لم تكن الأسيرات الفلسطينيات بمعزل عن الواقع الصعب والمرير الذي يعيشه آلاف الأسرى الفلسطينيين؛ حيث تعيش الأسيرات في سجني "الدامون والشارون" ظروفاً حياتية صعبة، يعانين فيها الضرب المبرح والقمع المستمر، وممارسة سياسة الإهمال الطبي بحقهن من قبل إدارة سجون الاحتلال، ما يجعلهن عُرضة للموت، إلى جانب عدم وجود خصوصية لهن باستعمال الحمامات الموجودة خارج الغرف والتي لا يسترها إلا ستارة، كما يعانين ظُلمة السجن وظُلم السجان.
قد لامسنا ذلك الألم في رسالة إحدى أسيراتنا الماجدات في سجن الدامون، وشعرنا بما يجول في داخل كل أسيرة منهن من وجع واضطهاد وتعذيب، كذلك شعرنا بمعاناتهن وشكواهن من القصور في التحرك نحو قضيتهن والعمل على تحريرهن.
معاناة لا تنتهي
رسالة حملت في ثناياها الألم والعتاب وصلت لكل فلسطيني وللعالم أجمع، وهو ما يدل على حجم المعاناة التي تعيشها الأسيرات داخل السجون الإسرائيلية، والواضح من خلالها أنهن يتعرضن لأبشع حملة من القمع والتعذيب والتنكيل من قِبل الاحتلال، حيث يعشن ظروف عزل سيئة للغاية لا تتوفر فيها الخصوصية، ويتم رش غاز الفلفل عليهن، إضافةً إلى ذلك يُمنعن من زيارة عائلاتهن ومن الكانتين وغيرها من الحقوق.
قد زادت هذه الأساليب، لا سيما مع تولي المتطرف "إيتمار بن غفير"، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، والإجراءات التي يزمع القيام بها وممارستها ضد الأسرى والأسيرات، مما يؤكد أن هناك نية مبيتة لدى الاحتلال لارتكاب حماقات ضدهن، تتمثل في القمع والتعذيب والزج بهن في الزنازين الانفرادية، وغيرها من الوسائل والأساليب القمعية التي تمارس بحق أسرانا الميامين.
جميع الإجراءات القمعية والهجمة الشرسة التي يقوم بها الاحتلال المجرم؛ تكشف الوجه القبيح له في محاولاته للنيل من قوة وعزيمة الأسيرات الفلسطينيات الماجدات، لكن عندما يتم الاعتداء عليهن والتنكيل بهن، واستغاثة الحرائر؛ فيجب أن يعلم الجميع حجم الألم والمعاناة التي يتعرضن لها من قِبل السجان الظالم، وهنا يجب أن ينتهي حاجز الصمت، ولا بُد أن تتحرك المشاعر الجياشة؛ فتتجهز المقاومة، وتُترجم الأقوال إلى أفعال نحو الأهداف الصهيونية حُباً وطمعاً في الثأر لأخواتنا الماجدات في سجون الاحتلال الصهيوني.
واجب المقاومة تجاه الأسيرات
على المقاومة الفلسطينية ألا تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الجرائم الصهيونية المستمرة والمتكررة بحقهن، وألا تعطي الاحتلال مجالاً لفرض معادلة جديدة وقودها الاعتداء على أسيراتنا الفلسطينيات.
لذلك لا بد من تلبية صرخة واستغاثة أسيراتنا في سجن الدامون، وكافة السجون الإسرائيلية، كذلك يجب ألا تمر مخططات الاحتلال الصهيوني وإدارة سجونه التي تعمل للنيل من الأسرى دون عقاب، كما أن فرضه مزيداً من العقوبات عليهن والمساس بجوهر حياتهن لا بد أن يكون ثمنه كبيراً.
فالمعركة بيننا وبينهم مفتوحة، والمقاومة الفلسطينية قد وضعت على سُلم أولوياتها تحرير الأسرى والأسيرات من السجون الإسرائيلية.
كما أن التحرك لا يقتصر على المقاومة الفلسطينية فقط، بل يجب التضامن الشعبي الواسع مع الأسيرات وقضيتهن؛ لأن تفاعل الجماهير يرفع معنويات الأسرى والأسيرات ويدعمهم في معركتهم ضد سجانيهم الذين ينتهكون حقوقهم، ويوصل صوتهم ومعاناتهم للعالم أجمع.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.