" الأمير المتمرد" هكذا يصفونه، أمير بلا مملكة، وملك غير متوَّج، مبارز لا يُشق له غبار، وفارس مرعب، وراكب تنين مفزع، إنه الأمير دايمون تارجاريان، الذي يقوم بدوره الممثل الممتاز مات سميت، والذي حتى الآن لا يزال يسرق كل حلقة من مسلسل "house of dragon".
طبقاً لموقع RadioTimes في إحدى مقابلات جورج مارتن، قال إن شخصية دايمون تارجاريان هي شخصيته المفضلة ضمن نسل عائلة تارجاريان بأكمله وهنا أقتبس منه
"أنا مشهور لحبي للشخصيات الرمادية، وأحد أكثر الشخصيات الرمادية في تاريخ ويتسروس، هو دايمون تارجاريان، الأمير المتمرد".
وبالطبع جميعنا نتفق مع جورج مارتن في تصريحه، فالأمير دايمون منذ نهاية الحلقة الثالثة والذي سرق الأضواء بأكملها فيها دون أن ينطق بكلمة واحدة، استطاع أن يأسر قلوب وعقول الجمهور العربي، ليثبت أنه قائد مغوار مخيف، وربما هو بالفعل أكثر قدرة على إدارة شئون العرش عن أخيه فيسيرس.
ولكن…ما الذي نعرفه حقاً عن الأمير المتمرد دايمون تارجاريان؟
طفولته:
كعادة عائلة التارجاريان، وُلد الأمير دايمون من علاقة سفاح بين والده الأمير بايلون التارجاريان وأخت والده الأميرة آليسا، وبالطبع ظل هذا التقليد العائلي متوارثاً في العائلة حتى موت الملك المجنون آيرس.
تقليد احتفظت به العائلة عن قناعة بأنها بذلك تحفظ أسرار تفوقها و قوتها وسر مناعتها ضد النار وارتباطها بالتنانين، وقد كانت التنانين سبب قوتهم الغاشمة بالفعل والتي بسببها استطاعوا حكم الممالك السبعة في ويستروس بعد دمار فاليريا القديمة.
بالعودة إلى دايمون، فهو كان الابن الثاني للأمير بايلون والحفيد الثاني للملك جاهيرس بعد الأمير فسيريس الذي ورث العرش، تمتع دايمون بطفولة سعيدة بين أبويه، ولكنها لم تستمر طويلاً، فقد توفيت والدته أثناء ولادتها لأخيه الثالث إيجون.
كادت المأساة أن تحطم والده، لكن الأمير بايلون لم ينكسر واستطاع الصمود أمام العقبات حتى أثبت نفسه كذراع للملك جاهيريس، ورغم قوته الشخصية وقدرته كمحارب، لم تسمح له الظروف بالجلوس على العرش، وذلك بسبب مرضه ووفاته.
مما بالطبع سبّب أزمة الإرث في بداية حلقات house of dragon، لكن المأساة لم توقف الأمير دايمون، وبسبب براعته في القتال و المبارزة، إستطاع أن يحصد الفروسية في عامه السادس عشر، وبسبب إثباته لنفسه كمحارب أورثه جده سيف "الأخت المظلمة" أو "Dark Sister" أحد السيفين المتوارثين لأجيال بين أفراد عائلة تارجاريان.
وبالطبع لم تنتهِ براعته المبكرة عند هذا الحد، فالفتى تعلم في سنه الصغيرة مع والدته الأميرة آليسا ركوب التنين، وبمجرد أن وصل للعشرين من العمر، استطاع أن يمتلك تنين عمه الكبير آيمون، وهكذا أصبح الأمير الصغير هو راكب التنين كراكسس العظيم.
في النهاية كان من الواضح أن الأمير دايمون شخصية لا تتكرر، ولكن يسوؤها طباعه الحادة، وطموحه غير المتوقع، وتصرفاته العشوائية، مما يجعله خصماً مرعباً.
طموحه للعرش:
دعم الأمير دايمون حق أخيه فسيرس في وراثة العرش كخطوة تجعله أقرب للعرش نفسه، استطاع خلال فترة الانقسام على الحكم أن يجمع جيشا لمواجهة عائلة فالاريون كي يدعم أخيه، لكن لحسن الحظ فاز فسيرس بالعرش دون سفك للدماء.
وهكذا كسب دايمون منصب سيد الخزينة ثم منصب سيد القضاة، لكن الفتى ذا الطباع الحادة عديم الصبر أبغض البيروقراطية، وصنع لنفسه أعداء كثر في بلاط أخيه، وأهم هؤلاء الأعداء هو الملك نفسه أوتو هايتاور.
في النهاية تسببت هذه العداوة البغيضة بينه وبين أوتو في إزاحته عن تلك المناصب، ثم وضعه على رأس حامية المدينة، ليثبت الأمير براعته في صناعة الرجال و الجيوش، وينشيء كتيبة الأردية الصفراء (والتي ستصبح في المستقبل الأردية الذهبية في مسلسل صراع العروش)، والذين يدينون له بالولاء أكثر من الملك نفسه.
وبسبب كتيبته تلك، عاشت مدينة كينجز لاندينج سنتين من الأمان والازدهار، مما جعل العوام ينظرون له بأعين الإجلال، بالإضافة إلى أن جيشه من الجنود أصبح أقوى وقد نال الحاضنة الشعبية الي تسمح له بفعل أي شيء للمجرمين والخارجين عن القانون، وبالطبع زاد هذا من خطره بالنسبة للاعبين الآخرين الراغبين في أخذ العرش كيد الملك أوتو هايتاور.
والآن، وبعدما حدثت فجوة الوراثة على العرش من جديد، شعر دايمون بأنه الأحق بالعرش من أي شخص آخر بعد أخيه، لكن الملك فسيرس، بدعم من يده أوتو هايتاور ظنوا أنهم لا يمكن أن يسمحوا لشخصية متمردة وغير متوقعة كدايمون بأن يصل للعرش، لذا منعوه عنه بتوريث ابنة الملك رينيرا، مما أغضبه وأبعده عن أخيه إلى دراجون ستون.
سعي الأمير المتمرد لإثبات نفسه كملك:
والآن كما شاهدنا في الحلقة الثالثة من المسلسل، استطاع الأمير دايمون أن يوحد كلمته مع كورليس فيلاريون ليعلنوا العرب معاًا على قراصنة جزر ستيبستون، لكن الحرب تكلفهم الكثير، وتضعهم في موقف صعب يجعلهم بحاجة لمساعدة الملك فسيرس.
وهنا يظهر المشهد الذي رأيناه جميعنا، حين يعلم الأمير دايمون بأن أخاه الأكبر أرسل المساعدة إليه، ففي هذه اللحظة، يشعر دايمون بأنه فشل في إثبات نفسه كملك، وأنه إن خسر معركته، فسيعود لأخيه مطأطئ الرأس خائباً.
فيفاجئ الجميع، بأنه قائد حقيقي كما يرى نفسه، فنجده وقد انطلق وحيداً ضد جيش كامل، لينفذ خطته المستحيلة بإخراج أعدائه من كهوفهم، كي يمنح تنينه العظيم الفرصة لإبادتهم.
في تلك المشاهد الملحمية، والتي كانت فقط في الربع الأخير من الحلقة الثالثة، استطعنا أن نرى من دايمون وجهاً عجز أخوه فسيرس عن إظهاره لسنين، وهو وجه الملك الحقيقي الذي قد يضحي بنفسه كي يضمن نصره ونصر وطنه وشعبه، مما يجعلنا أمام سؤال حقيقي:
ما الذي سيفعله الأمير دايمون المتمرد حين يعود إلى أخيه الملك منتصراً؟
الصراع على العرش الحديدي:
في الحلقة الرابعة، يظهر جلياً أنه سيحاول الوصول لابنة أخيه رينيرا كي يصبح زوجها، مكملاً بذلك التقليد العائلي الذي ينص على تزاوج الأقارب والإخوة من دم التنين لحفظ قوة العائلة.
ورغم أن ذلك سيجلب غضب الملك فسيرس على الاثنين، لكن زواجهما سيصنع جبهة قوية حين تنقسم المملكة، فبعد موت الملك فسيرس، سينقسم البلاط الملكي إلى فريقين.
فريق اللون الأخضر، والذي يضم الملكة أليسنت هايتاور وأطفالها الذكور من الملك فسيرس والفريق الأسود الذي يضم الملكة رينيرا وزوجها دايمون وعائلة فلاريوس.
ستستشغل الحرب بين الفريقين، وستبدأ رقصة التنانين حين يرث أبناء أليسنت تنانينهم، ولكن جميعنا نعلم أن نهاية هذه الحرب ستكون مأساة للطرفين.
أما ما يخص أميرنا المحبوب دايمون، فرغم عدم ولائه الزوجي لرينيرا، فإنه سيكون غير داعم لها سياسياً، حتى أنه سيقاتل بتنينه كاراكسس العظيم ضد الأمير آيموند إبن فسيرس، راكب التنين الأضخم فاجار فوق بحيرة عين الإله.
وهناك ستتصادم التنانين، وتنفجر النيران بين السحب، وتضرب الأجنحة أصوات الرعد، وتلتحم الأنياب المهولة داخل اللحم المنيع حتى يقضي التنينان العظيمان وكذلك الفارسان فوقهما.
لكن طبقاً لتاريخ الممالك السبعة، تم العثور على جثة آيموند وسيد "الأخت المظلمة" لكن جثة الأمير دايمون لم يتم العثور عليها، مما يطلق العديد كم التساؤلات حول نجاته وبقائه حياً متخفياً.
في النهاية، لا يزال أمام المسلسل الكثير ليسرده في ذلك العالم الملحمي، وبالتأكيد لا تزال أمام شخصية دايمون الكثير لتقدمها لنا كمشاهدين، لكن ما أضمنه لكم أنه سيكون أكثر الشخصيات شعبية بين الجمهور، فهو بطلي المفضل بالفعل.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.