سجلوا 11 هدفاً في 4 مباريات.. هل تخيف عودة البرسا المرتقبة ريال مدريد؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/05 الساعة 09:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/05 الساعة 09:51 بتوقيت غرينتش
ليفاندوفسكي مع برشلونة/ رويترز

منذ رحيل ميسي صيف 2021 دخل البرسا مرحلة جديدة سبقها رحيل إدارة الرئيس جوسيب بارتوميو وعودة الرئيس السابق خوان لابورتا الذي فشل موسمه الأول في إيجاد الموارد المالية، وتعويض رحيل ميسي، فكاد يخفق في التأهل إلى مسابقة دوري الأبطال لهذا الموسم، قبل أن يعيد التوازن المالي للفريق ويتمكن من إتمام صفقات نوعية مهمة سمحت له تحقيق 3 انتصارات متتالية في الدوري، نصبته وصيفاً للريال صاحب الأربعة انتصارات في الجولات الأربع الأولى، ما ينذر بعودة مرتقبة للبرسا، مخيفة للريال، تعيد إلى الواجهة الصراع الثنائي بين الغريمين الذي كان على مدى ثلاثة مواسم لصالح المدريديين، في وقت تراجع الفريق الكتالوني لدرجة خرج في دور المجموعات لمسابقة دوري الأبطال ثم أقصي في ربع نهائي الدوري الأوروبي على أيدي آينتراخت فرانكفورت.

كابوس السنة الماضية تحول مع بداية هذا الموسم إلى حلم جميل خلال الميركاتو الصيفي الذي كان أحد أفضل فترة انتقالات النادي منذ سنوات بانتداب البرازيلي رافينيا مقابل 70 مليون يورو تقريباً، والبولندي روبرت ليفاندوفسكي بـ50 مليون يورو، والمدافع الفرنسي كوندي من إشبيلية مقابل 45 مليون يورو، إضافة إلى أربع صفقات مجانية مهمة تمثلت في التوقيع مع ثنائي تشيلسي ماركوس ألونسو وكريستيانسن، والإيفواري فرانك كيسييه من آي سي ميلان، وكذا مدافع أرسنال هيكتور بيرين، شكلت كلها مؤشرات على موسم مختلف تتوقعه الصحافة المدريدية أكثر من الكتالونية، خاصة بعد الفوز الكبير الذي حققه البارسا في خرجته إلى إشبيلية في الجولة الرابعة عندما تفوق بالثلاثة، وبلغ أحد عشر هدفاً سجلها في أربع مباريات مقابل تلقي دفاعه لهدف واحد.

روبرت ليفاندوفسكي كان النجم دون منازع بتسجيله خمسة أهداف في أربع مباريات، وظهوره بشكل لافت رغم نقص الانسجام بينه وبين رفقائه الجدد، كما أبان البرازيلي رافينيا عن قدرات ومهارات عالية في كل المباريات، واستعاد ديمبلي توازنه وثقته في النفس بعد موسم صعب كاد يغادر على أثره البرسا، بينما ظهرت المنظومة الدفاعية بشكل جيد من دون "الأبقار المقدسة" جيرارد بيكيه وحتى جوردي ألبا ومن دون دي يونغ الذي لم يعد أساسياً منذ بداية الموسم فاسحاً المجال أمام غافي وبيدري، الجوهرتين الصاعدين، وهو الأمر الذي يحسب للمدرب تشافي الذي لم تعد لديه حجة على الإدارة التي وفرت بدورها ما يجب رغم الصعوبات المالية الكبيرة التي دخل فيها الفريق منذ رحيل ميسي بشكل حر، ما كلف النادي عجزاً في المداخيل، وهروباً لبعض المعلنين.  

تشافي الذي التحق بالفريق منتصف الموسم الماضي لم يعد لديه تبريرات ولا حجج بعد الصفقات التي أبرمتها إدارة الفريق، واستجابتها لكل طلباته، لذلك سيكون تحت ضغط كبير خلال الأسابيع القادمة بعد أن بدأت بوادر التفاؤل تلوح في أفق الأوساط الجماهيرية والاعلامية وحتى الفنية داخل صفوف  الفريق، في وقت يذهب فيه البعض الآخر من المحللين إلى القول بأن امتلاك لاعبين متميزين لا يؤدي بالضرورة إلى تكوين فريق ينافس على اللقب في أسرع وقت، لذلك يجب الانتظار وعدم التسرع في إطلاق الأحكام والتكهن بمستقبل البارسا القريب وحتى البعيد عند نهاية الموسم الطويل والشاق، والذي تتخلله فترة راحة تفوق الشهر بسبب مونديال قطر الذي ستكون له انعكاسات لا يمكن التكهن بتأثيرها على الأندية.

سابق لأوانه الحكم خاصة أن الريال ازداد قوة هذا الموسم رغم رحيل كاسيميرو، بعد أن وجد أنشيلوتي في الفرنسيين تشواميني وكامافينغا ثنائي من ذهب لمرافقة لوكا مودريتش وتوني كروس، رغم قلق البعض من عدم وجود بديل بنزيمة في الهجوم إثر رفض إمبابي الالتحاق بالفريق خلال الميركاتو الصيفي، ورغم تحقيقه لأربعة انتصارات في أربع مباريات بأداء متميز وروح عالية صنعت الفارق الموسم الماضي في الدوري ودوري الأبطال، ستكون سلاحاً للريال في مواجهة خصومه هذا الموسم ومواجهة البرسا بنجومه الجدد وجيله الجديد الذي يريد إعادة كتابة التاريخ.

كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد (رويترز)
كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد (رويترز)

رغم قوة الريال التي لا يختلف حولها اثنان، إلا أن البارسا نسخة ليفاندوفسكي تبدو مخيفة للريال وكل الأندية الإسبانية، على الأقل في بداية الموسم التي ظهرت فيها بمثابة آلة لتسجيل الأهداف في أربع مباريات، مع هامش تحسن كبير في المردود الفردي والجماعي أثناء المباريات الأربع القادمة ضد  قادش، إلتشي، مايوركا وسيلتا فيغو، والتي ستكون في المتناول قبل مواجهة الريال في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول القادم في إطار الجولة التاسعة التي ينتظر أن تشكل اختباراً أولياً للعملاقين، ليس مفصلياً، لكن الفائز به، ينتصر معنوياً على منافسه، في انتظار ما يحدث في مسابقة دوري الأبطال التي وضعت البارسا في أصعب مجموعة رفقة الإنتر والبايرن، في حين سيلعب البطل ريال مدريد في مجموعة أسهل رفقة لايبزيغ، شاختار وسيلتيك.

"البرسا – الريال" حلقة جديدة من قصة طويلة تبقى متواصلة مهما تغيرت أسماء اللاعبين، وكانت أفضلية أحد الفريقين على الآخر، لأن المنافسة بينهما تلعب على جزئيات وخصوصيات لا تتوفر في صراعات بين أندية في دوريات أخرى، وتختلف تفاصيلها من مرحلة لأخرى خاصة بعد رحيل ميسي ورونالدو. 

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

حفيظ دراجي
المُعلق الرياضي الجزائري
إعلامي شهير، ومُعلق رياضي جزائري.
تحميل المزيد