لماذا على الجميع دعم تركيا وسوريا في مصابهما؟

عدد القراءات
1,204
عربي بوست
تم النشر: 2023/02/07 الساعة 13:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/08 الساعة 10:14 بتوقيت غرينتش

الزلازل والكوارث الطبيعية بكافة أشكالها يمكن أن تصيب أي شعب، فالجميع معرض لها تماماً، وأخطر ما تكون هذه الكوارث إذا كانت ذات انتشار واسع وآثار كبيرة، ما يستلزم تضافر الجهود الشعبية إلى أقصى مدى من البذل والتنسيق مع الجهود الرسمية، وقد تقتضي الحاجة إلى الجهود الدولية أيضاً كما هو حال الزلزال الأخير الذي ضرب الجنوب التركي والشمال السوري.

فكرة احتمال التعرض المشترك للمخاطر سواء على مستوى الشعب الواحد أو الأمة الواحدة أو بشكل يتعدى ذلك يجب أن تشكل دافعاً قوياً للأفراد والمجموعات والشعوب لدعم متضرري الكوارث، إذ المنطق يقتضي القول إنه كان يمكن أن تكون أنت المضار، فماذا كنت ترغب أن يفعل الآخرون تجاهك؟ وأن مساعدتك الحالية لهم تدفعهم لمساعدتك غداً عند الحاجة.

الإحساس بالإنسانية والأخوة العامة تجاه الجنس البشري هو شعور لا ينفك عن الرقي الإنساني، ويترجم هذا الشعور نفسه إلى الشكل المتاح من الدعم والإغاثة للمتضررين من بني البشر.

بالنسبة للأمة الواحدة كأمة الإسلام: الانتماء يستوجب سريان أقوى لمشاعر الرأفة والرحمة في القلوب، والمسلمون يجب أن تصل تلك المشاعر بينهم لمستوى الذات الواحدة "والتفاعل الحي"، إذا أصيب منها جزء فإن الذات كلها تستشعر الألم، ولا تتمكن أبداً من مفارقة ذلك، نظراً للشعور الواحد.

ومن ثم فهذا من الدوافع القوية لتقديم العون والإغاثة، قال رسول الله ﷺ: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، وإنه مما يُستغرب منه أن تجد البعض متفاعلين مع قضايا العالم الإسلامي من غير أبنائه بشكل أقوى من بعض أبنائه، سواء في القضايا السياسية أم الكوارث الطبيعية، حيث كانت مشاعرهم الإنسانية تفوق مشاعر بعض المسلمين الإنسانية والدينية. 

إذاً فما معنى التكافل الاجتماعي بين المسلمين والتعاون على البرّ والتقوى؟!

في الإسلام لا يكون المؤمن كامل الإيمان إذا شبع وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم، لإخلاله بما توجب عليه الشريعة من حق الجوار؛ لأن ذلك دليل على قسوة قلبه، وكثرة شحه، وسقوط مروءته، ودناءة طبعه، فما بالكم إذا كان أخوه جائعاً؟! يعاني البرد والصقيع، تحت الأنقاض، مهدوم الدار، محطم الأثاث، يعاني الجروح والكسور، فاقداً لأهله أو لبعضهم.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه". 

بخصوص هذا الزلزال الأخير، فليعلم كل منا أنه قادر على المشاركة في الإغاثة مهما كان بعيداً أو فقيراً إن أراد، وأن عليه ألا يستقل عطاءه المادي أو المعنوي، يمكنك أن تقدم التبرع المالي، والتبرع بالدم، والتبرعات العينية مثل الملابس والأغطية والأحذية والخيام، مواقد، دفايات، جرات غاز، السخانات الكهربائية، المواد الغذائية الأساسية، مستلزمات التنظيف والنظافة، جوارب للأطفال والكبار، ملابس داخلية.

كما يمكن أن تقدم الجهد البدني بالمشاركة مع جمعيات الإغاثة المشاركة، كما يمكننا جميعاً تحفيز الآخرين على المشاركة والدعم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بصورها المختلفة، والجميع يملك أن يتوجه إلى الله بالدعاء طالباً العون. 

إن المحن والكوارث تقرب بين الناس، فهل يمكن أن يكون ما حدث في الجنوب التركي والشمال السوري مدعاة لمزيد من التقارب بين المسلمين؟ فإنه واجب يعلو فوق أية خلافات!

تدفعنا هذه المحنة الطبيعية أن نتساءل عن دور اللجنة الإسلامية للهلال الدولي بصفتها تنضوي تحت منظمة التعاون الإسلامي في تقديم الإغاثة للشعبين المسلمين المنكوبين، فإذا لم يكن لهذه اللجنة الدور المطلوب؛ فوجب على الفور سرعة تفعيلها وتقويتها. 

وأسأل الله تعالى أن يعجل بتفريج الكرب، وإزالة آثار هذه الكارثة، وأن ينجي شعوب أمتنا من كل الكوارث.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد عبد الباسط
كاتب وروائي مصري
كاتب وروائي مصري
تحميل المزيد