في لحظةٍ مرَّت كالعاصفة على قلوب جماهير برشلونة، وعشاق ليونيل ميسي، انتشلت الأماني المشرقة وبثت الشكوك السوداء. عندما غادر ليونيل ميسي سنة 2021، الأيقونة العظيمة، أضواء الكامب نو، ليبقى خلفه عبور من الدموع المُرِّة وأحلام محطمة. لم يعُد هناك صوته الرقيق الذي كان يهمس بالأمل في قلوب المشجعين، ولم تعُد هناك لمساته الساحرة التي كانت ترقص على العشب كالألوان السحرية.
عدم عودة ميسي إلى برشلونة أصاب القلوب بجرح عميق؛ حيث لاحظوا أن قصة الحب الجميلة قد انتهت فجأة. فقد كان ميسي أكثر من مجرد لاعب كرة قدم، إنه رمزٌ وشعلةٌ للأمل والبهجة في عالم مُظلم. كانت قمصانه ترتدي بريقاً خاصاً، وقصصه تروى للأجيال المستقبلية كنموذجٍ للتفاني والاجتهاد.
وأصبح هناك فراغ عميق في الكامب نو، تملأه صدى ألمٍ لا يُطاق.. إنها مأساةٌ لمشجعي برشلونة وعشاق ليو، فلا يستطيعون تصوُّر النادي الكتالوني بدون قائدهم الأعظم.. تائهين في الظلام، يتساءلون إن كانوا سيشهدون يوماً عودة الأمير المفقود.
فقد أُخذت أحلام المشجعين ومشاعرهم العميقة، وتمزقت بوحشية، كأنهم فقدوا جزءاً لا يتجزأ من أرواحهم.. فليس هناك بديل لتلك السحرة الذين يخلقون الأعجوبة بلمسة واحدة من أقدامهم، وليس هناك بديل لتلك الضحكة المشرقة التي كانت تضيء ملعب الكامب نو. في كل لحظة تذهب فيها الكرة إلى الشباك المعادية، ستكون هناك همسات حزينة لأنصار برشلونة، يتساءلون فيها إن كانت تلك اللحظة ستكون مختلفة مع ميسي.
وسط الأنين الصامت، تظل الأمنيات تتراقص في خيال المشجعين، يطلبون عودته بينهم، يتمنون أن يكون ذلك كابوساً سرعان ما ينتهي، لكن الواقع القاسي يتحدث بصوتٍ جلي ويؤكد أن تلك الأحلام قد انتهت. تؤكد على ليونيل ميسي انتقاله رسمياً لنادي إنتر ميامي.
في ذكرى لا تُنسى، ستظل القمصان معلقة في الخزانة، والصور القديمة ستبقى تحكي قصة حب عابرة. وعندما يحين يوم المباراة الكبرى، ستتساقط الدموع مرةً أخرى على الوجوه المكلومة، ملتهبةً بالأسى على ماضٍ ضائع. لم يكن ميسي لاعباً كبيراً فقط، بل كان رمزاً للولاء والانتماء، ومصدراً للسعادة والفخر. إنه رحيلٌ يعلق على القلب كألمٍ لا يُنسى، مثل جرحٍ مؤلم يحمل آثاره العميقة إلى الأبد.
وبعد هذا اليوم، يبدأ عصرٌ جديدٌ في تاريخ النادي؛ حيث يجب على الجميع التكيُّف مع فراغٍ لا يُحتمل. تسكن الحنين ذكريات الماضي، وتُحكى الأساطير القديمة للأجيال القادمة كألوانٍ باهتة من فصلٍ من الزمن لن يعود.
يرحل من يرحل.. ويبقى برشلونة دائماً وأبداً.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.