منذ زمن ودولتنا الكويت تسعى جاهدة لتحقيق أكبر استفادة من اقتصاد الكربون الدائري، وذلك للتقليل من الانبعاثات الكربونية لتصل إلى صفر كربون في عام 2025 المقبل.
فأكثر الدول اليوم تريد أن تنعم بمناخ معتدل، وتخصص ميزانيات ضخمة للتحول في الطاقة، وتسعى لاستخدامه بالطريقة الصحيحة التي تحمي أبناء وطنهم من أضرار الانبعاثات الكربونية، وبالأخص دول الخليج، فهي من أكثر بلدان العالم مسؤولية عن التسخين الكوني، ليس فقط بانبعاثاتها الكربونية، بل بسبب صادراتها الضخمة من النفط والغاز.
وتأتي دولة الكويت كرابع دولة في العالم، والثانية بين دول الخليج، والعرب في معدل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون للفرد بحلول 2030، والذي يبلغ 27.6 طن من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون.
وهي أمور دفعت بالكويت للمشاركة في النسخة الثانية من قمة "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" المقامة في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، وذلك بهدف التوعية بضرورة تخفيض نسبة الانبعاثات، ولتقليل أو منع الانبعاثات الخاصة بالغازات الدفيئة.
كما ستدعو الكويت إلى استخدام مقتنيات متطورة، وسلمية، وجديدة ومصادر الطاقة المتجددة، والاعتماد عليها، أو جعل المعدات القديمة أكثر كفاءة للعمل على تقليل الانبعاثات، ولكي تحقق درجة التكيف مع تغييرات المناخ الجديدة.
وتسعى المشاركة الكويتية في قمة المناخ أيضاً إلى التوصية بوضع خطط لتقليل الانبعاثات، وإبطاء وتيرة الاحتباس الحراري، والتكيف مع العواقب المناخية حتى تتمكن من حماية أبناء وطننا.
ومن المنتظر أن يمثل ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، دولة الكويت في النسخة الثانية من قمة مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر".
ويعد مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغيير المناخ "COP27"، بوابة مهمة، جعلت أنظار العالم تتجه نحو أرض الكنانة مصر، والتي تقدم بدورها كل ما بوسعها في شتى المجالات، الصحية والأمنية والاقتصادية.
كما تهدف القاهرة لتحقيق جو مناسب للوافدين إلى مدينة شرم الشيخ من أجل الخروج بالمؤتمر بأفضل نتائج، علها تجعل العالم كله ينعم بحياة سعيدة تحقق للكرة الأرضية جواً خالياً من الانبعاثات الكربونية، التي تفسد على الناس حياتهم.
ويعد المؤتمر فرصة مهمة، لينظر ممثلو دول العالم المشاركون في آثار تغير المناخ، ولتنفيذ ما جاء في اتفاق باريس الموقعة عام 2015، وتفعيل ما جاء في مؤتمر غلاسكو 2021 من توصيات، وحشد العمل الجماعي بشأن إجراءات التكيف والتخفيف من آثار تغير المناخ.
وأخيراً لا بد أن يعلم الجميع أن الضرورة الآن تتطلب خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للوصول إلى صافي صفري في منتصف القرن الجاري.
وفي حال فشلت خطط مؤتمرات المناخ الحالية ولم تحقق الآمال المرجوة، ستصبح حياة الإنسان في خطر؛ بسبب دخول السموم في الهواء الذي يتنفسه الإنسان في بيته، وشارعه، وفي محل عمله، وفي أي مكان يذهب إليه.. فالخطر محيط به من كل الجوانب.
فالتوصيات التي ترد عن مؤتمرات المناخ ليست عبثاً، ولكنها لحماية كوكبنا الذي نعيش عليه، فعلى الجميع الالتزام بالتوصيات وتنفيذ تعليمات الخبراء والمتخصصين في هذا المجال حتى نصل بكوكبنا إلى بر الأمان ونعيش في أمان.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.