتم تشريد مئات الآلاف منهم. كانت هذه النكبة التاريخية أول فصول الدراما، وبداية لصفحات طويلة من العنف والظلم.

ثم تبعتها فصول أخرى من الدراما الحقيقية، حيث استمرت الحروب والتوترات، وتزايدت معها معاناة الشعب الفلسطيني. عاشوا مع حروب عديدة، ومع احتلال متجدد لأجزاءٍ أخرى من أراضيهم، حيث تمزقت عائلاتهم وتفتتت أحلامهم بالحرية.

وفي هذا السياق الدرامي، تبرز أصوات المظلومين والمحرومين، تعكس معاناتهم ويأسهم، ولكن أيضاً تصميمهم على الصمود ومواجهة الظلم بكل شجاعة. تحاول الدراما الفلسطينية أن تكتب سيناريو الأمل والتحدي، حيث يظل الشعب الفلسطيني يحلم بيومٍ ستشرق فيه الحرية والعدالة، وتتلاشى فيه دراما الظلم والاحتلال، ليعيش حياةً طبيعيةً وكريمة على أرضه المحررة.

في هذه الدراما الحقيقية، تظل قصة الفلسطينيين تجسداً للصمود والإرادة، حيث يحملون في قلوبهم الأمل والحلم بمستقبلٍ أفضل. تبقى دراما الشعب الفلسطيني قصة مستمرة، يجب أن تُسمع وتُروى، لأنها قصة الصمود والتحدي، وقصة النضال من أجل العيش بكرامة وحرية على أرضهم الحبيبة.

صمود يتجدد

هذه المرة كانت الهجمات على الاحتلال الإسرائيلي تشكل تحدياً كبيراً، حيث استخدمت المقاومة الفلسطينية مراوح البيت لتصنع المظلات والكلاشينكوف للمهاجمة، بمعنى أدق "المقاومة الفلسطينية تستخدم أسلحة بدائية". في هذا السياق، لاحظنا استجابة دول الغرب، حيث عبروا عن دعمهم القوي لإسرائيل من خلال استعدادهم لتقديم أحدث تكنولوجيا الأسلحة لمساعدتها في حماية نفسها.

هذا التحدي واجه العالم بأسره بمشهد تكتيكي معقد، حيث أصبح من الواضح أن المعركة تمتد إلى جوانب عدة. يجب على المجتمع الدولي تحليل هذه الأحداث بشكل دقيق وعميق، واتخاذ إجراءات فعالة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

ومع هذه المعاناة، برزت روح الصمود في وجوه الفلسطينيين؛ برزت في مقاومتهم المستميتة للاحتلال، وفي استمرارهم في السعي لتحقيق حلمهم بالحرية والعدالة. لقد أصر الفلسطينيون على البقاء قويين وصامدين، معبرين عن إصرارهم على العيش بكرامة وحرية في أرضهم المحتلة.

ردود أفعال دولية تثير غضب الفلسطينيين

بالفعل، يثير التناقض الذي يظهر في ردود أفعال دول العالم تساؤلات كبيرة حول العدالة والتحيز. يبدو أن الكثيرين يتحدثون عن ضرورة ضبط النفس والدعوة لوقف إطلاق النار، في وقت يواجه فيه الفلسطينيون هجمات ومأساة لا تُحتمل.

"يتحمل الجانب الإسرائيلي وحده مسؤولية التصعيد الحالي، نظراً لانتهاكاته المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني".

فعندما نشهد جرائم فظيعة ترتكب بحق الأطفال الفلسطينيين، والهجمات الجوية التي تستهدف المدنيين دون رحمة، يتساءل الكثيرون: أين كانت الأصوات التي تدعي العدالة وحقوق الإنسان في هذه اللحظات المظلمة؟ أين كانت المواقف التي تدين هذه الانتهاكات بشدة؟

مشهد درامي ومثير للتفكير، يظهر الرئيس إيمانويل ماكرون وسط مشهد النضال والتصعيد بين الشعب الفلسطيني وإسرائيل. يتحدث الرئيس الفرنسي بكلمات تتسلل إلى أذهان الجميع، ويثير تساؤلات حول طبيعة السياسة والإنسانية ومكافحة الإرهاب. هل يمكن لمن يمارس الإرهاب في أفريقيا أن يكون حكماً وقاضياً، يمثل الحكم ويتخذ القرارات الحاسمة، أن يصف العمليات التي يقوم بها شعب ينادي بالحرية والكرامة بالإرهاب؟ يبدو أن الواقع والسياسة يتقاطعان في هذه اللحظة الدرامية، ما يتركنا مع العديد من الأسئلة حول دور القادة ومفهوم الإرهاب وحقوق الإنسان.

هل ننظر إلى رجل الدولة الفرنسي بعيون الحقيقة؟ أم هل نراه كما يظهر في هذه المسرحية السياسية، حيث يتحدث القاتل عن وقف الجريمة؟ إنها حقيقة مريرة تجعلنا نتساءل عن دوافعه وحقيقة مواقفه.

ماكرون، الرئيس الفرنسي، يطل علينا بكلمات تطالب بوقف المقاومة الفلسطينية للعمليات الإرهابية علي إسرائيل! كأنه يغفل عمداً عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي والتضييق والقهر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني. يبدو أنه يروّج لفكرة غير مقبولة، تلك التي تجعل المقاومة، الرد على الظلم والاحتلال، بمثابة "إرهاب".

هل تصدق المشهد الذي يُرسم أمامنا؟ يبدو الأمر غريباً حقاً، أن يتحدث من يصفع بيد من حديد عن توقف الآخرين عن توجيه الضربات البسيطة. هل يُمكن لمن يصنع الأزمات ويساهم في زيادة التوتر أن يدعو إلى السلام؟ يظهر السياسيون في هذه المسرحية بشكل يثير الدهشة، وكأنهم يعيشون في عالم موازٍ.

يثير هذا التناقض تساؤلات حول تحقيق المساواة والعدالة الحقيقية في التعامل مع هذه الأوضاع المأساوية. يجدر بنا أن نتحد معاً، كدول ومجتمع دولي، للتأكيد على أهمية احترام حقوق الإنسان والتصدي للظلم بكل حزم وعدالة، بغض النظر عن الجنسية أو الانتماء.

الأمل والحلم

رغم معاناتهم، يحمل الفلسطينيون في قلوبهم الأمل والحلم بمستقبلٍ أفضل. يحلمون بيومٍ تتحقق فيه حقوقهم الأساسية ويعودون إلى وطنهم المحتل، حيث يعيشون بسلام وأمان. يعتقدون بقوة الحوار والتفاهم، ويؤمنون بأن السلام والتسامح هما مفتاح الحل.

في الختام، تظل فلسطين وشعبها مثالاً للإرادة والأمل، مهما اشتدت الظروف والتحديات. إنها قصة صمود وتحدٍ، تركت بصمة في تاريخ الإنسانية، وتستمر في بث روح الأمل والحلم في قلوب الجميع.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمود حجازي
صحفي مصري
صحفي مصري
تحميل المزيد