قد تكون مكاناً لإيذاء الأطفال أو للتحرش بهم! كيف تختارين الحضانة الآمنة والمناسبة لطفلك؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/05 الساعة 10:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/05 الساعة 11:29 بتوقيت غرينتش

يُعد اختيار روضة الأطفال من الأمور المهمة جداً التي يجب أن تنتبه لها الأمهات وتعطيها عناية فائقة لما لها من تأثيرات على واحدة من أهم مراحل الأبناء العمرية، وحجر الأساس لتكوين شخصياتهم بمختلف جوانبها، ألا وهي مرحلة " الطفولة"، ولكن قد يحدث تشتت لدى بعض الأمهات حول الأمور التي يجب أن تنتبه لها عند اختيار الروضة للطفل، وقد تسعى الكثيرات منهن لإلحاق الطفل بالروضة الأغلى سعراً باعتبارها الأفضل، وربما تريح بعضهن نفسها عناء البحث وتختار الأقرب من المنزل، كي يسهل عليها عملية إرسال وإحضار الطفل منها، ونظراً لأن الطفل يقضي فيها معظم يومه، ولأهميتها في حياته كما ذكرنا، فسنخبرك في مقالنا عن أهم الأمور والمعايير التي يجب أن تنتبهي لها عند اختيار الروضة لطفلك. 

التخطيط يختصر عليك نصف الطريق: 

حددي الأسس والمعايير التي تريدينها في حضانة طفلك، فهذا سيساعدك على سرعة الاختيار ودقته، كما أنه سيجنبك خوض التجارب للعديد من الحضانات حتى تستطيعي الوصول للحضانة الأفضل، وأيضاً يحافظ على نفسية الطفل مستقرة وآمنة من خوض التجارب المتعددة، وخوض مشاكل التأقلم على الأماكن الجديدة، خاصة مع الأطفال صغار السن، إضافة لتوفير الأعباء المادية والضرر الذي يتكلفه الأهل وإهدار الأموال نتيجة التنقل المستمر من روضة لأخرى لتجربتها، ومن ثم فقد الشغف والهدف في الوصول لما يناسب الطفل والإصرار على بقائه في مكان لا يلائمه، لذا فالتخطيط المسبق وتحديد الأولويات والمعايير التي تناسب الطفل والأسرة، ومن ثم البحث وفقاً لتلك المعايير يسهل عليكم الوقت والجهد والمال أيضاً، ويجعل عملية البحث والاختيار أسرع وأدق.

روضة الأطفال

استعيني بالخبراء:

 إذا كنتِ لا تحسنين تحديد الأولويات، ولا تعرفين ما المعايير الملائمة، فلابد لك من استشارة المختصين التربويين، أو قراءة المقالات المرتبطة بهذا الأمر، وأيضاً سؤال الأصدقاء والأهل ومن لهم تجارب حية وواقعية حول الروضات التي تريد التقديم لطفلك بها، فلا تذهبي لعمل القيد مباشرة، وإنما يجب عليك السؤال والتحري جيداً عن المكان، والتأكد من مناسبته لطفلك.

متى نبدأ في البحث عن الروضة؟ وأين نبحث؟

يجب أن تقومي بالبحث عن الروضة المناسبة لطفلك قبل وضع الطفل فيها بمدة مناسبة وكافية، بحيث لا تقل عن شهرين، وذلك لاستيفاء معايير الاختيار، ويمكنك البحث عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وقراءة التعليقات لمعرفة رأي الناس وتجربتهم في خدمة المكان وجودته، كما يمكنك الانتباه للافتات والإعلانات المنتشرة في الحي الذي تقطنين به، والمناطق المجاورة لك، والسؤال والاستفسار عن المؤسسة بدقة، ويمكنك أيضاً سؤال الأهل والجيران  الذين لديهم أطفال في الحضانة، ومعرفة تجربتهم والاستفادة منها، فذلك كله يساعدك على تحديد الاختيار الأقرب للصواب، والأكثر ملاءمة لطفلك.

المعايير التي يجب أن ننتبه لها عند اختيار الروضة للطفل: 

١- المكان:

 اختاري الروضة الأقرب لبيتك، فهذا سيساعدك كثيراً ويوفر عليك الكثير من الوقت والجهد، خاصة إن كنت ستقومين بإرساله وإحضاره بنفسك أنت أو والده، كما سيساعدك قرب الروضة منك على سهولة الوصول إليها والخروج منها مباشرة تجاه عملك، إن كنت تعملين، ولن تجدي ضغطاً نفسياً أو عصبياً، وستتجنبين الشجار مع زوجك حول من سيقوم بتوصيل الطفل للروضة، ومدى صعوبة ذلك إن كانت بعيدة عنكما أو كان الوصول إليها صعباً ويتطلب مزيداً الوقت والجهد، ويسبب لكما التأخير عن العمل، كما أنه سيشعرك بالأمان النفسي والطمأنينة؛ كون طفلك بالقرب منك، ويسهل لك الوصول إليه، خاصة إن تم استدعاؤك أو تطلب الأمر ذلك تحت أي شرط أو ظرف طارئ، لذا فمكان الروضة مهم جداً، ومن المعايير الأولى التي يجب أن تنتبهي لها، وبالتالي استبعدي الحضانات البعيدة عنك أو التي لا تناسب وقت دوامك، أنت أو زوجك، من القائمة التي تعدينها، فذلك يسهل عليك حصر الخيارات حول الملائم منها فقط.

٢- زيارة مفاجئة:

 قومي بزيارة المكان الذي تنوين اختياره قبل القيام بأي إجراء رسمي، وذلك لرؤيته بنفسك والتأكد من مدى صحة البيانات التي تم جمعها حوله، وحتى لا يكون هناك ترتيب أو اهتمام خاص من قبل الإدارة بالمكان لإظهاره بطريقة معينة إن كان لديك موعد مسبق، حتى ولو لم يكن أسلوباً لطيفاً لدى البعض، فيمكن الاعتذار عنه لاحقاً وتقديم عذر مناسب، ولكن الأهم في الأمر هو التأكد من جودة المكان الذي ستتركين فيه طفلك ومدى واقعية أهدافه.

٣- أثناء معاينة المكان يجب الانتباه إلى: 

عدد الطلاب في الروضة، هل يتناسب مع المكان وسعته؟ وهل تهويته ملائمة أم لا؟ وهل أعمار الأطفال في الصفوف والروضة بشكل عام متقاربة، أم هناك فجوة كبيرة بينهم؟ مدى توافر عناصر السلامة والأمان بالروضة، الأماكن التي يقضي فيها الطفل وقت القيلولة، ومدى نظافة الوسادات والأسرّة، كذلك التأكد من نظافة دورات المياه والعاملات اللواتي يقمن بمساعدة الأطفال لقضاء الحاجة، هل هن على المستوى المطلوب من النظافة والدقة لئلا يصاب الطفل بالأمراض فيما بعد؟ وهل عددهم كافٍ ومناسب لعدد الأطفال بالروضة أم لا؟ وهل يوجد بالروضة بعض الإسعافات الأولية للتدخل العاجل في حالة حدوث شيء كي يتم إنقاذ الطفل؟ وإذا كانت الحضانة توفر وجبات طعام للطفل، فيجب التأكد من نظافة المطبخ وتعقيم الأدوات المستخدمة فيه، واتباع العادات الصحية السليمة للقائمين عليه، إن كنت ستعتمدين على وجبة الحضانة في تغذية طفلك، أما إن كنت ستحضرينها بنفسك في البيت، فتأكدي من تناوله لها، وعدم رميها بالسلة، أو تناول غيره لها، وهذا يتم بالسؤال المسبق لأسر الأطفال الموجودين بالروضة.

 وكذلك معرفة طرق تعامل الإدارة مع أولياء الأمور وطرق التواصل والتعامل معهم، وكيفية حل المشكلات، والتأكد من كفاءة المدرسين والمختصين القائمين على رعاية الطفل، وهل تخصصاتهم تلائم طبيعة العمل، أم مختلفة عنه؟ كذلك هل التعامل بين أفراد العمل يتم بودّ أم حدّة؟ وهل يوجد أطفال يتشاجرون أو يبكون أو يلعبون دون رقابة؟ وكيف تتفاعل المعلمات داخل الصف مع الطلاب وتوجههم؟ فذلك مهم جداً للتعرف على مستوى التفكير لدى القائمين على المكان هناك؛ لأنهم من سيقضي معهم طفلك معظم يومه ويتأثر بهم.

روضة الأطفال

  كما يجب أن تتأكدي من عدد الألعاب المتوفرة بالمكان، هل تتناسب مع عدد الطلاب؟ وهل هي متنوعة وآمنة أم لا؟ وهل هي مفيدة أم ضارة؟ وهل يتم ترك الأطفال أمام التلفاز فترات طويلة دون رقابة، وأمام برامج مفيدة أم ضارة للطفل؟

 إضافة لذلك يجب الانتباه الى الألوان التي تم تزيين المكان بها، وهل مناسبة أم تشتت انتباه الطفل؟ وهل المكان صاخب، وتعلوه الأصوات، أم هناك نظام وهدوء متبع؟ كذلك هل يوجد على الجدران أعمال يدوية من عمل المعلمات ورسومات للأطفال أم لا؟ وهل تعبر عن المناسبات العامة المختلفة أم لا؟ وهل منطقة لعب الأطفال آمنة والأرضية من الفوم كي لا تتسبب في جرح الطفل أو كسره إذا ما سقط أم لا؟

  ويجب الاطلاع على المنهج المتبع في تعليم الأطفال، والتأكد من مدى ملاءمته لأعمارهم واحتياجاتهم النفسية والعقلية والسلوكية وسائر الاحتياجات المختلفة لهم والعمل على إشباعها، فالطفل لا يزال يحتاج للشعور بالأمان والتفهم والعطف والحنان، خاصة الرضع وعمر الفطام، وأن تكون امتداداً لمشاعر الأمومة التي عاشوها في البيت، وأن تهتم بالألعاب التعليمية للطفل، والتي تستهدف بناء القيم المعرفية والسلوكية والمهارية، وكذلك الدينية التي تتناسب وعقيدة الطفل، ولا تكن مجرد تلقين أو ضغط على عضلات الطفل الدقيقة بكثرة الكتابة والواجبات؛ لإظهار أن الروضة تعمل بجد.

كذلك فلقد انتشرت حوادث متعددة حول تحرش الأطفال، فيجب التأكد من أمان المكان وسلامته واعتماده من الهيئات المتخصصة مثل "الجمعية الوطنية لتعليم الأطفال الصغار" و"الجمعية الوطنية لرعاية الأسرة والطفل"، وعدم انتشار أي سمعة سيئة سابقة حوله من أي نوع، خاصة فيما يتعلق بسلامة الطفل وأمنه، وتأكدي من إعطاء المربية تقارير متعلقة بطفلك، خاصة إن كان سنه صغيراً، لأنك ستعتمدين على كلامها بشكل كبير، وتأكدي من مدى أمانتها.

٤- ما بعد الاختيار: 

يجب أن تقومي بزيارة الروضة بشكل دوري ومفاجئ، وذلك للتأكد من صحة الاختيار وسلامته، كذلك يجب ملاحظة سلوكيات الطفل ومدى تأثير الحضانة عليه منذ اليوم الأول بعد عودته وحالته المزاجية، وهل ما يتعرض له من مشكلات هي طبيعية تتعلق بالتكيف، أم مشكلات جدية تستلزم تدخلاً فورياً. 

ويجب استمرار ملاحظة سلوكيات الطفل لمدة مناسبة وتحديد ما إذا أكسبته الروضة سلوكيات جديدة حميدة، واستطاع الاندماج مع أقرانه وأصبح اجتماعياً أكثر، أم أثارت فيه مشاعر سلبية وسلوكيات عدوانية وغيرها، وإذا كان لديك أي شكوك أو عدم ارتياح وشبهة حول أي شيء متعلق بالروضة، ثقي بحدس الأم داخلك، ويمكنك القيام بتغيير الحضانة.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

آلاء مهدي
مدونة مصرية، وتربوية متخصصة فى الموهبة وصعوبات التعلم
حاصلة على بكالوريوس العلوم فى التربية الخاصة، كلية التربية الخاصة، جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، باحثة ماجستير صعوبات التعلم بكلية علوم الإعاقة والتأهيل، جامعة الزقازيق
تحميل المزيد