أصبح الحوار بين المنظمات المسلمة وجمعية راشتريا سوايامسيفاك سانغ (RSS) في الهند موضوع اهتمام وجدل في البلاد. وتعد RSS منظمة هندوسية قومية يمينية الأطراف ومنظمة جذورية للحزب الحاكم في الهند من الناحية الفكرية، وقد طالبت بالتواصل مع المنظمات المسلمة لمعالجة القضايا المتعلقة بالتعايش المجتمعي والتوترات الدينية في البلاد.
على الرغم من وجود بعض المحاولات للحوار بين الجانبين، فإن هذه الجهود غالباً ما تواجه التشكيك والانتقادات من المنظمات المسلمة. ينظر المجتمع المسلم إلى RSS كمنظمة تسعى لتعزيز أجندة هندوسية عنصرية، وترى بعض المنظمات الإسلامية التي لم تشارك في المناقشة، أن أي تواصل معها يعد مسألة غير مبررة، ويشرع أيديولوجيتها. ومن ناحية أخرى، يؤكد البعض الذين شاركوا فيها، أن الحوار والتواصل مع RSS يمكن أن يساعد على تعزيز التفاهم وتخفيف التوترات بين الجانبين. ويقولون إن الحوار المفتوح والتواصل يمكن أن يساعد على بناء جسور وتعزيز التعايش بين مختلف الفئات الدينية في الهند.
المنظمات الإسلامية التي شاركت في المناقشات:
جمعية العلماء الهندية: هي منظمة مسلمة بارزة في الهند، شاركت في الحوارات مع حزب RSS في السنوات الأخيرة على الرغم من انتقاداتها الشديدة تجاهها. وقد أطلقت المنظمة مبادرات مثل "بناء الجسور" لتعزيز الحوار والتفاهم بين المسلمين وحزب RSS.
الجماعة الإسلامية الهندية: هي منظمة مسلمة تنتقد حزب RSS بانتقادات شديدة، ولكنها شاركت في مناقشات مع الحزب في بعض المناسبات. وقد دعت المنظمة إلى الحوار بين مختلف الأديان في الهند لتعزيز السلام والتفاهم.
الديوبندية الهندية: هي حركة إسلامية وتهدف إلى تعزيز التعليم الإسلامي والإيمان بالدين بين المسلمين الهنود. وتشمل عقائدها الإيمان بالتوحيد والتحذير من البدع والتطرف، وتدعو إلى التواضع والتعايش السلمي بين المسلمين وغير المسلمين. كما أنها تشجع على العمل الجماعي وتعزيز العدل والخير في المجتمعات المحلية. تعتبر الديوبندية الهندية من أكبر الحركات الإسلامية في الهند، ولها تأثير كبير على المسلمين في البلاد.
هيئة الأحوال الشخصية للمسلمين في الهند: هذه هي منظمة تمثل المسلمين في المسائل المتعلقة بالقانون الشخصي في الهند.
بشكل عام، يوجد تشكيك ومعارضة كبيرة لأي مناقشة أو تعاون محتمل بين المنظمات المسلمة والـRSS في الهند.
يقول المنتقدون إن أي حوار من هذا النوع لن يتمكن من معالجة المسائل الأساسية للتوتر الطائفي والعنف في البلاد، كما أن هذه المنظمات يُنظر إليها بعداء من المجتمع المسلم.
الانتقادات حول المناقشة:
تشريع شرعية الـRSS:
تقول العديد من المنظمات المسلمة إن أي تعاون مع الـRSS يمكن اعتباره تشريعاً لها، وهي منظمة هندوسية قومية يمينية الأطراف. ويقولون إن الـRSS شاركت في العديد من حوادث العنف والتمييز ضد المسلمين والأقليات الأخرى في الهند، وأن أي حوار معها يمكن اعتباره تبرئة لهذه الأعمال أو تعميمها.
انعدام الثقة:
هناك انعدام كبير في الثقة بين الـRSS والمنظمات المسلمة في الهند. يرى العديد من المسلمين أن الـRSS هي منظمة عارضت في التاريخ مصالح المجتمع المسلم، ويعتقدون أن أي تعاون معها سيكون عقيماً. ويقولون إن الـRSS لم تظهر أبداً استعداداً حقيقياً لمعالجة مخاوف المجتمع المسلم، وأن أي مناقشات لن تؤدي إلى أي تغيير جوهري.
الدوافع السياسية:
هناك مخاوف من أن أي مناقشة بين المنظمات المسلمة والـRSS قد تكون محفوزة بدوافع سياسية، بدلاً من رغبة حقيقية في تعزيز الوئام المجتمعي. ويرى بعضهم أن بعض الأحزاب السياسية قد تستخدم الحوار المحتمل كوسيلة لجذب الناخبين المسلمين، دون أي نية حقيقية لمعالجة المسائل الأساسية.
نقص التمثيل:
ترى بعض المنظمات المسلمة أن أي مناقشة مع الـRSS ستكون بلا جدوى ما لم تتضمن مجموعة أوسع من الأصوات المسلمة. ويقولون إنه ينبغي عدم السماح للـRSS بتحديد المنظمات المسلمة التي تتم دعوتها إلى الطاولة، ويجب أن تشمل أي حوار ممثلين من مجموعة متنوعة من الجماعات والآراء.
تبريرات المنظمات الإسلامية التي شاركت في المناقشة:
زيادة الفهم: يمكن أن يساعد الحوار والتعاون في تعزيز فهم أفضل بين المنظمات المسلمة والـRSS، والذي يمكن أن يؤدي إلى علاقة أكثر إنتاجية في المستقبل. عن طريق الحصول على فرصة لتبادل الآراء والأفكار، يمكن للجانبين الحصول على تقدير أفضل لوجهات النظر والمخاوف المتبادلة.
معالجة الشكاوى: إذا تمت المناقشات بحسن نية، فقد تتمكن المنظمات المسلمة من طرح الشكاوى والمسائل العالقة التي يرون أنها تحتاج إلى معالجة. على سبيل المثال، يمكنهم طرح مخاوف بشأن التمييز أو العنف أو أشكال أخرى من المعاملة السيئة التي يرون أنها تستهدف المجتمع المسلم في الهند.
تعزيز الوئام الطائفي: من خلال المشاركة في الحوار مع RSS، قد تتمكن المنظمات المسلمة من تعزيز الوئام الطائفي بين الجماعات الدينية المختلفة في الهند. إذا تمكن كلا الجانبين من إيجاد نقاط مشتركة، والعمل معاً نحو أهداف مشتركة، فقد يساعد ذلك على تخفيف التوترات وبناء جسور بين المجتمعات.
فرص للتوافق: يمكن أن يخلق الحوار والتواصل فرصاً للتوافق حول القضايا التي كانت مصدراً للتوتر بين المنظمات المسلمة والـRSS في الهند. بالتعاون لإيجاد حلول مقبولة للطرفين، يمكن لكل طرف تحقيق أهدافه دون اللجوء إلى وسائل تصادمية أو عنيفة.
وبشكل موجز، يمكن للمنظمات المسلمة في الهند رؤية الفوائد المحتملة للمشاركة في الحوار مع راشتريا سوايمسفاك سانغ، والتي تتضمن زيادة الفهم، ومعالجة المشاكل والشكاوى، وتعزيز التآخي الطائفي، والعثور على فرص للتوافق. ولكن يجب الانتباه إلى أن هناك شكوكاً ومعارضة كبيرة لهذا النهج، ويجب أن تتم المناقشات بنية صادقة والتزام حقيقي بإيجاد أرضية مشتركة.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.