مانشستر يونايتد.. هل يرحل المدرب أم اللاعبون؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/26 الساعة 13:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/26 الساعة 13:14 بتوقيت غرينتش
تين هاغ مدرب مانشستر يونايتد ومساعده ستيف ماكلارين - رويترز

لكلٍّ منّا مسرحه الخاص، ينسج فيه خيوط إنجازاته، ويستقي عَبْره كأس المديح، أو يتجرّع كأس المذلة وآلام الحسرات، فهي الأقدار، وما هي إلا أقلام يدون بها صاحبها ما يشاء من فعل، ويحصد بها نتيجة ما زرع. فدمى الماريونيت ملامحها الجامدة لا تُنبئ عن سعادة أو حزن، الشكل هو ذاته وإن اختلفت الجمل، فهي رهن ما يصنع بها صاحبها، والذي يحركها كما يشاء وبما يهوى، فينقل من خلالها للمشاهدين ما جسّدته أفكاره من سيناريوهات وقصص.

هناك في مدينة مانشستر الإنجليزية، وتحديداً في ملعب "أولد ترافورد"، مسرح الأحلام، نسجت إحدى أعظم القصص عبر تاريخ كرة القدم، وفي المسرح ذاته شاهدنا أسوأ العروض، فهناك لا يختلف كثيراً عن مسرح الدمى، الذي أصبح يشبهه فعلياً مع قدوم المدرب الهولندي إريك تين هاغ.

لا شيء يشبه الأمس، فالطموحات التي عاشها تين هاغ مع ناديه أياكس الهولندي تغيرت ملامحها في الأراضي الإنجليزية. نجد تين هاغ يعجز مع مانشستر يونايتد عن صنع ما فعله مع أياكس الهولندي، ربما لاختلاف الصراع في البريميرليغ، عن مثله في هولندا، ففي إنجلترا الطموح مباح للجميع، حتى وإن استعلت كفة الكبار عن البقية.

يجسد عنوان "أداء متذبذب" بشكل دقيق ما يعيشه نادي مانشستر يونايتد في الوقت الحالي. إن استقدام المدرب الهولندي تين هاغ كان خطوة طموحة لإعادة بناء تاريخ هذا النادي العريق، إذ يتمثل التحدي الرئيسي أمام هاغ في استعادة المجد الذي عرفه الفريق تحت قيادة الأسطورة الأسكتلندية السير أليكس فيرغسون، خلال التسعينيات والألفية الجديدة.

موجة كان يُسمع صداها سابقاً، بدأت الآن تعتلي ارتفاعاً، وهدير وقعها أصبح أكثر صخباً، تين هاغ يبدو عاجز الإمكانيات مع الكبير مانشستر يونايتد، آراء يتوافق هواها مع منطق مقارنة حجم النجوم وبريق لمعانهم، فمهما بلغ وميض أحدهم مع أياكس لا يلفت الانتباه كثيراً، بعكس وجوده مع مانشستر يونايتد، الجماهير والصحافة والأضواء كلها تُسلَّط على كل حركة لهذا اللاعب أو ذاك.

عدم احتواء كبار النجوم أحد الأسباب المهمة التي جعلت الفريق يتخبط، تارةً ينتصر على متسيد الترتيب العام، وتارةً أخرى يهوي أمام متذيل الترتيب ذاته، وأمّا عن صراع العروش في القارة العجوز بين كأس الأذنين والدوري الأوروبي، فالأحلام تلاشت، والتوقعات كلها لا ترجح كفة الشياطين الحمر، أمر منطقي بالنظر لسوء حال الفريق، والذي أصبح يهتم بالصراعات الداخلية، ويبتعد عن المنافسة الحقيقية في البطولات.

الشرارة الأولى كانت مع اللاعب الأسطوري كريستيانو رونالدو، والذي لم يجد موطئ قدم له داخل البيت القديم، والذي تغيرت ملامحه، وامتدت الشرارة للإنجليزي جيدون سانشو، الذي يعاني من سطوة تين هاغ وتسلُّطه، وإن كان البعض قد استصغر حجمها، خاصة أن الفريق يعتبر أحد كبار أوروبا وليس في إنجلترا فقط، ولكن يبدو أن الانهيار هو المصير الحتمي لنجوم مسرح الأحلام، في ظل وجود تين هاغ مدرباً للفريق.

الاصطدام وعدم محاولة احتواء اللاعبين وتفهُّم مشاكلهم هو أمر أفقد الثقة في تين هاغ، ما تسبب في تباعد كبير بين اللاعبين داخل غرفة الملابس، وبدأت الاصطدامات فيما بينهم بعد كل خسارة. 

هجوم لاذع يقابله هدوء من طرف الإدارة والمُلّاك في مانشستر يونايتد، الذين يرون أن تين هاغ هو الخيار المثالي لقيادة مانشستر، أو هو هكذا حتى الآن، فالبعض سيرى أن تين هاغ سيكون كبش الفداء، الذي سيُضحَّى به إن ارتفعت أصوات الانتقادات، والتي نالت من المُلاك في وقت سابق. بانتظار ربان يليق بحجم الفريق الذي يسير في درب يقود إلى الهاوية في نهايته، وإن رأى البعض غير ذلك.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

صالح الهمالي
صحفي رياضي وإعلامي ليبي
صحفي رياضي وإعلامي ليبي
تحميل المزيد