تزوجت 20 عاماً دون أن يلمسها زوجها لتكتشف مصيبة!.. لماذا كثرت العلاقات الزوجية المشوهة؟!

عدد القراءات
1,334
عربي بوست
تم النشر: 2022/11/12 الساعة 12:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/12 الساعة 12:40 بتوقيت غرينتش

في أحد البرامج التلفزيونية الشهيرة التي كنت أتابعها اتصلت امرأة  تسأل الشيخ على الهواء مباشرة:
أختي امرأة متزوجة منذ 20 سنة، طوال هذه السنوات لم يلمسها زوجها ملامسة الأزواج، ثم اكتشفت أنه مثلي جنسياً، ومع هذا ظلت صامتة لم تخبر أحداً، خشية أن يطلّقها فيمنع عنها مصاريف ابنتها التي ولدت بتقنية التلقيح الاصطناعي، لاسيما وهي تدرس في مدارس إنترناشيونال!

قديماً سُئل مغسّل من مغسّلي الموتى عن أغرب حالة رآها في حياته، فقال: غسّلت رجلاً، وأثناء الغسل اكتشفت أنه لا يملك آلة الجماع أصلاً، ومع هذا استمر زواجه لعدة عقود، فتجرأت وذهبت إلى زوجته العجوز، وسألتها عن الأمر، فقالت: خشيت أن يفتضح أمره، فعشت معه عقودا لا آبه إلا بالستر عليه!

وما أكثر هذه النماذج المشوَّهة نفسياً والمنحرفة سلوكياً في واقعنا اليوم!

دققوا في دين وأخلاق المتقدم لابنتكم، والدين ليس مظهراً وممارسات شعائرية فقط، فالدين رجولة وشهامة وجدعنة، إن أحبها أكرمها، وإن كرهها لم يظلمها.

أما رسالتي للبنات تحديداً: فترة الخطوبة لم تُصنع لكي تداعب الأصابع الأصابع، ولا لتأجيج المشاعر، بل هي مدة زمنية تطول وتقصر لتحقيق جملة من المستهدفات، أبرزها: التعارف الجيد على شريك الحياة، ومعرفة طباعه، وصفاته النفسية والسلوكية، معرفة ما إذا كان مناسباً، أم لا؟ ويكون ذلك بالقراءة المبكرة في طبيعة العلاقة الزوجية، والاستماع إلى الخبراء!

لكل أب وكل أم:

لا يعني أن ابنتك خرجت من بيتك لبيت رجل آخر، أنك لست مسؤولاً عنها، ففي السنة الأولى على الأقل يجب تفحص وجهها واستنطاق لسانها إذا لاحظت أو لاحظتِ أمراً مريباً عليها، للوقوف على حالتها النفسية، وحقيقة العلاقة الحميمية بينها وبين زوجها، لأن كثيراً من الفتيات يدفعهن الخجل إلى الكتمان إذا ما اكتشفت أمراً من الأمور التي يجيز فيها الشرع فسخ النكاح، مع المداومة على النصح والتعريف بطبيعة الحياة الزوجية، وما ينشب فيها من خلاف طبيعي، وإكسابها المهارات الزوجية التي تمكّنها من تعزيز الخبرات التي تعينها في المستقبل.

لكل أب: لا يكن معيار الاختيار الأوحد المال والجاه، فجل الزيجات التي كان معيار الاختيار فيها المال والحسب والنسب تفشل، والواقع خير دليل.

لكل زوجة: لا تفرطي في حقوقك الشرعية من أجل مقابل مادي يتكفل به الزوج، تعلمي كيف تكون الأولويات، فصحتك النفسية والجسدية أهم.

لكل شاب شهم جدع ابن بلد: إذا تقدم عريس لأختك أو بنت عمك أو بنت عمتك أو بنت خالك أو بنت خالتك حاول أن تسأل زملاءك عنه وعن طباعه، وأعلِم بها ولي أمر العروسة.

ليس من حق أي رجل أن يعتدي على امرأة، أمسك عليها إن اتفقت معها، أو سرحها بإحسان.

لكل شاب وفتاة: ضرورة وجود الحد الأدنى من التكييف الاجتماعي، وتقارب الأفكار، والأنسب تقارب الأعمار، إلا في حالات استثنائية،  والحب مهما بلغ قد لا يكون كافياً لتجاوز مسألة الفروق الاجتماعية والفكرية والثقافية بين الشريكين، ذلك أن الهوة الناشئة من التباعد الاجتماعي والثقافي والفكري والعلمي يصعب ردمها، لاسيما مع طبيعة العصر الذي نعيش فيه.

لعموم المجتمع: هناك فرق كبير بين الرعاية والتربية، فالأولى تتعلق بتوفير الطعام والشراب والملبس، والثانية تتعلق بغرس القيم والأفكار وتطوير السلوك وتأهيل على كل المستويات لتحديات المستقبل، فلا تشغلنكم الأولى عن الثانية، لتساهموا في إفراز نماذج قادرة على صناعة بيوت آمنة مستقرة خالية من العنف والتطرف!

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

سيد حمدي
كاتب وصحفي مصري
تحميل المزيد