منذ بداية صراع الصواريخ القادمة من قطاع غـزة، والقتال المحتدم عبر الحدود مع إسرائيل كان الجيش الإسرائيلي يعّول دائماً على القبة الحديدية، لكنه اليوم ولأول مرة يستـغني عنها، ويستخدم منظومة جديدة، سماها "مقـــــــــــــــلاع داوود".
ما هي منظومة "مقلاع داوود" وكيف تـعمل؟
"مقلاع داوود": نظام صاروخي ومتوسط المدى، وهو جزء من الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية، التي تشمل النظام الصاروخي الشهير، "القبة الحديدية"، لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، ونظامي "آرو-2 وآرو-3″، لاعتراض الصواريخ طويلة المدى.
كشفت وكالة رويترز أن الجيش الإسرائيلي استعان بمنظومة "مقلاع داوود" لأول مرة، حيث اعترضت صاروخاً كان متجهاً صوب تل أبيب، في عملية ناجحة.
منظومة "مقلاع داوود" تصنعها شركة رافائيل لأنظمة الدفاع، المتطورة الإسرائيلية، حيث أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أنه في عام 2018 أطلقت المنظومة صاروخين؛ لاعتراض صواريخ أطلقت من سوريا صوب "إسرائيل"، لكنها سقطت داخل الأراضي السورية.
كما قال "يوسي هورويتز"، مدير في شركة رفائيل الإسرائيلية: "إن القبة الحديدية هي دفاع نقطي، يمكن أن تحمي مدينة متوسطة الحجم في إسرائيل، على مستوى معين من الارتفاع، لكن "مقلاع داوود" يهزم جميع التهديدات، حتى على ارتفاعات عالية جداً، ونطاق طويل جداً"، وأضاف: "نحن نتحدث عن مدى أكثر من 160 كيلومتراً".
صُمم مقلاع داوود لاعتراض الصواريخ التي يتراوح مداها بين 100 – 200 كم، والطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض، وكذلك الصواريخ الموجهة، وصمم أيضاً لاعتراض صواريخ كروز.
ما هو ســـعر صاروخ مقلاع داوود؟
يبلغ سعر الواحد منه مليون دولار، وتبلغ تكلفة المنظومة كاملة 345 ملـيون دولار أمريكي، مقارنة بالقبة الحديدية، التي يبلغ سعر بطاريتها فقط 50 مليون دولار.
تم الإعلان عن بدء تشغيل مقلاع داوود في أبريل/نيسان سنة 2017، وتبلغ سرعة صاروخ مقلاع داوود 2.55 كم في الثانية، ويصل مداه حتى 300 كم متر على ارتفاعات شاهقة، وتعتبر المنظومة أكثر تطوراً من منظومة القبة الحديدية ومنظومة "أشعة الضوء" التي يجري تطويرها حالياً لاعتراض القذائف الصاروخية بالليزر، بينما تتفوق عليها منظومة "خيتس 2-3".
في احتفال أقيم بقاعدة حتسور الجوية الإسرائيلية في أبريل/نيسان 2017، صرح بنيامين نتنياهو: أن مقلاع داوود قادر على إثناء أولئك الذين يفكرون في مهاجمة إسرائيل عن القيام بذلك.
قال قائد منظومة الدفاع الجوي في الجيش الإسرائيلي: "نحن في سباق تسلّح مع أطراف أخرى، وإن مقلاع داوود ليس منظومة سلاح ضد تهديد معيّن وإنما هو مجموعة منظومات وقدرات في مقابل أي تهديد، وفي هذا السياق نود أن نسبق الطرف الآخر".
يمثّل مقلاع داوود المستوى المتوسط من نظام إسرائيلي متعدد المستويات للتصدي للصواريخ، وهو مؤهل لاعتراض صواريخ متوسطة المدى وكذلك صواريخ كروز.
صمم المقلاع ليحل بالأساس محل أنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت لدى الجيش الإسرائيلي، ويستهدف مقلاع داوود إسقاط صواريخ أطلقت من مسافة تتراوح بين 100 إلى 200 كم، وتمثّل القبة الحديدية المستوى الأدنى من ذلك النظام، وهي مصممة للتصدي للصواريخ قصيرة المدى، وللمسيّرات الصغيرة ولقذائف الهاون.
أرى أن استخدام منظومة "مقلاع داوود" تجاه أحد الصواريخ المطلقة من قطاع غزة، جاء بهدف الترويج للمنظومة وأنه لم تكن هنالك حاجة لتفعيل المنظومة في ظل وجود منظومة القبة الحديدية.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.