هاكان فيدان.. كيف يمكن لوزير خارجية تركيا تشكيل النظام العالمي الجديد؟

عدد القراءات
609
عربي بوست
تم النشر: 2023/08/06 الساعة 15:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/08/07 الساعة 08:50 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان / رويترز

لم يكتفِ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا للسيطرة على جزء من سواحل البحر الأسود، بل تجاوز طموحه أكبر من ذلك، إذ أراد تغيير النظام العالمي، مُظهِراً بذلك أن الغرب لم يعُد المهيمن الوحيد صاحب السلطة في اتخاذ القرارات.

لكن الظهور الأول لعالمه متعدد الأقطاب كان الأسوأ على الإطلاق. فقد أصبحت أوكرانيا كارثة عسكرية، وخسرت روسيا في 17 شهراً من القتال ما لا يقل عن ضعف، أو ربما حتى ثلاثة أضعاف، عدد الرجال الذي خسره الجيش السوفييتي في ما يقرب من عقد من الحرب في أفغانستان.

فشل بوتين أيضاً في الحفاظ على تأييد حلفائه، سواء كانت الصين وإيران. مهما كانت الكلمات التي استخدمها بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ لتلطيف علاقتهما، فإنَّ الحقيقة المجردة هي أنَّ الصين على بعد عقد على الأقل عسكرياً من دور المنافس العالمي لواشنطن. تسبّب غزو بوتين في دفع الصين فجأة إلى دور ليست مستعدة بعد لأدائه.

ولقد دفع غزو بوتين الصين إلى دور ليست مستعدة بعد للعبه؛ حيث يتمثل الهدف الاستراتيجي الرئيسي للصين في زيادة تجارتها مع ألمانيا، وليس تهديدها بانتظام بمعركة كونية نووية تنهي البشرية، كما تفعل الدائرة المقربة لبوتين.

بينما بدت إيران، الحليف الرئيسي الآخر لروسيا في هذه المغامرة العسكرية، منزعجة أيضاً، حيث لم يعد النظر باتجاه الشمال جذاباً بالنسبة لطهران كما كان لأول مرة قبل عام.

ففي ذلك الوقت؛ كان وفد من رؤساء شركات السيارات الحكومية الإيرانية قد عادوا من موسكو حاملين آمالاً كبيرة في الحصول على كميات كبيرة من الدولار؛ فقد ضربت العقوبات الغربية للتو صناعة السيارات الروسية، وأرادت روسيا الاستفادة من خبرة إيران في خرق العقوبات، وكانت روسيا تشتري كل ما تنتجه إيران: هياكل المحركات، والمحاور، والطائرات المسيرة، وأي شيء يخطر على بالك.

يتناقض ذلك مع المزاج السائد في طهران اليوم؛ حيث يدور الخلاف الحالي حول قرار روسيا المتفجر بدعم مطالبة الإمارات بثلاث جزر تدعي طهران أنها إيرانية بالقرب من مضيق هرمز.

إذ يقول محسن رضائي، القائد البارز في الحرس الثوري الإيراني، إن على روسيا "تصحيح موقفها"، كما يتهم المحافظون البارزون، مثل محمد جواد لاريجاني ومحمد باقر غاليباف، موسكو بـ"لعب اللعبة الأمريكية" في الخليج.

التعامل مع الفوضى

ثمة تصدعات أخرى في العلاقة الروسية الإيرانية، مثل الاتفاقية الأخيرة "غير الرسمية وغير المكتوبة" بين الولايات المتحدة وإيران، والتي بموجبها تعهدت إيران أنه مقابل تخفيف بعض العقوبات ستقوم بتوسيع تعاونها مع المفتشين النوويين الدوليين، ووقف بيع الصواريخ الباليستية إلى روسيا، ووقف الهجمات على المتعاقدين الأمريكيين في سوريا والعراق. وبصفتها طرفاً في الاتفاق النووي لعام 2015؛ تنظر روسيا بعين الريبة إلى احتمالية إبرام اتفاق مؤقت.

وتكتشف إيران أنَّ التحرّك في إطار النظام العالمي الجديد أصعب من مشاهدة النظام القديم ينهار، لكن ليست كل القوى في الشرق الأوسط تتبع إيران في هذا الطريق، فهناك دولة واحدة، وهي تركيا، تتعامل مع الفوضى التي تدور حولها، على الرغم من أنها، أيضاً، قد اختلفت بانتظام مع روسيا والناتو في الماضي.

وهناك شخص واحد، اختاره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخراً عضواً في حكومته الجديدة، قد يكون حاسماً في هذا الصدد. فبينما يولي الجميع الكثير من الاهتمام للتحوّل في السياسة النقدية مع تعيين أردوغان فريقاً جديداً من المستشارين الاقتصاديين والماليين برئاسة محمد شيمشك، اهتم الرئيس التركي أيضاً بمنصب آخر رأى أنَّه على نفس القدر من الأهمية بالنسبة لولايته الرئاسية الثالثة والأخيرة. فقرَّر أردوغان ترقية هاكان فيدان، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الوطنية التركية، إلى منصب وزير خارجية تركيا.

ثمة قاعدة عامة في جميع أنحاء العالم مفادها أنَّ وظيفة إدارة وكالة الاستخبارات محجوزة لصقور الحزب الحاكم، فمثل هذه المناصب حسَّاسة للغاية بالنسبة لرؤساء الدول في منطقة الشرق الأوسط لدرجة أنَّها تُمنح فقط لأحد الأفراد المقربين في العائلة أو الأخ الأكبر أو الابن.

يخرق فيدان تلك القواعد، فهو أكاديمي متخصص في العلوم السياسية تدرَّب على يد المؤرخ والأكاديمي الاسكتلندي نورمان ستون، وليس أحد الصقور العسكريين رغم أنَّه خدم في الجيش.

إنَّه مفكر يقرأ الكتب وليس دموياً، بالإضافة إلى ذلك يتحدث فيدان اللغة الإنجليزية بطلاقة تتساوى مع فضوله الفكري واسع النطاق. إذ يستطيع مناقشة الاحتمالات الضعيفة لاستقلال اسكتلندا بنفس القدر من الجدارة والأريحية التي يناقش بها علوم الشريعة الإسلامية.

لهذه الأسباب؛ قوبل تعيين فيدان كرئيس للمخابرات التركية في عام 2010 بشك كبير من المؤسسة الأمنية التركية، فلم يكن واحداً منهم، وكان صغيراً جداً، ولا يُتوقَّع أن يستمر. ولم يأتِ الانتقاد منهم فقط: فقد وصف إيهود باراك، وزير دفاع إسرائيل آنذاك، فيدان بأنه "صديق إيران"، قائلاً إن الأسرار المشتركة مع تركيا "يمكن أن تنفتح على إيران خلال الأشهر العديدة المقبلة".

آخر معقل

قبل أن يتولى فيدان منصبه، كان جهاز الاستخبارات الوطنية التركية يتحوّل إلى الاهتمام بالشأن الداخلي مثل جميع المؤسسات التركية الأخرى؛ لدرجة أنه اختُرِعَتْ نكتة تعبر عن ذلك تقول إن المخابرات تعرف أسماء عشيقات كل وزير ونائب، لكن لا تعرف اسم رئيس مخابرات الجيش السوري.

تعلَّم فيدان دروس منصبه بالطريقة الصعبة، فقبل انضمامه إلى المخابرات التركية، انضم فيدان، الذي كان آنذاك نائب وكيل الوزارة المسؤول عن السياسة الخارجية وقضايا الأمن في رئاسة الوزراء، إلى مفاوضات سرية مع حزب العمال الكردستاني (PKK) في النرويج. حيث سجَّل حزب العمال الكردستاني المحادثة وظهر التسجيل الصوتي عندما ألقت الشرطة البلجيكية القبض على أحد أعضاء حزب العمال الكردستاني، ولقد نقلوها إلى نظرائهم في تركيا، الذين كانوا تحت سيطرة أتباع فتح الله غولن، الذين سربوا ذلك.

وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان / رويترز

لقد تسلل أتباع غولن إلى أجزاء كبيرة من الدولة التركية: قوات الشرطة والقضاء وجزء كبير من وسائل الإعلام، كان لديهم مدارسهم وجامعاتهم الخاصة بهم. كانت الاستخبارات التركية آخر معقل داخل المؤسسة الأمنية لم يستطِع أتباع غولن السيطرة عليه.

دفع أتباع غولن برمضان آكيورك، الذي عُيّن رئيساً لاستخبارات الشرطة قبل عدة سنوات، إلى منصب رئيس الاستخبارات الوطنية التركية في عام 2010. ردَّد المحللون والوسائل الإعلامية التابعة لأتباع غولن ما قاله إيهود باراك بأنَّ فيدان "موالٍ لإيران".

لكن أردوغان أصرّ على موقفه على الرغم من أنَّ الشقاق مع أتباع غولن لم يكن قد حدث بعد. حيث اتُّهم أكيورك فيما بعد بتجاهل اغتيال الصحفي والمفكر الأرمني التركي هرانت دينك، والتنصت غير القانوني على المثقفين والسياسيين. وحُكم على أكيورك في قضية دينك بالسجن المؤبد.

وحاول أتباع غولن التخلّص من فيدان. كان مكتبه في المقر القديم للاستخبارات التركية بأنقرة أول مكتب حكومي يتعرّض للقصف بمروحية في الانقلاب العسكري الفاشل عام 2016. اعتقد الجميع، لمدة ساعات، أنَّ فيدان قد مات.

ليست هذه المرة الأولى التي يُستهان فيها بقدرات هذا الناجي الهادئ. كان فيدان دائماً مفتوناً بالعلاقة بين المخابرات والسياسة الخارجية، والتي كانت موضوع رسالة الماجستير الخاصة به، التي أنجزها في عام 1999. لكنها تبدو مثيرة للسخرية إلى حدٍّ ما عند قراءتها اليوم، لأنَّ فيدان استخدم الاستخبارات الأمريكية والبريطانية (CIA) و(MI6) نماذج يجب على الاستخبارات التركية الاقتداء بها.

وكان هذا عندما كانت القوة الأمريكية في أوجها، حيث أشاد العالم بالفائز في الحرب الباردة باعتباره زعيم العالم بلا منازع عسكرياً واقتصادياً.

بناء المؤسسات

شهد العقدان اللاحقان لهذه الأطروحة "الحرب على الإرهاب" في أفغانستان والعراق واليمن وسوريا وليبيا والآن أوكرانيا، لكن جميعها كشفت عن إخفاقات غربية كبرى على مستوى الاستخبارات والسياسة الخارجية. لكن في عام 1999، اعتقدت الولايات المتحدة حقاً أنَّها قادرة على تفكيك الدول وإعادة تشكيلها كما تشاء.

لكن ما جذب فيدان إلى الاستخبارات الأمريكية والبريطانية هو كيفية تنظيمها ودمجها ضمن مؤسسات الدولة. وكان ذلك يُشكّل مصدر قلق تركياً كبيراً للغاية؛ لأن البلاد ابتليت بغياب بناء المؤسسات. وأراد فيدان تغيير ذلك وشرع في إعادة تشكيل المخابرات التركية وتحويلها إلى مؤسسة مهنية يمكن الاعتماد عليها.

فعل فيدان نفس الشيء مع وكالة التعاون والتنسيق التركية (TIKA)، حيث استخدم الوكالة كأداة لتوسيع النفوذ التركي في البلقان في وقت كانت فيه مواجهات الحرب العِرقية لا تزال مستعرة.

أعاد فيدان بناء جهاز الاستخبارات الوطنية التركية بصفته رئيساً له على مدى السنوات الـ13 الماضية. أعاد تأسيسه باعتباره منظمة تتطور مع التهديدات الجديدة وتتأقلم معها. فأنشأ قسماً مخصصاً للتحليلات الاستراتيجية وقسماً مخصصاً للحرب السيبرانية. واستطاع فيدان تحويل جهاز الاستخبارات إلى منظمة غير سياسية تكون الترقيات فيها على أساس الكفاءة فقط -على غير المعتاد بالنسبة لتركيا.

يعتبر تحويل الاستخبارات التركية إلى مؤسسة غير حزبية أمراً مهماً للغاية. لو كان كمال كليجدار أوغلو، المرشح المفضل لجو بايدن، قد فاز في انتخابات الرئاسة التركية، كان يمكن أن يمنح قيادة الاستخبارات التركية إلى الزعيم اليميني المتطرف، أوميت أوزداغ، إلى جانب 3 وزارات أخرى، وكان هذا هو جوهر البروتوكول السري الذي كشفه الخاسر كليجدار أوغلو للتو الآن.

فيدان ليس سياسياً، رغم أن علاقته بأردوغان وثيقة، فقد كان أردوغان يحمي ظهره في أكثر من مناسبة، وظل فيدان مخلصاً لأردوغان بشكل ملحوظ عندما انشق آخرون من حوله – مثل رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو – للانضمام إلى المعارضة.

ما يميز فيدان هو أنَّه لا يعتبر نفسه خادماً للدولة فحسب، بل راعياً لها. فحتى قبل انتقاله إلى وزارة الخارجية، كانت الاستخبارات التركية تتولّى العمل على بعض الملفات المهمة تخص مناطق الصراع، حيث كانت الاستخبارات التركية هي التي ضمنت انتصار أذربيجان في جولة قتالها الأخير مع أرمينيا. وقد أشرفت الاستخبارات التركية أيضاً على الاستجابة التركية الداعمة للتصدي لمجموعة "فاغنر" والجنرال المنشق خليفة حفتر في ليبيا وتفاوضت على صفقة الحبوب، التي لا وجود لها الآن، بين أوكرانيا وروسيا ونسّقت عمليات تبادل عدد لا يحصى من الأسرى بين الجانبين.

وزير الدفاع التركي السابق خلوصي آكار، وزير الخارجية التركي الحالي هاكان فيدان

خلق جهاز الاستخبارات التركية الكثير من الأعداء خلال فترة رئاسة فيدان له، لأنَّ وكالات الاستخبارات المعادية تكره المنافسة، لا سيما من مدير كفؤ وفعَّال.

فقد أدَّى قرار تعيين فيدان وزيراً للخارجية إلى انقسام في الرأي في إيران، فبينما أشادت قناة "Afsaran-ir" على تطبيق "تليغرام"، المقرّبة من الحرس الثوري الإيراني، بفيدان لعلاقاته معهم بعد مداهمة القوات الإسرائيلية لأسطول الحرية المتّجه إلى غزة عام 2010.

تبنى موقع "Iranian Diplomacy" الاتجاه المعاكس، حيث كتب إسلام زولقدربور: "بين عامي 2010 و2020 في ظل قيادة فيدان، نشرت تركيا استراتيجيات أمنية واستخباراتية كانت جميعها ضد مصالح إيران في المنطقة. يعتبر جهاز الاستخبارات الوطنية التركية الراعي الرئيسي للمنظمات الإرهابية في شمال سوريا وفيدان هو الشخصية الرئيسية المُنظّمة سياساتها".

يعتبر الجزء المتعلق بالعمل ضد مصالح إيران صحيحاً جزئياً، لكن يعتمد الأمر على كيفية تعريفك للمصالح.

خبير مهم ذو رؤية واضحة

لقد أحبطت الاستخبارات التركية عمليات لـ10 فرق اغتيال إيرانية مختلفة من وكالات الاستخبارات الإيرانية، والتي لم تكُن تستهدف الإسرائيليين واليهود على الأراضي التركية فحسب، بل كانت تستخدم تركيا أيضاً نقطة انطلاق لتنفيذ عملية في منطقة القوقاز، لم تظهر للعلن سوى بعض هذه العمليات فقط.

وقد قامت إسرائيل أيضاً بتغيير موقفها تجاه فيدان، فعندما عُيّن رئيساً للاستخبارات في عام 2010، أوردت صحيفة هآرتس أن هناك مخاوف لمؤسسة الدفاع الإسرائيلية من هذا التعيين. والآن؛ يُنسب إليه الفضل في إعادة بناء العلاقات مع قيادة المخابرات الإسرائيلية، ولكن ما فشلت وسائل الإعلام الإسرائيلية في توضيحه هو لماذا يستمر اعتراض عمليات الموساد في تركيا.

أصبح فيدان، خلال فترة قيادته للاستخبارات، خبيراً يمتلك رؤية واضحة للسياسات الخليجية، ولكن هذا كان يفرض عليه أعباء كبيرة أيضاً. فكان فيدان أول من تلقى اتصالات سعودية تتوسل إليه لإنهاء قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل السفارة السعودية بإسطنبول.

كان فيدان أول من تأكّد من نشر التسجيلات المتعلقة بقضية القتل الخرقاء على الملأ وأول من أطلع مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، جينا هاسبل، على أهمية تلك التسجيلات. وبالمثل، كان أول من أعاد العلاقات التركية مع الرجل الذي أمر بقتل خاشقجي، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

الآن، ثمة خلافات بين محمد بن سلمان ورئيس دولة الإمارات، محمد بن زايد، لكن كلا الجانبين تربطهما علاقات دافئة ومتنامية مع تركيا. كل هذا من شأنه أن يكون محتوى محاضرة مثيرة للاهتمام في العلوم السياسية بعد تقاعد فيدان. قد يكون عنوان أحد فصولها: "كيف تصادق الرجلين اللذين بذلا قصارى جهدهما لقتلي".

ومع ذلك، لم يواجه فيدان بعد مهمته الأصعب، فالنظام العالمي القديم في طريقه إلى الزوال، على الرغم من أن الناتو لا يبدو أنه يعرف ذلك. لكن النظام العالمي الجديد لا يزال أمامه طريق طويل كي يتشكّل.

ما لديك بدلاً من ذلك هو حقل مفخخ بالألغام الدبلوماسية على غرار التي تواجهها القوات الأوكرانية في سعيها لاستعادة الأراضي المفقودة.

ينهار نموذج تقسيم العالم إلى كتل متضادة -أنظمة ديمقراطية وأنظمة استبدادية- عند أول عقبة. تتخلّص الديمقراطيات الليبرالية من ليبراليتها لحماية نمط حياتها، لا سيما تجاه الأقليات العرقية وتصبح ذات نزعة سافرة للمتاجرة مع الخارج دون الاهتمام بأي شيء آخر. يُكافأ أفظع منتهكي حقوق الإنسان ببرامج إنقاذ مالية ومبيعات الأسلحة.

يتطلب هذا الوضع تمييز وإدراك الفروق الدقيقة والقدرة على الاستماع وتقييم المعلومات، لذا، ثمة حاجة إلى شخص قضى وقتاً في تأسيس علاقات شخصية ولديه الآن الوسائل والقدرات اللازمة لسن السياسة الخارجية.

يتطلب هذا الوضع عقلاً قادراً على صياغة وتشكيل السياسة الخارجية، وهذا ما يتمتع به بالفعل وزير الخارجية التركي الجديد، لذا، من الأفضل لوزراء الخارجية الآخرين أن يأخذوا فيدان وتركيا على محمل الجد.

-هذا الموضوع مترجم عن موقع Middle East Eye البريطاني.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

ديفيد هيرست
كاتب صحفي بريطاني
ديفيد هيرست، رئيس تحرير موقع Middle East Eye البريطاني، وكبير الكتاب في الجارديان البريطانية سابقاً
تحميل المزيد