سوريا الجريحة.. من نكبة الحرب إلى كارثة الزلزال

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/14 الساعة 12:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/14 الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش

جميعنا شاهد مؤخراً ما حدث في سوريا جراء الزلازل التي أصابتها، والله إن دموع الرجال والنساء واستغاثاتهم تدمي القلب، أعوذ بالله من قهر الرجال. 

سوريا التي لم تتعافَ بعد من تبعات الحرب، وما زالت تعاني برد الشتاء وانقطاع الكهرباء وتبعات الحرب الأخرى. 

كان الله في عونهم؛ مازالت ألسنتهم تلهج بالحمد لله، رحم الله شهداءهم ولطف بهم وشفى جرحاهم، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "والذي يموت تحت الهدم شهيد"، فنحسبهم بإذن الله شهداء.

كان الله في عون المسلمين جميعاً في تركيا وكل البلاد، ولكني أخص بالذكر سوريا التي تعاني من قلة الآلات وقلة الموارد، تحتاج إلى مساعدتنا جميعاً، فمن كان يستطيع المساعدة بأي شيء فلا يتردد، لقد هبت الإنسانية جمعاء ومدت الدول أيديها من شتى أنحاء العالم، فماذا عنا؟! علينا المساعدة بأي شيء نستطيعه.

أما آن الوقت لتتوقف الحرب في كل أنحاء العالم؟ ما الذي يستحق في هذه الحياة كل هذه المآسي والنزاعات؟ في ثانية واحدة انقلبت الأرض فوق الأرض وتهدمت، أما حان الوقت لتتوحد دولنا العربية وتتكاتف الدول الإسلامية؟ إنها فرصة لنتجاوز الخلاف والنزاع، فلا شيء في الحياة يستحق.

هي فرصة لمن نجا ومن لم تصله آثار الزلازل مراجعة نفسه والابتعاد عن التعلق بالدنيا، ففي لحظة يذهب كل شيء.

هل تتخيل معي أن تستيقظ لتجد نفسك بين سقف وأرض وفرصتك في النجاة لا تعلمها! ولا تسمع غير أصوات واستغاثات! ما لذي ستشعر به حينها؟ قد تسمع صوتك وقد لا تسمعه، وقد ينجدك أحد وقد تبقى وحيداً تصارع الموت وحدك، يتحدثون معهم وهم لا يعرفون هل سيخرجون من تحت الركام أم لا، ومنهم من ودّعهم وتوفي دون أن يحظى بفرصة الحياة، ومنهم من ما زال ينتظر النجدة والموت بالمقدار نفسه، وكل يوم يمر تقل فرص من تحت الركام بالنجاة. 

يقول أحد خبراء الزلازل إن هناك فرصة لحدوث المزيد من الزلازل، ولا أحد يتوقع مقياسها، فلا أحد محمياً من هذه الزلازل، في لحظة تنقلب الأرض ولا يكون بينك وبين الموت إلا شعرة، أليست هذه فرصة لنراجع أنفسنا ونعود إلى الله؟!

سوريا منذ عام 2011م لم يهدأ لها بال، بدأت بمظاهرات وانتهت بحرب شاملة، والسوريون يعانون ويلات الحرب، وما زالوا منذ ذلك العام يعانون، مرت كل تلك السنوات ونحن نأمل عودة سوريا أفضل من ذي قبل، أثرت فينا مشاهد المصابين والأطفال كتلك الطفلة التي كانت تحتضن أخاها تحت الركام، وتلك السيدة التي أنجبت طفلها تحت الركام، وغيرهم، والطفل الذي علق بين بنايتين وأخذ يردد الشهادتين، ظللت أبحث عنه حتى اطمأننت أنه أنقذ.. اللهم لطفك، اللهم لطفك.

فلنساعد سوريا بأي شيء نستطيعه، فمن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً، سوريا الجريحة التي لم تستيقظ بعد من الحرب وتبعاتها، اللهم كن لهم عوناً وسنداً.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

إيناس مسلط
صيدلانية وكاتبة متنوعة
صيدلانية وكاتبة متنوعة، أكتب قصصاً قصيرة ومسرحاً ومقالات، ومحبة قارئة، أحمل كثيراً من الآراء من واقع خبرتي العملية في عملي السابق كصيدلانية. لديَّ كثير من الآراء في قضايا مجتمعية بهدف الإصلاح وتنوير الشباب، وأحمل فكراً إنسانياً بحتاً تستشفه من كتاباتي، ولا أحمل أي عنصرية دينية أو عرقية، وأتمنى لأفكاري وتجاربي الانتشار أكثر.
تحميل المزيد