تكثر الأسئلة في موسم الاستعداد للامتحانات بالجامعات حول الكيفية المثلى للمذاكرة، وأظن أن النصائح التالية قد تصلح للإجابة عن هذا السؤال، وإن كان بعضها يميل للغرابة، وخاصة للطالب الذي لم يداوم على المذاكرة أولاً بأول.
يستغرب بعض الطلاب من تذكرهم لمعلومات قد يكونون قد قرأوها في بعض الروايات والكتب العامة دون جهد يُذكر، في حين يجدون صعوبة بالغة في تذكر معلومات من مقررات ذاكروها باهتمام. وقد يكون السبب في ذلك التناقض هو الرغبة مقابل الإجبار؛ فالكتب العامة يقرأها الطالب بكامل إرادته، وفي أي وقت، ولا يسعى لحفظها، ولا يُرهق نفسه بتتبع تفاصيلها، أي إنها قراءة للمتعة.
أما كتب التخصص فلا يقرأها الطالب للمتعة، بل استعداداً لامتحان، والكلمة في حد ذاتها ثقيلة على النفس، وتوحي بالهم والسهر والإرهاق وتوقع نتيجة سيئة – لا قدر الله. فلماذا لا يذاكر الطالب مواد التخصص بنفس الشغف الذي يقرأ به الكتب العامة؟ لو حدث هذا، لاستطاع الطالب تحصيل المعلومة وفهمها وربما تطويعها وتطبيقها على الحياة بجهد قليل. وقد يكون مبعث الشغف اقتناع الطالب بقيمة ما يدرسه، وأهمية التمكن منه؛ لأنه سيكون تخصصه الذي يجب أن يتقبله ليبدع فيه.
من الأفضل – طبعاً – أن تلم بكل المقررات، ولكن إن كان الأمر عسيراً وفاتك الكثير، فركز على الموضوعات التي ذكرها المحاضر كثيراً، إذ إنَّ المحاضر – في الأغلب الأعم – يضع الامتحان وهو يحدث نفسه بينما يشد على شفته، قائلاً: "سأجعلهم يندمون على عدم الحضور لي".
إن كنت محظوظاً بمحاضر أَعْلَمَكَ بنظام الامتحان وتوزيع الدرجات على كل سؤال، فاستعد للامتحان بطريقته لا بطريقتك، واسأل عن امتحاناته السابقة، فوضع الامتحانات أمر شاق؛ ولذا، فإن المحاضر نادراً ما يغيّر من طرقه.
لا يستطيع الإنسان أن يطيل تركيزه لأكثر من نصف ساعة. فخذ راحة لا تتعدى 5 دقائق بعد نصف ساعة من بداية المذاكرة، ولا تخصصها للهاتف، ويا حبذا لو استثمرتها في النظر لمنظر أخضر أو مارست فيها تمريناً رياضياً.
"النوم سلطان، إن طلبك أراحك، وإن طلبته أذَلَّك." هكذا يُقال، وهو الحق. فلا تطلب النوم قبل أن يطلبك حتى لا يذَلِّك ويضيع وقتك. وإن طلبك، فلا تنم أكثر مما يحتاج جسمك (من 7 إلى 8 ساعات) ولا أقل، فكثرة النوم تسبب الوخم، وقلته سترهقك بالصداع. وإن أردت أن تنام نوماً عفياً ولا تطيل النوم، فعليك بالنوم بداية من التاسعة مساءً. جَرِّبْ، وستدعو لي بالخير.
إن كنت غير مضطر لاستخدام جهاز إلكتروني في المذاكرة، فلا تستخدمه على الإطلاق، واعلم أنك محظوظ. أما لو اضطررت لاستخدام جهاز إلكتروني، فاحرص على إغلاق كل النوافذ التي تضيّع الوقت، وأولها كل وسائل التواصل، ويمكنك أن تخصص لها نصف ساعة في نهاية اليوم، مع حرصك على ألا تعلق على شيء إلا إذا اضطررت لذلك.
وبالنسبة لوسائل الاتصال، فيجدر بك أن تغلقها جميعاً إلا هاتفك، وهو للضرورة فقط. وحتى لا تقع في حرج مع أحد، يمكنك أن ترسل لمتابعيك وأصدقائك رسالة موحدة مفادها أنك مشغول حتى تنتهي من الامتحانات وتطلب منهم ألا يستعجلوك بالرد. الصلاةَ، الصلاةَ. لا تنسها، ولا تؤجلها، فكل عمل مبتور إذا أهملتها.
الطعام قد يكون داءً أو دواءً؛ فلا تُكثر من الأطعمة الدسمة، وأبق على متسع للماء وآخر للهواء، واحرص على تناول الفاكهة المتنوعة إن استطعت، وتذكر دائماً أن الإفراط في تناول الطعام سيؤدي بك حتماً لزيادة النوم.
لا تُكْثِر من المنبهات مثل الشاي أو القهوة، وتوقف عنها قبل النوم بـ3 ساعات على الأقل، واستبدلها بماء ساخن أو مشروب لا يحرمك من النوم (مثل الكركديه أو الشاي الأخضر).
المسكنات فيها سمٌّ قاتل، وتؤدي للإدمان. توقف عنها فوراً، وإن شعرت بالصداع فمارس بعض التدريبات الرياضية حتى تشعر بالتعب الذي يوصلك للنوم، وبعدها ستشعر – تدريجياً – بأنك لستَ بحاجة لأي مسكن.
وبالتوفيق للجميع إن شاء الله.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.