في عام 2021، قرأت تقريراً مثيراً للاهتمام بعنوان "الإيطاليون يدافعون عن الركلات الحرة بشكل مختلف عن بقية أوروبا"، لمحلل ذا أثليتيك مايكل كوكس، والذي أعتقد أنه كان أحد أفضل تحليلاته، حيث ناقش من خلاله كيف تدافع الفرق الإيطالية ونظيراتها الأوروبية ضد الركلات الحرة من مسافة 40 ياردة.
استشهد كوكس في تحليله وقتها بطريقة دفاع نادي ليفربول الإنجليزي أثناء الركلات الحرة ضد أتليتكو مدريد في دوري أبطال أوروبا، وأن يورغن كلوب بشكل عام يطلب من لاعبيه أن يصطفوا بعيداً عن المرمى.
ذلك الشكل يعزز تطبيق فكرة مصيدة التسلل، وإبعاد المنافسين عن المرمى لأكبر مسافة ممكنة، وبالوقت نفسه، يعود المدافعون لحظة التنفيذ للدفاع عن مرماهم داخل المنطقة.
وللعلم فإن الحزب الذي ينتمي إليه ليفربول، هو الأكثر انتشاراً في أوروبا. ولكن هناك من وصفهم كوكس بالمختلفين، وهم الذين يدافعون أمام الضربات الحرة بفكرة غير تقليدية، وأكثرهم موجود في الدوري الإيطالي.
في إيطاليا، يطلقون على هذا الأسلوب اسم "il castello"، وهو ما يعني القلعة.
فنجد المدرب ماسيميليانو أليغري في يوفنتوس، وجيان بييرو غاسبيريني في نادي أتلانتا أيضاً، مثلين جيدين على ذلك، ولكن ستيفانو بيولي ولاعبيه في ميلان هم من يسرقون المشهد أكثر من غيرهم، لأن أسلوبهم متطرف نوعاً ما.
خلال الموسم نفسه في 2021، لم يدافع لاعبو ميلان عن مرماهم في الركلات الحرة عبر الاعتماد على مصيدة التسلل أو أن يقفوا بخط مرتفع بعيداً عن المرمى، ولكن كانوا يصطفون في عمق منطقة الجزاء، بقرب المرمى، في خطين، كل منهما مؤلف من 4 لاعبين.
وعندما عاد المدرب أنطونيو كونتي مع فريقه توتنهام هوتسبير الإنجليزي إلى إيطاليا، من أجل مباريات دوري أبطال أوروبا، تناول البيتزا هناك، وربما مشى في شوارع مدينة ميلانو، لكن ما جعله يشعر أنه في موطنه، هو تلك الطريقة المميزة بالدفاع ضد الركلات الحرة، لأنه حتى بعد عام ونيف، لا يبدو كأن الأمر قد اختلف مع ميلان.
ركلة حرة لتوتنهام ضد ميلان، يدافع بخطين، كل واحد منهما مؤلف من 4 لاعبين، في عمق منطقة الجزاء، وبيولي يقف على الخط، يوجه لاعبيه؛ وربما يخبرهم أن يقتربوا أكثر من المرمى.
إن هذا الأسلوب يُحير المنافس، إلى أي بقعة يريد لعب الكرة، وتوجيه جسد المدافعين عادة يسهل المهمة، لأنه بإمكانهم متابعة الكرة بشكل أفضل لحظة تنفيذها، والارتقاء لإبعادها.
تساعد هذه الطريقة كذلك باستدراج أكبر عدد ممكن من لاعبي الخصم إلى منطقة ميلان، لذا فبعد تشتيت الكرة، وكسب الكرة الثانية، ينتقل الفريق بهجمة مرتدة سريعة بقيادة لياو غالباً أو ثيو هيرنانديث.
الدفاع بالطريقة الإيطالية له مزايا واضحة عندما يتعلق الأمر بالركلات الحرة، لكن من نقاط ضعف الأسلوب، عدم قدرة الحارس على تأدية دور "Sweeper keeper"، لأنه إذا خرج من مرماه، سيكون في منطقة مزدحمة باللاعبين ولن يتمكن من تخليص الكرة.
خلال مباراة الميلان التحضيرية ضد يوفنتوس، تلقت شباك ميلان هدفاً من ركلة حرة بالاعتماد على الأسلوب نفسه. مايك ماينان لم يستطع التحرك من مرماه لتأدية دور Sweeper Keeper، ودخلت الكرة في شباكه بكل سهولة.
إن إيطاليا غالباً تميل لنظام الرجل لرجل، وهو ما ثبت فشله في أغلب الحالات في العالم، خصوصاً في الضربات الحرة غير المباشرة، لأن عملية الهروب من الرقابة الفردية في وضعية مشابهة هي أمر سهل جداً.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.