خسر نادي ليفربول صفقتي الإكوادوري مويسيس كايسيدو والبلجيكي روميو لافيا لصالح منافسه تشيلسي، وتعاقد مع الأرجنتيني ماك أليستر والمجري سوبوسلاي والياباني واتارو إيندو، لكن بعيداً عن الصفقات، هناك صفقة أخرى ربما هي من تحدث الفارق الحقيقي في خطط المدرب يورغن كلوب، هو ملعب كرة قدم صغير أشبه بقفص، تم إنشاؤه بطلب خاص من بيب لايندرز، مساعد كلوب، لتطوير قدرات لاعبي ليفربول الفردية.
قبل انضمامه إلى ليفربول في عام 2014، كان بيب لايندرز يعمل في نادي بورتو البرتغالي، حيث ألهمته هناك فكرة ملاعب كرة القدم المصغرة، والتي تكون فيها المنافسة 5 ضد 5، حيث تبقى الكرة داخل الملعب لفترة أطول، بينما اللاعبين عليهم التصرف في مساحات ضيقة للغاية مقارنة بالملاعب الكبيرة.
ما يبحث عنه بيب لايندرز عن طريق محاكاة كرة الشوارع، هو تطوير ذكاء اللاعبين وحسهم الفردي في ملعب صغير يبلغ مساحته 20 × 40 متراً؛ والذي سُمي "ميلوود أرينا"، نسبة لمقر تدريبات النادي السابق لمدة 70 عاماً.
يشرح بيب لايندرز سبب إصراره على تشييد الملعب بقوله: "يجب أن يُقدم اللاعب كل ما لديه في الجلسات التدريبية. لا يتعلق الأمر فقط بالساقين، وليس فقط بالرئتين، ولكن أيضاً بالعقل والقلب. لهذا أحب أن أعود إلى الأيام الخوالي، في الشوارع، حيث كان الفائز هو من يستمر باللعب".
حيث يكون فريقان يلعبان ضد بعضهما البعض، فنرى فريقاً دائماً ما يدافع عن خط المنتصف ويهاجم المرمى؛ وفريقاً آخر يدافع عن المرمى ويهاجم خط المنتصف ما يسهم في سرعة وتعدد قرارات الاعبين.
ويرى من خلال هذا الملعب الصغير فرصة لتطوير وزيادة شغف اللاعبين إذ يقول: "يمكننا تطوير 100 تمرين، لكن أفضل شيء هو أن نحاكي كرة الشارع. أريد إلهام صلاح باستمرار ورفع شغفه، وبقية اللاعبين كذلك. سأجعل صلاح يختار 6 لاعبين، ثم أنادي أرنولد وأجعله يختار 6 لاعبين أيضاً، وكذلك الأمر مع فان دايك، ثم نلعب كرة قدم بفرق مكونة من 7 لاعبين، وأحياناً أقل".
فكرة الملعب مستلهمة أيضاً من نوع من الأساليب التدريبية لكرة القدم المصغرة للأطفال تسمى الـ "Funiño"، والتي اعتمدها الاتحاد الألماني لكرة القدم في العام الماضي في أكاديميته، بعد إلحاح كبير من البروفيسور ماتياس لوخمان، مدير الفئات السنية لفرق ما دون 15 عاماً في نادي ماينز الألماني في ذلك الوقت، وأحد الشخصيات الرائدة في كرة القدم الألمانية حالياً.
واعتاد ليفربول أن يبحث عن الأساليب المبتكرة في التدريب، فقبل فكرة هذا "الملعب القفصي" كان هناك شركة "Neuro11"، وهو مركز خاص لتطوير أنشطة الدماغ، وقبلها بفترة تم تعيين عضو في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية كعالم بيانات في النادي، والذي أصبح الآن مدير قسم الأبحاث في ليفربول، والذي يُعرف باسم ويليام سبيرمان.
لا يبدو الأمر كما لو أن ليفربول يبحث للمرة الأولى عن أفكار غير تقليدية للبقاء في القمة، فهو أحد أكثر الأندية الملهمة عندما يتعلق الأمر بدمج المنهجية العلمية وكرة القدم، والعلم يحتاج إلى رجال يؤمنون به، وهناك يتواجد كلوب بلايندرز.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.