هل التوحد مرض أم اختلاف؟ قراءة في كتاب عالم التوحد

عربي بوست
تم النشر: 2023/07/07 الساعة 11:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/07/07 الساعة 11:58 بتوقيت غرينتش

يعتبر التوحد اليوم من أكثر الاضطرابات النفسية انتشاراً، كما أنه من أشدها غموضاً، فرغم مرور سنوات على بداية اهتمام المختصين بهذا العالم الغريب، ورغم تراكم أبحاث متنوعة ومختلفة بشأنه، إلا أنه مع ذلك يظل يلفه الغموض، لوجود عدة نظريات ووجهات نظر مختلفة بشأنه، وذلك يعود لطبيعة هذا الاضراب بالأساس، ثم لتعدد مدارس علم النفس، من مدرسة التحليل النفسي، إلى مدرسة السلوكية، وأخيراً علم النفس المعرفي، فكل منتمٍ لمدرسة من هذه المدارس، حاول أن يدرس هذا الاضطراب وفقاً لمبادئ هذه المدرسة، ولعل أهم إشكال يواجه الباحثين، هو هل التوحد مرض أم مجرد اختلاف، ثم إن كان مرضاً هل هو مرض عضوي أم نفسي، أم هما معاً؟

كثيرة هي الأسئلة التي تواجه المهتم بهذا الموضوع، غير أنه ورغم تكاثر البحوث والدراسات بشأن التوحد باللغتين الفرنسية والإنجليزية، فإن العربية يظل حظها من هذه البحوث هزيلاً جداً، سواء البحوث المكتوبة أصالة باللغة العربية، أو المنقولة إليها من إحدى اللغات، وأمام ندرة البحوث المكتوبة باللغة العربية، فإن القارئ العربي يظل إلمامه بهذا الإضراب قليلاً جداً، وفي كثير من الأحيان مشوهاً، حيث يكون مصدر الاطلاع هو الأفلام، أو بعض المقالات عبر الإنترنت، والتي في أغلب الأحيان يكون كاتبوها من غير المتخصصين، مما قد يزيد الطين بلة، ولهذا وذاك قررنا تقديم قراءة في أحد أهم الكتب الصادرة بالعربية، والذي كتبه أحد المختصين في علم النفس، والمشتغلين باضطراب التوحد بشكل كبير، الدكتور عبد العزيز عليوي، أستاذ علم النفس المرضي والإكلينيكي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس.

الكتاب يحمل عنوان، عالم التوحد مقاربة نفس مرضية إكلينيكية للتوحد، الصادر عن دار إفريقيا الشرق سنة 2015، والكتاب من الحجم الصغير، غير أنه يقدم أهم النظريات والتفسيرات المتعلقة بهذا الاضطراب، فكما هو واضح من العنوان فإن الكاتب، قد تجاهل أن يعطي رأياً مسبقاً عنه، حيث سماه عالماً، ولم يرد أن يسميه باسمه من قبيل الاضطراب، أو المرض، أو متلازمة، وذلك لأنه في كتابه ذاك، سيعمد إلى تقييم عدة آراء بشأن هذا الأمر، الكتاب يتكون من عشرة فصول، بالإضافة إلى ملحقين، أحدهما يضم الاختبار المعدل لتشخيص الإصابة بالتوحد عند الأطفال الصغار، والآخر يضم مقياس درجة التوحد الطفولي، كما أن الكتاب مكتوب بلغة سلسلة وواضحة، ويتضمن جداول ورسومات لتوضيح بعض القضايا المتعلقة بالتوحد، مما يعني أنه ليس للمختصين فقط بل لكل المهتمين.

هل التوحد مرض أم اختلاف؟ 

بعد المقدمة القصيرة يحاول الكاتب الإجابة عن هذا السؤال المحير، ويخصص له الفصل الأول، بعدما يذكر بأن جميع التصنيفات الدولية والأبحاث كذلك، تنظر إلى التوحد بأنه اضطراب نمائي منتشر، فإنه في السنوات الأخيرة بدأت تظهر أبحاث ترى خلاف ذلك، فمثلاً يذكر بهذا الصدد أبحاث كل من L.DAWNSON و L.MOTTRON، واللذين دافعا عن أن المتوحد هو مجرد شخص مختلف، ففي كتابه ذكاء آخر، بصر موتون على أن التوحد اختلاف وليس مرضاً، ويبني استنتاجه ذاك على المقارنة بين دماغ المتوحد والسوي، والتي تجرى عن طريق تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي، حيث بينت الأبحاث وجود اختلاف في المادة الرمادية والأعصاب بين دماغ المتوحد والسوي.

التوحد

وهناك رأي آخر والذي يرى أن التوحد هو اضطراب نمائي، وهذه هي النظرة السائدة في الأوساط العلمية، كما يبين الكاتب ذلك، وهذا هو التصنيف الذي تقدمه منظمة الصحة العالمية أيضاً، غير أن الكاتب لا ينتصر لهذا القول، ويرى أن التوحد هو مرض، كما يرى الرأي الأخير، غير أن المقصود بالمرض هنا ليس العجز أو قصوراً أو نقصاً، كما قد يتصور الكثيرون، فإن ذلك ناتج عن سوء فهم لمعنى المرض والسواء، فهذان لا يتحددان وفق ثنائية الإيجاب والسلب، أو الحضور والغياب، وإنما المقصود بالواقعة المرضية، هي بنيات نفسية وسلوكية مركبة بالقياس إلى البنيات العادية، فإذا كان التوحد مرضاً، فما هي أعراضه إذاً؟

ذكر الكاتب أعراض التوحد وفقاً لعدة مرجعيات كبرى، فبدأ بذكر الأعراض التي ذكرها ليو كانر، وهو أحد أهم الباحثين في التوحد، والتي تتمثل في الانطواء التوحدي، الذي يقصد به غياب التواصل مع العالم الخارجي، انعدام الرغبة في التغيير، حيث نجد أن المتوحد يلح على أن تظل الأشياء من حوله كما هي، ثم النمطية، التي تتمثل في حركات وسلوكيات يكررها الطفل بشكل منتظم، ثم يذكر كذلك اضطراب اللغة، وأخيراً الذكاء والنمو الفيزيائي، ثم يذكر الكاتب كذلك الأعراض حسب الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع، للجمعية الأمريكية، بعدها ينتقل لذكر الأعراض حسب التصنيف الدولي، وأخيراً يذكر الأعراض الإكلينيكية، والتي تتمثل في اضطراب التفاعل الاجتماعي، واضطراب التواصل، وسلوكيات نمطية مقصورة.

في الفصل الثالث يذكر الكاتب تصنيف التوحد، وذلك للغموض الذي يلف هذا الأمر، حيث نجد أن هناك عدة آراء، غير أن الكاتب يذكر ثلاثة تصنيفات للتوحد، وذلك وفقاً للتصنيفات المعترف بها إلى حد الآن، وهي التصنيف الدولي للأمراض الصادر عن منظمة الصحة العالمية، والدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية، وهو التصنيف الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وأخيراً الطب النفسي، غير أن الجميل في الكتاب أنه يذكر كل ذلك في جداول بعناصر وأرقام تسهل على القارئ أخذ فكرة عن ذلك.

قد تتداخل أعراض التوحد مع عدة اضطرابات أخرى، ولذلك عمد المؤلف حسب المقاربة التي اعتمدها في هذا الكتاب، وهي مقاربة نفس مرضية إكلينيكية، لذكر التشخيص الفارقي للتوحد، الذي يروم بيان الاضطرابات التي قد تتداخل أعراضها مع التوحد، وهي الاضطرابات الآتي ذكرها، وهي التأخر العقلي، الفصام، الصمم، العمى، اضطرابات اللغة، اكتئاب وفقر عاطفي، اضطراب فرط الحركة مع نقص الانتباه، اضطرابات وسواسية قهرية، اضطرابات الشخصية، فكل هذه الاضطرابات قد تتداخل والتوحد، وذلك لأنها كلها تعد اضطرابات نمائية، غير أنه يمكن تمييزها عن طريق التشخيص الفارقي، وذلك بذكر الأعراض التي يختلف فيها أحدهما عن الآخر، فمثلاً قد يتداخل اضطراب عسر الكلام مع الاضطراب بالتوحد، غير أنه يمكن معرفة ذلك عن طريق التمييز بينهما، حيث نجد أن الذي عنده عسر الكلام قد يعمد إلى وسائل تعبيرية أخرى مثل الإشارة، وذلك بخلاف المتوحد.

نظريات حول التوحد

ربما هذا الفصل أحد أهم فصول الكتاب، وذلك لأنه يلخص إجمال النظريات حول التوحد، ويبين ذلك بدقة وتفصيل، وذلك بغية معرفة نشأة وأصل هذا المرض، وعموماً يركز الكاتب على نظريتين، نظرية المنشأ العضوي، ونظرية المنشأ النفسي، في الأولى يستعرض الأبحاث من ثلاثة جوانب وهي: الأبحاث الوراثية، والأبحاث البيوكيميائية، وأخيراً الأبحاث النيرولوجية.

التوحد

في الجانب المتعلق بالأبحاث الوراثية، يذكر الكاتب العديد من الأبحاث، والتي حاولت أن تجد رابطاً بين العوامل الوراثية والإصابة بالتوحد، وتمت عدة دراسات لبيان ذلك، فمثلاً هناك دراسات حاولت الكشف عن ذلك عن طريق دراسة التوائم، أو عن طريق دراسة الجينات المرشحة، وهي الجينات المسؤولة عن الوظائف الفسيولوجية، مما يعني أن اضطرابها قد يؤدي إلى الإصابة بالتوحد، وهناك أبحاث حاولت دراسة الجينوم الكلي للأسرة، وعلاقتها بإصابة الأطفال بالتوحد، كما أن هناك دراسة حاولت التركيز أيضاً على التشوهات الصبغية.

غير أن الكاتب بعدما يستعرض كل هذه الأبحاث، ويذكر نتائجها يعقب على ذلك بالقول، بأن مفهوم الوراثة نفسه يحتاج إلى الوقوف معه، وذلك لأن الأبحاث الوراثية تعاني من صعوبة وجود تقابل بين جين، وصفة لنمط ظاهري معين، وهذا يعني أنه يصعب تحديد ما له علاقة بالجينات أو الوسط، أو قد يكون هناك عامل أو عوامل أخرى.

أما فيما يتعلق بالأبحاث البيوكيميائية، فيذكر أن هناك دراسات تتعلق بالسيروتونين ومستقبلاته، والسيروتونين هو ناقل عصبي مسؤول عن الكثير من الوظائف الفسيولوجية، مثل النوم، والجوع والعطش، حيث لوحظ انخفاضه عند الأطفال المصابين بالتوحد، كما أن هناك دراسات تتعلق بالتمثيل الغذائي للكاثولامينات، كما أن هناك أيضاً أبحاثاً تتعلق بالأندرفينات، وهي مواد مسكنة يفرزها الجسم، لها دور في مقاومة الألم، حيث لوحظ فيها انخفاض أيضاً عند المصابين بالتوحد.

أما في يخص الأبحاث النوروبيولوجية، حيث تمت دراسة النشاط الكهربائي للدماغ ومحاولة الكشف عن أي اضطراب قد يحصل هناك، كما أنهم حاولوا دراسة الفروق النورولوجية، بين المتوحدين وأشخاص طبيعيين، أو أشخاص مصابين بتخلف ذهني، كما حاولت دراسة أخرى تصوير الدماغ ومحاولة الكشف عن أي اختلال قد يكون حصل هناك، وبالفعل فقد تم الكشف عن بعض الاختلالات على مستوى الدماغ كالمخيخ، كما أظهر التصوير بصدى الإشعاع النووي، عن ضمور في بعض فصيصات دودة المخيخ، بعد استعراض الكاتب لهذه الأبحاث التي حاولت الكشف عن علاقة الإصابات العضوية، بمرض التوحد، يسجل عليها عدة ملاحظات، مثل أن النتائج غير يقينية، كما أنها ليست خاصة بمرضى التوحد، هذا بالإضافة إلى أنها لا تشمل كل الحالات.

أما فيما يتعلق بالنظرية المتعلقة بالمنشأ النفسي، فيركز الكاتب على التحليل النفسي، ويقسم ذلك إلى ثلاثة أزمنة، الزمن الأول مع برونو بيتلهايم، في الزمان الأول حاول المحللون النفسيون الربط بين التوحد والعوامل النفسية والأسرية، حيث لاحظوا أن معظم آباء المتوحدين يتميزون بالصلابة، والبرود والانطواء، كما أنهم غير قادرين على ربط علاقة وجدانية عميقة، أما في الزمن الثاني والذي ظهر مع فرنس توستين، التي حاولت التمييز بين عدة أنواع من التوحد، فهناك التوحد السوي، والتوحد غير السوي، كما أن هناك توحداً ثانوياً تقوقعياً، وهناك أيضاً توحداً ثانوياً نكوصياً، وبحسب هذه الباحثة فإن ذلك يعود لاضطراب العلاقة (الطفل بالأم).

أما الزمن الثالث فهو الذي ظهر فيه المحللون ذوو التوجه النورولوجي، وهم فريق من المحللين، يقاربون التوحد من وجهة نظر علوم الأعصاب، وعلم النفس المرضي والتحليل النفسي، وهو ما يعرف بالمقاربة التحليلية المعرفية، وعموماً يرى هذا الفريق أن التوحد الطفولي هو فشل في ولوج البين ذاتية، والتي يقصد بها المعيش العميق الذي يجعلنا نميز بين الذات والآخر، أو هو الذي يجعلنا نشعر أن الذات والغير عنصران مختلفان، فالطفل المتوحد أول ما يفشل فيه هو التمييز بين ذاته وجسد أمه، حيث يعتبر هذا الأخير ما هو إلا امتداداً لجسده، فكما يتضح لحد الآن، فهناك تجاذب بين الباحثين، حيث هناك من يرجع بالتوحد إلى مشكل عضوي، وآخرون إلى مشكل نفسي، وهذا التجاذب الذي يروم النفس والجسد، هو قديم قدمهما كما يرى الكاتب.

بعدما تحدث الكاتب عن أهم النظريات المفسرة للتوحد، كان من الأنسب الحديث عن علاقة التوحد ببعض المجالات الأخرى، كالتواصل، والمراهقة، والجنس، فالمتوحد يكون عنده اضطراب واضح على مستوى التواصل، بداية بالتواصل غير الشفهي، وهو الذي يظهر في الشهور الستة الأولى، حيث يعجز الطفل عن فهم الإشارات، مما يعيق تواصله مع محيطه الاجتماعي، ثم نجد عنده كذلك اضطرابات في التواصل الشفهي، والذي يتمظهر في اللغة بشكل أساسي، حيث يلاحظ أن المتوحد عنده نطق غير سليم للكلمات، أو عند الحديث إليه فهو يردد فقط الكلمات التي يسمعها، كما أنه قد يعمد إلى قلب الضمائر، هذا بالإضافة إلى عجزه أيضاً عن فهم اللغة المجردة والمجازية، وهناك عدة برامج لمساعدة المتوحد على التواصل، كما يبين ذلك الكاتب، من ذلك نجد مثلاً برنامج مكاتون الذي وضع من طرف أخصائية النطق البريطانية، مارجريت وولكر، وهو برنامج يساعد المتوحد على التواصل الشفهي.

وحيث إن المراهقة هي مرحلة عمرية من عمر الطفل، فالمتوحد كما يلاحظ المختصون تتنوع مساراته في هذه المرحلة، فمنهم من ينفتح على الحياة الاجتماعية والأسرية، بينما نجد آخرين قد يحجمون عن ذلك، وخاصة إذا استحضرنا ظهور عدة عناصر في هذه المرحلة، مثل التغيرات الجسدية المرافقة للبلوغ، وكذلك العنف والقوة الجسدية، وهذا بالإضافة إلى نقطة مهمة، وهي نمو الدوافع الجنسية عند المراهق، والتي سيخصص لها الكاتب فصلاً كاملاً؛ نظراً لأهميتها، فكما يبين الكاتب فإن المتوحد عنده رغبة جنسية، غير أنه ولظرفيته الخاصة، فإنه يعمد إلى سلوكيات غير متوافقة اجتماعياً للتعبير عن رغبتهم الجنسية، حيث نجد أن الجنس عند المتوحد هو نشاط نمطي، كما أنه يتميز بعدة خصائص، مثل الاستمناء العلني والقهري، وكذلك الاستمناء غير الطبيعي، أو التعري في العلن، وهذا يدعو إلى توفير التربية الجنسية لهذه الفئة، بحسب رأي الكاتب، وذلك لأنهم بالإضافة إلى حقهم في ذلك، فإنهم قد يستغلون، أو يصابون بالانحراف الجنسي، سواء على مستوى الفعل أو الرغبة.

أما الفصل ما قبل الأخير، فقد خصصه الكاتب للحديث عن التوحد وعلاقته بالعدوانية، وذلك لأن المتوحدين يتميزون بسلوكيات عدوانية، قد تصل إلى درجة الإخفاق في التعامل معها، سواء من قبل الآباء أو الجمعيات التربوية المسؤولة عن هذه الفئة، ويعزو الكاتب الإخفاق في هذا الأمر إلى غياب تصور نظري وعلمي لعدوانية المتوحد، والتي تتمظهر في عدة سلوكات مثل الإحساسات الجسدية المؤلمة، أو رفض التواصل، كما أن الكاتب يذكر نوعين لعدوانية المتوحد، فهناك عدوانية ذاتية، وتتخذ عدة أشكال على سبيل المثال لطم الوجه، وهناك عدوانية غيرية، وهو العنف الذي يتخذه المتوحد ضد الغير، من غير ردة الفعل، بعدما تحدث الكاتب في هذا الفصل عن علاقة التوحد بالعدوانية، خصص الفصل الأخير لدراسة حالة إكلينيكية.

فكما يتبين من خلال هذا العرض المختصر جداً للكتاب، والذي حاولنا فيه تلخيص مجمل ما ورد في الكتاب، هذا على صغر حجمه، فإنه يتضمن معلومات دقيقة وقيمة، حول هذا المرض، والذي فضل الكاتب أن يطلق عليه عالم، وذلك لأنه بالفعل عالم، لكثرة النظريات والبحوث المتعلقة به كما مر، غير أن دراسة الأستاذ عليوي تعد قيمة مضافة للمكتبة العربية، وذلك أن الدراسة تمت باللغة العربية، من متخصص بالمجال، وهذا للأسف نادراً ما نجده في المجالات العلمية، حيث يجد الباحث ندرة في المراجع العلمية الرصينة باللغة العربية.  

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

سفيان الغانمي
كاتب رأي مغربي
تحميل المزيد