في الحلقة الأولى من هذه الثلاثية تحدثنا بإيجاز سريع عن الروائي الإسباني الأشهر على مدار العصور، ميجيل دي ثربانتيس وروايته الخالدة (دون كيخوتي دي لا منشا)، ثم بقدر من الإسهاب عن روايات إسبانية، وعن كارلوس رويث ثافون، صاحب رباعية الكتب المنسية التي أصبحت إحدى أيقونات الأدب العالمي الحديث. واليوم نتحدث عن بعض الروائيين الإسبان الآخرين، والذين إن كانوا أقل شهرة على المستوى العالمي من سابقيهم إلا أن هذا لا يقلل على الإطلاق من قيمتهم الأدبية وإسهامهم في وضع الرواية الإسبانية الحديثة بالمكانة التي تستحقها على المستوى العالمي.
خابيير سييرا
ولد بأراجون في 1971، ودرس الصحافة في جامعة كومبلوتنسي بمدريد. فاز بجائزة البلانيتا في عام 2017 عن روايته (النار غير المرئية). يعد سييرا الكاتب الإسباني الوحيد في قائمة العشرة كتاب الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة، وفقاً لجريدة نيويورك تايمز وترتبيه فيها هو السادس، وحصل على هذه المكانة في عام 2006، بعد نشر روايته (العشاء السري)، والتي تمت ترجمتها إلى أكثر من 42 لغة، ليصبح ثاني أكثر كاتب إسباني تم ترجمة أعماله بعد ثافون، وفقاً لفهرس الترجمة التابع لمنظمة اليونسكو.
من أعماله الأخرى: السيدة الزرقاء 1998، أبواب المعبد 2000، السر المصري لنابليون 2002، الملاك الضائع في 2011، سيد البرادو 2013، رسالة باندورا في 2020.
خابيير مارياس
ولد بمدريد عام 1951 وينتمي لأسرة ثقافية عريقة فوالده هو الفيلسوف وعضو المجمع الملكي للغة الإسبانية خوليان مارياس وأمه هي الكاتبة دولوريس فرانكو مانيرا. تم اعتقال والده من قبل نظام فرانكو بسبب مناصرته للنظام الجمهوري ولم يُسمح له بممارسة عمله الأكاديمي لفترة طويلة فهاجر للولايات المتحدة. درس خابيير مارياس فقه اللغة الإنجليزية بكلية الفلسفة و الآداب بجامعة كومبلوتنسي بمدريد.
تم اختياره في عام 2006 عضواً بالمجمع الملكي للغة الإسبانية ويشغل حالياً المقعد R.
في عام 2012 تم منحه الجائزة الوطنية للقصة، ولكنه رفضها بسبب موقف كان قد ألزم نفسه به، وهو رفض أي جائزة تُمول من الخزانة العامة.
تعد روايته (قلب ناصع البياض) أحد أبرز أعماله 1992 عن دار نشر أناجراما، وقد وزعت أكثر من مليونَي نسخة. يعتبر مارياس من أكثر الكتاب الإسبان الذين فازوا بجوائز على المستوى الدولي، من ضمنها جائزة "رومولو جاييجوس"، ذات التقدير الكبير في أمريكا اللاتينية، عن روايته "غداً في المعركة فكر بي". وهي نفس الجائزة التي فازت بها "مئة عام من العزلة" لماركيز وقت صدورها، وفاز بها أيضاً ماريو بارجاس يوسا، عن "المدينة والكلاب" وكارلوس فوينتس عن رواية "أرضنا".
تمت ترجمة أعماله إلى أكثر من 40 لغة. في معرض فرانكفورت للكتاب عام 2011 ضم عملاق النشر الإنجليزي بينجوين سبعة أعمال لخابيير مارياس، ضمن مجموعتها (الكلاسيكيات الحديثة)، ليصبح مارياس سادس كاتب باللغة الإسبانية ينضم إلى هذا النادي المختار، بعد كل من خورخي لويس بورخيس ولوركا وغابرييل جارثيا ماركيز وبابلو نيردوا وأكتابيو باث.
في عام 1992 طالب الناقد الألماني الشهير مارسيل ريتش رانيكي بأن تُمنح جائزة نوبل لمارياس بعد صدور (قلب ناصع البياض) قائلاً إنه الوحيد الذي يمكن مقارنته بجابريل جارثيا ماركيز.
من أعمال خابيير مارياس الأخرى: (ملك الزمان 1978، القرن 1983، الرجل العاطفي 1986، ثلاثية (وجهك غداً) 2009، (العشق) 2011، (جزيرة بيرتا) والتي فازت في 2017 بجائزة النقد للرواية الإسبانية)
دولوريس ريدوندو
فرضت نفسها كإحدى أهم الروائيات الإسبانيات المعاصرات في عام 2009 عندما نشرت روايتها الأولى "مزايا الملاك" ثم رواية "الحارس الخفي" في 2013 وهي الجزء الأول من ثلاثية بازتان، التي نشرت جزءها الثاني في نفس العام باسم "تراث العظام"، وتختم الثلاثية في عام 2014 بالجزء الثالث تحت عنوان "قربان العاصفة". تقوم الثلاثية على جريمة قتل حقيقية حدثت في نابارا بإسبانيا في عام 1981.
في عام 2017 تم تحويل رواية الحارس الخفي كفيلم سينمائي بواسطة المنتج الألماني بيتر نادرمان، وهو نفس منتج ملحمة الألفية لستيج لارسن. وساهم ذلك بلا شك في وصول مبيعات رواياتها إلى أرقام فلكية خاصة بعد إتاحتها على منصة نتفليكس.
فازت روايتها (كل هذا سأمنحه لك) بجائزة البلانيتا الرفيعة بإسبانيا، والتي تقدر بـ600 ألف يورو مما يضعها كثاني أغلى جائزة أدبية بالعالم، بعد جائزة نوبل. وصلت طبعات الرواية إلى 42 طبعة، وحققت أكثر المبيعات في تاريخ الجائزة، وتُرجمت إلى أكثر من 21 لغة. فازت نفس الرواية في 2018 بجائزة بانكاريلا بإيطاليا.
خوان جومس خورادو
من مواليد 1977 وبعد دراسته الإعلام تخصص في الصحافة، ونشر أولى رواياته في 2007 باسم جاسوس الرب، ثم أتبعها برواية (عقد من الله) . نالت روايته "ملكة حمراء" أفضل المبيعات، والتي تمثل مع (الذئبة السوداء وملك أبيض) ثلاثية نالت استحسان القراء. تم ترجمة أعماله لأربعين لغة بمبيعات وصلت إلى أكثر من مليون نسخة.
أنطونيو إيتوربى
ولد بثاراجوثا ونشأ ببرشلونة. درس الإعلام وتخصص في الصحافة. نال شهرة واسعة بعد نشر روايته الثالثة باسم "أمينة مكتبة أوشفيتز" والتي تتحدث عن إحدى الناجيات من المحرقة الشهيرة. تُرجمت هذه الرواية إلى أكثر من 32 لغة وباعت أكثر من نصف مليون نسخة، منها 300 ألف بالإنجليزية، على الرغم من صعوبة السوق الأنجلوساكسوني بالنسبة للكتاب الإسبان. وتم التعاقد على ترجمة روايته "إلى سماء مفتوحة" والتي فازت بجائزة المكتبة القصيرة في 2018.
خابير كاستيو
المستشار المالي الذي ترك عمله للتفرغ للكتابة، ويلقب حالياً في إسبانيا بملك النشر الذاتي، فبعد أن انتهى من روايته الأولى "اليوم الذي ضاع فيه العقل" أرسلها لأربعة دور نشر ولكنه لم ينتظر رد لأنه توقع ألا ترد عليه أي دار قبل سنة على الأقل، فأرسل نسخة في نفس الليلة إلي منصة كيندل للنشر المباشر التي تتبع أمازون وفي غضون ثلاثة أسابيع باعت الرواية أكثر من 4000 نسخة مما جعل دور النشر الكبرى تسعى إليه وتم نشر الرواية مطبوعة في 2016. تم ترجمة أعماله إلى أكثر من 10 لغات في أكثر من 63 دولة. وتم التعاقد على تحويل روايته (اليوم الذي ضاع فيه الحب) إلى عمل تليفزيوني.
إدواردو ميندوثا
أحد أكبر وأشهر الأسماء في الأدب الإسباني المعاصر خارج إسبانيا خاصة في فترة ما بعد الحرب الأهلية . كانت بداية مسيرته الإبداعية هي رواية (الحقائق حول قضية سافولتا) في عام 1975. تم ترجمة أعماله إلى أكثر من 20 لغة ولا زالت بعض أعماله يُعاد طبعها مثل (مدينة العجائب) منذ ظهورها في 1986 والتي ترجمها إلى العربية المترجم القدير صالح علماني. نالت روايته (شجار قطط) والتي صدرت في 2010 الكثير من الجوائز وترجمها إلى العربية طه زيادة.
فرناندو أرامبرو
من مواليد سان سيباستيان في 1959 وتخصص في فقه اللغة الإسبانية من جامعة ثاراجوثا في عام 1983 . فازت روايته "أعوام بطيئة" بجائزة توسكيتس للرواية في عام 2011. نشر روايته "الوطن" في عام 2016 والتي تتحدث عن العنف الذي مارسته منظمة إيتا الانفصالية بإقليم الباسك في شمال إسبانيا وحازت هذه الرواية على نجاح نقدي وجماهيري كبير ولهذا فازت بجائزة النقد والجائزة الوطنية في الآداب. تحولت روايته "عازف بوق اليوتوبيا" إلى عمل سينمائي باسم" تحت النجوم" في عام 2007 وفاز الفيلم بجائزتين من جوائز جويا المرموقة. وكذلك تحولت روايته الوطن إلى مسلسل تلفزيوني في 2020. تم ترجمة أعماله إلى أكثر من 33 لغة وباعت أكثر من 350 ألف نسخة
إيبا ساينس دى أورتوري
من مواليد 1972 في مدينة بيتوريا ولكنها عاشت معظم حياتها في أليكانتي منذ بلغت 16 عاماً. هي طبيبة عيون، ولكن جذبها عالم الأدب واستطاعت نشر أولى روايتها "ملحمة المعمرين" في 2012 والتي تحولت لظاهرة أديبة في وقتها وتبعتها بالجزء الثاني باسم "أبناء عدن" في 2014 ثم الجزء الأخير باسم "رحلة إلى تاهيتي".
في عام 2016 نشرت من خلال دار نشر البلانيتا روايتها البوليسية "صمت المدينة البيضاء" والتي تحولت لعمل سينمائي في 2019 وهي الرواية التي من أجل إتمامها تعاقدت مع أكاديمية الشرطة هناك لدراسة كورس في التحريات الشرطية. حققت ثلاثيتها "المدينة البيضاء" أكثر من مليون نسخة بداخل إسبانيا وحدها وبيعت حقوق ترجمتها إلى أكثر من ثلاثين دولة. واعتبرت هذه الثلاثية هى الظاهرة الأدبية الأهم في إسبانيا خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.
نشر الجزء الثاني من ثلاثية المدينة البيضاء في 2017 باسم "طقوس الماء" ثم الجزء الثالث "رجال العصر" في 2018.
حققت كتبها أفضل المبيعات في كل من ألمانيا وبولونيا والمكسيك وكولومبيا والأرجنتين والولايات المتحدة.
في عام 2020 فازت بجائزة بلانيتا عن روايتها التاريخية "أكيتانيا". وتم ترجمة أعمالها إلى أكثر من 16 لغة. وهي من نوعية الروايات البوليسية.
إلى اللقاء في الحلقة القادمة والأخيرة من حديثنا حول الأدب الإسباني الذي غزا مكتبات العالم.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.