"القافلة تسير".. هكذا أنهى الممثل المصري محمد فراج حواره مع أحد البرامج التلفزيونية وهو يرد على الهجوم الذي تعرضت له الممثلة داليا شوقي، شقيقة زوجته، بعد عرض إحدى حلقات مسلسل "سفاح الجيزة" الذي قام ببطولته الممثل أحمد فهمي، وظهرت داليا شوقي في دور زوجته التي تكتشف حقيقة كونه -فهمي- سفاحاً اختطف شقيقتها لتقدم أداءً وصفه الكثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالأداء المفتعل المبالغ فيه.
وجدت داليا شوقي نفسها مادةً للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي الباحثة دائماً عن أي تريند جديد، ولم تكتفِ الممثلة الشابة بالرد على منتقديها والدفاع عن نفسها، بل اضطر زوج شقيقتها إلى الرد هو الآخر، فقال إن من هاجموا أداء داليا لا يفهمون، وقال نصاً: "لا يوجد أحد ممن تحدث يفهم في هذا العمل، فجميعهم من خارج هذا المجال"، قاصداً الجمهور.
وتابع محمد فراج: "هذه حسابات وهمية أعتقد بأنها تتلقى الأموال، وهؤلاء الأشخاص سيظلون يتحدثون حتى يوم الدين. لكن ما يهم هو أن القافلة تسير".
وإذا كان محمد فراج تجرأ وقال نصف المثل الشهير، فإنه لم يجرؤ على أن يقوله بأكمله وترك تكملته لخيال الجمهور الذي سيفهم بالطبع أنه يقصد أن المنتقدين ما هم إلا كلاب تنبح.
بالطبع أثارت تصريحات الممثل موجة من الغضب لدى قطاع كبير من الجمهور الذي أخذ يقارن بين حال الفنان حالياً وحاله في الماضي عندما كان يحترم الجمهور ولا يجرؤ على وصفه بالكلاب.
الأمر بالطبع يدعو للغضب، ولكنه أيضاً يدعو للتفكير في التحول الذي حدث في عقلية الفنان وسلوكه حالياً، خصوصاً أن هذه ليست المرة الأولى التي يتطاول فيها فنان على الجمهور.
وفي اعتقادي أن هناك أكثر من سبب لهذه الظاهرة الغريبة:
1 – مواقع التواصل الاجتماعي
في الماضي كان الفنانون يقدرون الصحافة والصحفيين ويعملون لهم ألف حساب، عندما كان الفنان ينظر للصحافة باعتبارها همزة الوصل بينه وبين الجمهور، ويحرص بشكل كبير على الحفاظ على إبقاء العلاقة جيدة لكي لا تنقلب الصحافة ضده وتفسد صورته أمام الجمهور، أم الآن فأصبح الفنانون غير مهتمين بالصحافة بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وكل فنان يمتلك صفحات تعد كل منها جريدته الخاصة التي ينشر عليها ما يشاء في أي وقت، ويهاجم من يشاء ويدافع عن نفسه ويوصل صوته من خلال متابعيه الذين يقدرون بمئات الآلاف والملايين.
2 – الاهتمام المبالغ فيه بالفنانين
أذكر أنه قبل بضع سنوات، وبالتحديد عام 2018، قرأت خبراً يتضمن الإعلان عن إطلاق الهاتف المصري "سيكو" من خلال حفل ضخم حضره عدد من الفنانين، على رأسهم الفنان مصطفى قمر، وعندها سألت نفسي: ما علاقة مصطفى قمر بالهاتف سيكو؟ هل هو شريك في الشركة التي ستنتج الهاتف؟ أم أنه سيلعب دور الوجه الإعلاني لهذا المنتج؟
الإجابة عن هذه الأسئلة لا تحتاج للتفكير الكثير، علينا فقط أن نتذكر أحد مشاهد فيلم "المنسي" الذي قام ببطولته عادل إمام وظهر به الفنان الراحل كرم مطاوع في دور رجل أعمال بصدد التحضير لحفل ضخم ويطلب من سكرتيرته غادة (يسرا) أن تطلعه على كشف المدعوين للحفل، ومنهم فنانون صف أول، لكي يكونوا عنصر جذب كديكور لهذا الحفل الفخم الذي لم يكن الهدف منه سوى إتمام صفقة تجارية ضخمة.
هكذا أصبح الفنانون مهمين وجاذبين للإعلام يجري وراءهم لاهثاً، وهم أيضاً نجوم المجتمع المطلوبون في المناسبات المختلفة دون أن يكون لهم دور أو أهمية حقيقية، ويمكن ببساطة أن نعرف ذلك من خلال رحلة فشل الهاتف سيكو في الأسواق.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.