يا نواب الأمة الكويتية.. هل كانت شعاراتكم “فخاً” للوصول إلى الكراسي؟

تم النشر: 2023/01/03 الساعة 11:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/01/03 الساعة 11:48 بتوقيت غرينتش
الانتخابات البرلمانية في الكويت/رويترز

في البداية، خرج علينا مرشحو مجلس الأمة الكويتي (2022) بشعارات رنانة ليستعطفوا بها قلوب الشعب الكويتي ويلفتوا الأنظار إلى حملاتهم الانتخابية.
في منتصف الطريق، تقابلت الوعود والشعارات الرنانة بأمنيات الشعب الكويتي الرامية إلى الحفاظ على نجاحات الماضي والحاضر والمضي قدماً في تحقيق امتيازات جديدة على أرض الواقع لتنعم الأجيال المقبلة بمستقبل مشرق. 

وعندما توجه الكويتيون يوم 29 سبتمبر/أيلول 2022 إلى مراكز الاقتراع لاختيار 50 ممثلاً عنهم في مجلس الأمة، كانت هناك عقبات كبيرة تواجه الدولة، في ظل أزمات سياسية واقتصادية تشهدها المنطقة والعالم أجمع، كانت آمالهم على مجلس الأمة أن يتمكن بالتعاون مع الحكومة من التعامل مع التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه بلدنا الحبيب. 

وها نحن في الشهر الرابع من عهد مجلس الأمة الجديد -الذي أتى لتنحية النزاعات وإعلاء مصلحة الكويت- وفي نهاية عام وحلول غيره ولكن أصبحنا فيما أمسينا فيه لا جديد يقدم ولا قديم يطور، وكأن الانتخابات لم تحدث والتغيير لم يكن، فما نجده أن الأسماء تغيرت، ولكن الفكر واحد؛ لا إنجازات لا تقدم لا تحقيق للآمال والطموحات التي علقت في رقابهم منذ تولي المسؤولية. 

السؤال هنا: هل كانت الشعارات الانتخابية والوعود السياسية مجرد "فخ" من المرشحين حتى يصلوا إلى سُدة مجلس الأمة؟ لتحقيق أغراض شخصية دون الاعتبار للمصالح العامة والإصلاح اللذين كانا أبرز عناوين الحملات الانتخابية!

فإن كانت "فخاً" فها هي تتساقط يوماً تلو الآخر، ولن يبقى إلا العمل، سواء أكان للصالح العام أم للشخصي، الجميع سيعرف بمرور الأيام أكانت شعارات فقط دون نية لتقديم شيء على أرض الواقع أم لا. 

يا نواب الأمة.. الأوطان لا تبنى بالكلام ولا بالشعارات ولا بالأمنيات أو الأحلام والطموحات، وإنما بالأفعال والعطاءات والتضحيات والذل والسعي، نحتاج إلى تقديم شيء على أرض الواقع، فالكل طفح به الكيل من فخ الشعارات، هناك أولويات مُلحَّة خلال الفترة المقبلة وتحتاج إلى من يتناولها بشكل واقعي، يمكن تحقيقها على الأرض كي ينتفع بها الكويتيون. 

إياكم أن تنسوا أن الكويت خيرها على الكل، وأن شعبها هو من اختاركم لتبوؤ تلك المكانة المرموقة في صفوف القادة، واعلموا جيداً أن التاريخ لا يغفل عن تدوين النجاحات ونسبها إلى أهلها، وعلى غرارها المفسدات التي ستظل ملصقة بأصحابها الذين كان هدفهم تحقيق المكاسب الشخصية، فاعملوا عملاً يطيب ذكراكم في تاريخ الكويت المشرق بالقادة المخلصين، والكل مرصود، ولا يستطيع أحد أن يكذب على الكويتيين.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

غنيم فراج الحسيني
كاتب وصحفي كويتي
تحميل المزيد