كانت فرصتها لتوضيح وجهة نظرها حول الجفاف، وأزمات المناخ في بلادها، أثناء سيرها إلى المنصة في مؤتمر تغير المناخ الذي عقدته الأمم المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 في مدينة غلاسكو البريطانية.
تمكنت إليزابيث واثوتي، ناشطة البيئة الكينية الصاعدة، يومها من رؤية الرئيس الأمريكي جو بايدن في الحضور.
وقد مثلت تلك اللحظة فرصة لمحاولة إقناع قادة العالم بضرورة مواجهة ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، وأزمات المناخ وتأثيرها على البلدان الإفريقية الفقيرة ومن بينها بلدها كينيا.
صعدت واثوتي لأول مرة إلى المنصة، وتحدثت بألم وحرقة عن الصعوبات التي تواجهها البلدان منخفضة الدخل في إطعام سكانها بسبب أزمة المناخ، تحدثت عن مأساة أكثر من مليونين يواجهون مجاعة مرتبطة بالمناخ.
تحدثت يومها عن منازل ومتاجر كينية فارغة، عن شعوب وحيوانات تواجه الموت بحلول عام 2025.
لفت خطاب الشابة الكينية انتباه رئيس الولايات المتحدة وقادة العالم المتواجدين في غلاسكو، منذ تلك اللحظة أصبحت واثوتي من المشاهير.
الفتاة البالغة من العمر 27 عاماً هي ابنة العاصمة نيروبي المعروفة بعلوِّ وارتفاع الغابات، واتخذت من الكينية الراحلة وانجاري ماثاي الحائزة على جائزة نوبل، من خلال حركة الحزام الأخضر، قدوة لها، رغم أن البطلة الكينية توفيت عندما كانت الشابة الصاعدة لا تزال في المدرسة.
كانت الشابة الكينية تتساءل في نفسها دوماً: من أين استمدت الراحلة الكينية ماثاي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام قوتها وتصميمها على القتال من أجل البيئة؟
وكيف أوصلها عملها في مجال البيئة لحصد جائزة نوبل في اختصاصها سنة 2004؟
بدأت واثوتي في زراعة الأشجار حول حيها وفي المدرسة المحلية، ووصلت لزراعة أكثر من ٣٠ ألف شجرة، ولم تكن تلقي بالاً لحجم أزمة المناخ، أو أن محصولها الزراعي قد لا ينجو.
وقد كانت قريتها الواقعة في وسط كينيا خصبة، تزداد جفافاً يوماً بعد يوم ويقل الطعام فيها.
وكانت واثوتي تستند لتنبؤات جدتها، فيما يخص حصادها السنوي، حيث كانت الجدة تتوقع نجاح الحصاد أو فشله، وتوقيت الجفاف، وعلى الرغم من عدم توفر أدوات القياس لدى الجدة، إلا أن المطر كان يأتي في الوقت المناسب.
وفي العام 2019 حصدت جائزة شخصية العام في إفريقيا الخضراء، واختيرت من بين أكثر مئة شاب وشابة أكثر تأثيراً في القارة السمراء.
كما أصبحت واثوتي رابع حاصلة على جائزة الراحلة "وانجاري ماثاي" للمنح الدراسية، وأسست مبادرة الجيل الأخضر للتركيز على الأزمة البيئية في مجتمعها الكيني.
ثم تحولت المجموعة بعد ذلك إلى توجيه الأطفال المهتمين بالمناخ، وإنشاء أشجار الطعام في المدارس، وتنفيذ التثقيف البيئي.
ودعيت إلى منتدى الطاقة المستدامة في رواندا، كما حظيت بالمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي بدولة سويسرا.
ومن أهم الأسباب التي مكنت بطلة قصتنا من التميز في مجالها، معاناة بيئتها وقطاعها؛ حيث يشهد القطاع الزراعي في كينيا تدهوراً بشكل غير مسبوق مع مواجهات خطر الجفاف، والفيضانات وفقدان التربة الصالحة للزراعة، وضرورة الاتجاه لأساليب الزراعة الذكية مناخياً.
ولمواجهة كل هذه الصعوبات أظهرت الشابة إبداعاتها، فابتكرت طرقاً لمواجهة الجفاف عن طريق زراعة الأشجار، وأنشأت مؤسسة خاصة بالزراعة، لتصبح بذلك نموذجاً إفريقياً شاباً يحتذى به، وقدوة للفتيات الكينيات والإفريقيات، وتصل لسلم المشاهير.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.