في ظهور نادر أطل نائب قائد أركان كتائب القسام وعضو المكتب السياسي لحركة حماس، مروان عيسى، وهو أحد رجالات الظل الذين يقودون المقاومة في فلسطين ويخوضون الصراع مع هذا العدو منذ ما يزيد على الثلاثين عام، في سعي مستمر لا يتوقف، يهدف لكسر إرادة العدو وهزيمة مشروعه الاحتلالي.
ما ذكره عيسى رسالة واضحة لا تقبل التأويل لكل الوسطاء الذين يحاولون ثني المقاومة في غزة عن نصرة شعبها، وردّ على كل مساعي إنهاء الحالة الثورية في الضفة والقدس، وإعلان دعم وإسناد للشعب الفلسطيني المنتفض، لكن من الضروري التوقف عند أهم تصريح قاله مروان عيسى، وهو: "إن المشروع السياسي في الضفة انتهى، والعدو أنهى أوسلو، والأيام القادمة حبلى بالأحداث".
ما ذكره عيسى عن انتهاء المشروع السياسي في الضفة الغربية يؤكد أن السلطة الفلسطينية على حافة الهاوية، وأن المقاومة، وعلى رأسها القسام، ستكون حاضرة بقوة في كل الأراضي الفلسطينية.
تكمن أهمية التصريحات الصحفية التي خص بها مروان عيسى فضائية الأقصى، أنها تأتي في ظل وجود العديد من التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني، وقبيل مواجهة استحقاقات وطنية كبرى؛ كان قد أشار لها رئيس حركة حماس، يحيى السنوار، في كلمته التي ألقاها في ذكرى انطلاقة حركة حماس الـ35، عندما أعلن أن التقديرات الاستخباراتية لدى القسام تشير إلى أن العام 2023 يحمل في طياته العديد من الاستحقاقات الوطنية التي يجب على المقاومة التعامل معها.
ولعل أبرز هذه التحديات المهمة والاستحقاقات الوطنية الفلسطينية تتلخص في 3 عناوين كبرى:
1- أن المقاومة كمشروع استراتيجي يحظى بإجماع فصائلي وشعبي على أهميته، فقد دعا عيسى جموع الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس لأخذ زمام المبادرة والتقدم نحو تصعيد الاشتباك مع المحتل، معلناً أن القسام والمقاومة لا يدخرون جهداً في دعم هذه الثورة بكل أشكال الدعم.
كما أعلن جموع أن هذا الدعم لا يعني ترك شعبنا لتغول الاحتلال دون تدخل من غزة، فغزة ستكون حاضرة للدفاع عن شعبها إذا اقتضى الأمر ذلك، وقد أشار أيضاً إلى أن مشروع أوسلو قد قبره الاحتلال، وأن الحالة الثورية المتصاعدة، والوحدة الوطنية هي مؤشر وعي كبير وإيمان عميق بجدوى المقاومة كمشروع قادر على ردع الاحتلال وتحرير الأرض.
2- أظهر مروان عيسى، نائب قائد أركان كتائب القسام بوضوح موقف قيادة القسام والمقاومة، فيما يتعلق بنية الاحتلال تنفيذ عدوان جديد على المسجد الأقصى المبارك في قادم الأيام، وأشار إلى أن أي تغيير في الوضع القائم سيُدخل المنطقة في مواجهة كبيرة وزلزال مدمر.
تأتي تلك التصريحات في ظل انطلاق معركة الحرية التي يخوضها الأسرى في سجون الاحتلال بشكل متصاعد، والمتوقع أن تصل ذروتها مع بداية شهر رمضان المبارك، وهي تمثل استحقاقاً وطنياً كبيراً، يتطلب حشد كل الجهود لدعم وإسناد الأسرى الأحرار في معركتهم، وفي القلب من هذه الجهود ستكون المقاومة الفلسطينية التي تراقب الأوضاع وتحدد خيارات الرد وآلية الانتصار للأسرى.
إضافة لما سبق تتصاعد حدة المواجهات مع المحتل واتساع دائرتها، وفي ظل تسارع لقاءات الغدر التي تهدف لإنهاء المقاومة والالتفاف على ثورة الشعب الفلسطيني المنتفض، كما حصل في قمة العقبة، كل ذلك يضيف مزيداً من الأهمية إلى ما أعلن عنه نائب قائد هيئة أركان القسام مروان عيسى من رسائل، والتي تشير إلى أن القسام يضع النقاط على الحروف، وهو مستعد لكل الخيارات في سبيل الدفاع عن المسجد الأقصى والأسرى المنتفضين في السجون الصهيونية وفي سائر ساحات الوطن.
بتقديري سيكون لهذه التصريحات تداعيات إيجابية على كل الساحة الفلسطينية الثائرة وعلى الأسرى في السجون، والتي ستدفع الثائرين نحو مزيد من التصعيد في وجه الاحتلال وجيشه الفاشي، وستمثل رسالة تحذير لحكومة الاحتلال الحالية بأن غزة حاضرة بكل قوتها في قلب الأحداث، تراقب وتقيّم وتعد وتستعد للمواجهة الكبرى ويوم التحرير القادم.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.