إلى رضوى وياسمين.. “سيبوا الراجل في حاله”

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/23 الساعة 10:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/23 الساعة 10:26 بتوقيت غرينتش
الإعلاميتان المصريتان رضوى الشربيني وياسمين عز / عربي بوست

ظلت رضوى الشربيني تغرد وحدها في سربها، داعية لخراب البيوت من خلال مطالبة الزوجة بطلب الطلاق من زوجها أو خلعه إن تعذر الطلاق. ونتيجة المبالغات التي جاءت ببرنامج رضوى ضد كل الرجال من كل الطبقات، زادت مشاهدة السيدات للبرنامج وزادت معها الإعلانات، وهي وقود النار في مصر التي لا تعرف ميثاقًا للشرف في الإعلام. 

رأى القائمون على قناة أخرى أن يستفيدوا من الموجة الرضوية؛ ففكروا في برنامج مضاد وأطلقوا ياسمين عز في برنامج يمجد الرجل ظاهريًا، في حين أنه يظهره على أنه ديكتاتور محب للتعنيف مستحق للتدليل. 

الرجل المصري ما بين رضوى الشربيني وياسمين عز

لا توجد لديَّ إحصاءات موثوقة بكَمّ أو نوع من يشاهدون برنامجيّ رضوى الشربيني وياسمين عز، لكن لديَّ بعض الملاحظات أستقيها من وسائل التواصل وما يُنشر من خلالها عن البرنامجين. 

رضوى الشربيني وياسمين عز
رضوى الشربيني وياسمين عز

أغلب من يشاهد البرنامجين ويعلق عليهما من السيدات لا من الرجال، بل وأزعم أن أغلب الرجال لا يهتمون مطلقاً بأي من البرنامجين إلا إذا دعتهم أنفسهم لمشاهدة بعض المقاطع الفكاهية، أي أنهم يعتبرون البرنامجين "كلام فاضي" لا قيمة لأي منهما، وهذا ما يمكن معرفته بتحليل بسيط لمحتوى تعليقات الرجال. لكن لا ينفي هذا إعجاب بعض الرجال ببعض ما تقوله ياسمين عز وتسميه هي "نصائح" تدور جميعها في إطار رعاية الزوجة لزوجها التي بات واضحاً أن نساء كثيرات قد أهملن فيها على مدار سنوات وسنوات جراء انشغالهن بأمور عدة مثل وظائفهن وواجبات الأمومة التي توليها الأمهات اهتمامًا أكبر بكثير من واجبات الزوجية. 

لكن مؤخراً باتت تقدم رضوى الشربيني في برنامجها دفاعاً ضمنياً عن الرجال وليس اتهامًا لهم، وهذا نتيجة لاتهامها بالمبالغة في الهجوم على الرجال وظهورها بمظهر "المفترية" التي لا تترك مساحة للرجال للدفاع عن أنفسهم، فإذا بالمشاهد يتساءل وهو يستنكر: هل كل الرجال وحوش كما تصورهم هذه المذيعة؟

أما أغلب ما يأتي في برنامج ياسمين عز فهو جريمة في حق كل رجل، وليس دفاعاً عنه. فمَنْ من الرجال يظن أنه "الفرعون الصغير الكبير" الذي يجب ألا تلمس ظلَّه امرأةٌ أو تدخل الحمام دون إذنه؟! حتى "سي السيد" في ثلاثية محفوظ لم يبلغ به الحمق أن يفعل شيئاً مما تقوله ياسمين عز. والحقيقة، فإن أغلب ما تقوله ياسمين عز – وخاصة بطريقتها – لا يدخل في ضمن الأفكار التي تستحق المناقشة والاهتمام بقدر ما يندرج تحت باب الكوميديا. 

يلاحظ كذلك أن القناتين الراعيتين لرضوى الشربيني وياسمين عز تنفقان ببذخ عليهما من حيث الملابس والإكسسوارات والمكياج باهظة الثمن، ناهيك عن عمليات الشد والكحت والشفط والتقشير التي تظهر على وجهي المذيعتين أو بالأحرى الممثلتين. ويأتي كل هذا البذخ في تناغم مع إعلانات الشركات العملاقة التي تحيط البرنامجين، وفي تحد صارخ لمعاناة المصريين الذين يجدون الأمرين في بحثهم اليومي عن لقمة العيش. 

وهذه النقطة الأخيرة تستحق التأمل والتعجب في آن. فإذا كان كلا البرنامجين لا يعكس الواقع ويبدو من محتواها أنهما إما يهدفان لتخريب الأسر أو تبرز فيهما السذاجة و"الهبل بالعبيط"، فلماذا يحققان نسب مشاهدة عالية؟

 لا يبدو أن هناك إجابة عن هذا السؤال إلا بربطه بالإطار المجتمعي العام في مصر؛ حيث بات التسطيح هو رمز المرحلة التي تشهد تراجعاً في التعليم والفن والثقافة والإعلام والذوق العام وتلوث الغذاء والماء والهواء. ولست أنتقد من يشاهد أياً من البرنامجين هنا – بطبيعة الحال – لكني أتعجب فقط من قدرة المصريين على تحويل السفهاء لنجوم، وهذا ليس في مجال برامج الأسرة فقط وإنما وصل الأمر للسياسة والجامعات والقضاء ودوائر الثقافة، فما بالنا بالقطاعات الأدنى على درجات السُلَّم الثقافي؟

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

سعودي صادق
كاتب ومترجم مصري
كاتب ومترجم مصري
تحميل المزيد