روح المدرب الإيطالي روبيرتو دي زيربي، صانع ثورة نادي برايتون الحالية حاضرة في فرنسا، عبر صديقه فرانشيسكو فاريولي صاحب الـ34 عاماً، الذي اكتشفه عبر مدونة تحليلية أثارت انتباهه، قادته لضمه إلى طاقمه الفني.
فرانشيسكو فاريولي، الذي درس الفلسفة والتربية البدنية، كان مساعداً لدي زيربي في ناديي بينفينتو وساسولو الإيطالي، قبل انتقاله إلى تركيا من أجل تدريب فاتح كاراجومروك وألانيا سبور، ليقودهما لإنجازات لم يسبق أن حققاها، ويصبح هو الآخر أصغر مدرب في أوروبا حينها!
في أطروحته بجامعة فلورنسا، كتب فاريولي: "حلمي هو إنقاذ كرة القدم من حماقات وابتذال الإيطاليين، حلمي هو كرة قدم مصممة على الإتساق مع بقية أنشطة الحياة، حيث نعيدها إلى منبعها الأصلي: لعبة تثير المغامرة لدى الأطفال"
في الصيف، كان طالباً لشهادة Master UEFA Pro، وقدم ماوريسيو ساري إحدى المحاضرات، في نفس الوقت، عيّن نادي نيس الفرنسي مديراً رياضياً جديداً من لانس يُدعى غيسلوفي، والذي كان يُراقب مسيرة فاريولي عن كثب، وعمل على إتمام انتقاله من أجل تدريب الفريق الفرنسي.
عانى فاريولي من ازدحام في جدول أعماله بعد نهاية الموسم الماضي، فقد سافر إلى سان سباستيان من أجل إلقاء محاضرة بدعوة خاصة من نادي ريال سوسيداد في إطار برنامج لتطوير المدربين بحضور 70 مدرباً، يتوقون للتعلّم منه والارتشاف من ينبوع معرفته. وقبل ذلك، لاقى إعجاب العملاق برشلونة، الذي استعان به للتدريس لأعضاء أكاديمية "لاماسيا" الشهيرة في برنامج بعنوان: "كرة القدم، الرغبة والتمثيل الإيجابي"
أوضح فرانشيسكو فاريولي خلال محاضرته كيفية بناء فريق فائز، مسلطاً الضوء على أهمية القيادة والتواصل الفعّال واحتساب المتغيرات مع فلسفة اللعب، وهي مبادئ تظهر بشكل واضح في فرقه: "كرة القدم والحياة عمليتان تعليميتان لا نهائيتين"
وتحدث عن أهمية بحث مدرب كرة القدم عن طرق للتغلّب على جميع العوامل والتأثيرات الخارجية، التي قد تُزعزع قدرته على تدريب نادٍ يستطيع فيه التعبير عن ذاته، وهي مبادئ يحملها ويؤمن بها أيضاَ صديقه روبيرتو دي زيربي، الذي لا ينفك عن ذكرها.
إذ تأتي مبادئ مدرب برايتون من عائلته، حيث يعمل وكأنه بطل الرواية، لأنه ببساطة هو كذلك، نظراً لمسيرته التي بدأت من الصفر. يقول: "لا يوجد وقت مناسب لإظهار شغفك. الشغف موجود 24 ساعة في اليوم. إذا أردتُ الاستمتاع بوقتي أو العمل، ببساطة أتحدث عن كرة القدم".
تبدلت الأدوار وأصبح فاريولي الشيخ الذي يتم استشارته لتقديم الحِكم. كان شوطاً طويًلاً من البحث عن المعرفة، والرحلة كانت تستحق كل ذلك العناء، فقد وجد خريطة الحقيقة، تلك التي أذهلت إنريكي، معرباً عن قلقه من جمال اكتُشف حديثاً قد يغزو العالم.
مكالمة هاتفية في عام 2017 حولته من رجل كان يشاهد جميع مباريات فوجيا في الدرجة الثالثة، إلى مدرب تنتظر أوروبا منه الكثير، فقد بدأت قصة فرانشيسكو فاريولي عندما أعد تقريراً عن طريقة لعب نادي فوجيا الإيطالي، الذي كان يدربه دي زربي، الذي أُعجب كثيراً بطريقة التحليل، وطلب من فاريولي تعزيز الطاقم الذي يعمل معه، وهو ما تمّ فعلاً في عام 2017.
لقد عاش فاريولي على الحدود، ولكن على الحدود بين أن يكون في عالم كرة قدم كما يُريده ويفعل ما يُؤمن به بطريقته الخاصة، أو لا يكون على الإطلاق، لأنه يحب كرة القدم، لكن بطريقته الخاصة.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.