“عادت حليمة لعادتها القديمة”.. ما قصة هذا المثل الشهير؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/10/05 الساعة 12:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/05 الساعة 12:20 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية /الشبكات الاجتماعية

تتكرر على آذاننا منذ الطفولة الكثير من الأقوال الموروثة والأمثال الشعبية، ومن تلك الأمثال التي لم أنسَها قط، والتي كانت تكررها أمي كثيراً أثناء حديثها مع جاراتها، مثل "عادت حليمة لعادتها القديمة"، فمن هي حليمة؟ وما قصة المثل؟

اختلف العرب حول أصل هذا المثل ومَن قاله أول مرة، وذكروا أربع قصص شهيرة:

 ‏القصة الأولى: أنه كانت هناك امرأة تسمى حليمة، وكانت زوجة لشاعر عربي معروف عاش في الجاهلية واسمه حاتم الطائي.

كان حاتم  مشهوراً بالكرم، أما زوجته حليمة فقد اشتهرت بالبخل؛ حيث كانت إذا أرادت أن تضع سمناً في الطبخ قللت منه، فأراد حاتم أن يعلمها الكرم، فقال لها إن الأقدمين كانوا يقولون إن المرأة إذا وضعت ملعقة من السمن في طنجرة الطبخ زاد الله بعمرها يوماً. فأخذت حليمة تزيد ملاعق السمن في الطبخ.

حتى صار طعامها طيباً، وتعودت يدها على السخاء، وبعد مدة شاء الله أن يفجعها بابنها الوحيد الذي كانت تحبه أكثر من نفسها، وأخذت من بعدها تقلل من السمن بالطبخ حتى ينقص عمرها وتموت، فقال الناس حينها: عادت حليمة إلى عادتها القديمة. 

 القصة الثانية تقول إنه كانت هناك  امرأة عربية فقيرة اسمها حليمة، وأصبحت ثرية، وقررت تغيير حياتها بالتحول لحياة الثراء. لكنها بالرغم من سكنها بالقصور والحصول على الخدم والحشم، بقيت تمارس عادات الفقراء. فبقيت حليمة في عاداتها القديمة رغم تغير ظروفها.

 القصة الثالثة: قيل إنها حدثت في بلاد الشام، وتقول القصة إن حليمة كانت فتاة صغيرة جداً في العمر وكانت تتبول على فراشها كل يوم، وبعد أن كبرت الفتاة وأصبحت عروساً وعند يوم العرس تأخرت حليمة في غرفتها ولم تخرج، ومكثت فيها وقتاً طويلاً. انتظرها أهل العريس كثيراً، لكنها أصرت على بقائها ورفضت الخروج، وحينما  دخلت والدتها إلى غرفتها تبحث عن السبب، وعرفت أنها بللت الفراش ومحرجة من الخروج. فماذا فعلت أم العروس حتى لا يلاحظ العريس وأهله الأمر؟ فقالت: عادت حليمة لعادتها القديمة.

القصة الرابعة: قيل إنها حدثت في الخليج؛ حيث يحكى أنه كانت هناك امرأة بدوية اسمها حليمة ترعى الأغنام، وكل يوم ترتفع إلى قمة الجبل مع الغنم وتأخذ في الصياح بصوت مرتفع جداً. انزعج قومها من صوتها وأمروها أن تخفض صوتها، لكنها لم تُعر لكلامهم أي اهتمام. وذات يوم أصيبت حنجرة حليمة ومرضت وجلست فترة لا تغنِّي كعادتها، وبعد مرور الوقت، تعافت حليمة وأخذت الغنم ووقفت على قمة الجبل وهي تغنِّي وتصيح بصوت مرتفع. سمعها شاب من أهل الوادي، وذهب القوم يبحثون عن سبب هذا الصياح، فقابلهم الشاب وقال لهم: عادت حليمة لعادتها القديمة. عندها حزن أهل الوادي؛ حيث عادوا إلى سماع صياح حليمة المزعج، وهكذا أصبح المثل مشهوراً جداً، وهو يصف الشخص الذي يعتاد على طباع سيئة ويتركها لبعض الوقت ثم يعود إليها مرة أخرى.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

عمار عصام
كاتب عراقي
كاتب عراقي
تحميل المزيد