كان كل شيء يبدو هادئاً، وفجأة، بعد فوز قطر بحق استضافة كأس العالم 2022 كأول دولةٍ في الشرق الأوسط، خرجت اتحادات أندية الدول الخمس "الإسكندنافية " (أندية السويد والدنمارك والنرويج وفنلندا وأيسلندا) غاضبة، مستخدمة ذريعة حقوق العمال المهاجرين، التي أصبحت كـ"كذبة أبريل".
مضت الأندية الأوروبية الخمس في "حملتها المسعورة" ضد انتقال الحدث العالمي إلى الخليج العربي، في "محاولة يائسة"
لإرغام الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على سحب استضافة كأس العالم من قطر، بحجة أن المناخ الحار في الخليج عموماً ليس مناسباً للحدث.
قصة "الهجوم الإسكندنافي" على مونديال الدوحة بلغت ذروتها في يونيو/حزيران الماضي، عندما أجرى الاتحاد النرويجي لكرة القدم تصويتاً حيال مقاطعة المونديال من عدمها، وصوّت المندوبون النرويجيون يومها في نهاية المطاف ضد المقاطعة.
إلا أن اتحادات السويد والنرويج والدنمارك وفنلندا وأيسلندا مضت قدماً في حملتها ضد مونديال قطر، رغم عدم انضمام أي من اتحادات "فيفا"، التي يزيد عدد أعضائها عن 200 عضو إلى تلك المبادرة، الأمر الذي دفعهم لإطلاق سيل عارم من التغريدات والتدوينات والتقارير المضللة، في سعي آخر لتشويه سمعة قطر، بعد أن أثبتت لهم يقيناً أنها قد تقدم أفضل تجربة في سجل المونديال.
ورغم إجراء الفيفا تحقيقات، وإعلان نتائجها، وتبرئة ساحة قطر، فإن الحملات الإعلامية الغربية على المونديال والبلد المضيف ظلت مستمرة.
فعبر بوابة صحيفة الغارديان البريطانية، نُشر مقال في فبراير/شباط 2021، بعنوان:وفاة 6500 عاملا مهاجرا في قطر منذ منحها كأس العالم، واستغلت بعض الصحف والقنوات الغربية عنوان الغارديان كجزء من الحملة ضد مونديال قطر.
رغم قيام الصحيفة البريطانية بتعديل العنوان في وقت لاحق، فإن التلميحات بمحتوى المقال لا تزال قائمة، حيث أعيد تغريد العنوان بالفرنسية والهولندية والإسبانية في عدة صحف ومواقع غربية.
ولم تغِب منظمة هيومن رايتس ووتش عن تلك الأحداث، لكن بطريقة مختلفة، ومن خلال اللعب على وتر ما يُسمى بحقوق "مجتمع الميم".
ففي مقالتها تحت عنوان: "كأس العالم يلطخها العار.. الفيفا يسقط في اختبار حقوق مجتمع الميم في قطر"، المنشورة بتاريخ الثالث من أغسطس/آب 2018، والتي أعادت نشرها في الثامن من يوليو/تموز 2022، زعمت "هيومن راتس ووتش" وجود متحولي الجنس "المثليين" في قطر، ووصفت تلك الفئة بالمضطهدة، في خطوة جريئة للطعن في ثوابت المجتمع الإسلامي العربي المحافظ.
أما قطر فجاء ردها على كل تلك الاتهامات بالترحيب بالجميع لحضور كأس العالم، دون تمييز أو انتهاك لحقوق أي أحد، شريطة احترام الضيوف للعادات والتقاليد المحلية.
فخلال ردّه على سؤال قناة "سكاي نيوز سبورتس"، عمّا إذا كان يشعر بأن الحملات التي تستهدف قطر عنصرية؟
قال الرئيس التنفيذي لمونديال قطر، ناصر الخاطر: إنه لن
يتطرق إلى نوايا الناس، وإن بلاده قد أخذت التحدي على عاتقها، وقد ارتقت إلى مستوى هذا التحدي.
وفي النهاية يمكننا القول إن المنظمات والدول التي شنَّت هجوماً على الدوحة، هي ذاتها التي تجاهلت شعار "المثلية" إبان مونديال روسيا 2018، وشنّت هجوماً لاذعاً على بلد عربي لأول مرة يستضيف البطولة.
وهنا يجب أن نطرح تساؤلاً: لماذا لم يشهد مونديال روسيا 2018 هذا الوابل من الانتقادات اللاذعة التي حظي بها مونديال قطر، رغم أن موقف السلطات الروسية المناهض للمثلية معروف مسبقاً لدى الصحافة الغربية؟.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.