بدايةً إذا كنت ممن يعتقدون أن الاستمتاع بالحياة بدون خُطَّة مكتملة ونتيجة ناجحة هو عمل من أعمال العبث، أو ممن يظنون أن فعل الحماقات هو دليل على بؤس الإنسان وشقائه، فأدعوك إلى أن تسعى في حصولك على تأشيرة إلى كوكب "يوتوبيا" ودع عنك تلك الكلمات.
الآن أنت مؤهل لسماع ارتطام قلبك الرقيق بالقاع، وبدون أن تذهب إلى مُعالج نفسي.
أولاً: اجمع مشاعرك ثم قم بصرفها على شخص جميل، ولا تدع الظروف الخاطئة توقفك ما دام هو الشخص الصحيح، ولا تبخل بشعور ما زلت سعيداً من أجله، وكن على يقين بأن قلبك نهر لا يجف، فاجعله قلبًا مغوارًا مبذرًا مبالغًا، ينفق بلا إحساس ولا حساب.
ثانيًا: تباهَ وتبجح بما تشعر به داخلك، وقُل كلمتك الآن قبل أن يأتي اليوم الذي ستتمنى فيه لو أنك صمت أبدَ الدهر، قُلها بالطول والعرض كاملة وجريئة.
ثالثًا: اقضِ سنواتك بين عَلاقة حب عظيمة وأنت على يقين بنهايتها المأساوية ففي العمر المتسع من الأيام المتشابهة، وأقنع دواخلك بأن تلك الأيام الدافئة ستتحول يومًا لذكريات وستكون هذه الذكريات هي "تحويشة عمرك".
رابعًا: كن على إيمان بالكلمة، إيمان لا ريب فيه، واستقبل الوعود والعهود بنفس مطمئنة، فإن أصابك لوث الخيبات من بعدها، فقل إن هذا حزن جديد عهد عليّ أن أحمله مع بقية الأحزان التي أحملها، وأهمس لعقلك بعد أن أهانك بأن كل مُر سيمر وكل حُزن سيذهب وكل كسرٍ سيُجبر.
خامسًا: إذا كنت في عَلاقة عاطفية وتطلب الأمر منك أن تضحي بمسارك المهني، وتفضيلاتك الشخصية، وقراراتك المصيرية، ومبادئك القيمية، فافعل ولا تتحسس قلبك، فأنت العاشق المغوار الذي يرى في نفسه قيس بن الملوّح.
سادسًا: عطل عقلك وأشعل قلبك، وأمضِ حيث يأمرك، وأبني صرح المودة في خيالك ولا تلتفت لنصائح من حولك، لأنهم لم يدركوا فيض مشاعرك وحنانك اللامشروط.
سابعًا: اهتم بالبدايات ولا تلقي الطرف إلى النهايات، وكن على يقين تام بأن الحياة ستقدم لك النهايات الهندية على طبق من ذهب.
ثامنًا: طوق عنق من تُحب بحنان مغفرتك وصفحك، وكن على ثقة مطلقة بأنك مهما كدت أن تُخطئ فبانتظارك "سبعين عذر" مِمن أحبك، وإن لم تجدهم فلا بأس عليك، الحبُ بيَّنٌ والوِدّ بيَّنٌ وبينهما قلوبٌ متشابهات.
تاسعًا: بالغ في تلطفك مع مَن حولك، وتخيل أنك لن تُصاب بغبارهم، ولا قسوتهم أو غلظتهم، لأن الحياة بها الكثير من الجمال والخير، ويستحيل على من التزم تجاه الآخرين بحذافير اللطف أن يقع في خيبة أو حسرة.
عاشراً: تجاهل حزنك حين يخذلك القريب، ولا تبكِ وقت فقد الحبيب، حتى يتحول ذلك الشعور إلى دَّيْن مؤجل عليك سداده مهما طالت الحياة بك، ثم تُدرك بأنك لو لم تذق الحزن يومًا، لما عرفت كيف تخفض جناحك رأفةً بالموجوعين و حنانًا بالمبتلين.
تلكَ عشرةٌ كاملة، والقلبُ من وراء القصد!
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.