مؤخراً، تَشعرُ بأنك في حَربٍ مُستمرة، الناس أصبحت أكثر شراً وحقداً وأنانية، وبدأتْ تَغرق في سوء أعمالها، فزادت المشاعر السلبية من الغيرة والحقد، والامتعاض من كل تطور أو فرصة يحققها أي شخص، وانعدمت الرغبة في المساندة والمساعدة لأي محتاج، إضافة إلى الغضب غير المبرر؛ الذي ينفجر في لحظة ما، كأن إعصاراً داهم المكان، والكثير الكثير من المشاعر السامة التي تؤثر على حياتنا وأيامنا.
وتعكس هذه السلوكيات المشاعر المكونة في العقل الباطن، ويصعب التعبير عنها أو حتى اكتشافها في بعض من الحالات، ويفاجأ الشخص في لحظة ما بظهورها على السطح. هذه المشاعر السلبية التي تكاثرت ونمت داخل النفس خِفية، وتؤثر بشكل كبير في صحتنا النفسية، ليس بالضرورة أن نلمسها بشكل مباشرة، لكنها تغزو أرواحنا وأجسادنا وتأكلها ببطء شديد، حتى ينهار سور الصين العظيم الموجود في هالتنا، والذي يحمي أجسادنا من أي غزو خارجي، ونتيجة لكل هذا تصبح أرواحنا حبيسة لهذه المشاعر.
وعلينا أن نتعلم كيف ندير هذه المشاعر السلبية التي تطفو على السطح فجأة، فلا بأس لو بدأنا بالبحث عن السبب الحقيقي وراء هذا الشعور، واستمعنا إلى داخلنا ملياً، وأن نسمح لهذه المشاعر بأن تطفو إلى الخارج وتخرج من وكرها، وإعطائها الوقت الكافي من أجل استيعابها والتئامها واستشفائها، ثم رحيلها بعيداً عنك، لتعيش بعدها في حالة من السكون والهدوء، والسلام الداخلي.
وفي خضم هذه الدوامة التي لا تنتهي، عليك أن تفكر في حل ذكي آخر، لتحمي نفسك من كل السوء والقذارة الساكنة في أضلع الناس، فأنت يكفيك ما تشعر به من آلام وأوجاع تحيط بحياتك بسبب الهموم اليومية، خاصة بعد كثير من التجارب الغنية التي خضتها، أعتقد أن عليك أن تُحَصن روحك ونفسك من كل هذا؛ وذلك من خلال اتباع مجموعة من الخطوات:
. سامِح كلَّ من آذاك، فإن العفو قوة.
· تجنَّب الأشخاص السلبيين، المتذمرين، النمّامين، المستغيبين، الذين ليس لهم طموح سوى الثرثرة عن الآخرين، فهم لن يضرموا النار إلا بأرواحهم القذرة.
· قاطِع كلَّ من يحاول التقليل من شأنك، أو التشمت بأخطائك، فمن لم يخطئ لن ينتصر.
· ابحث دائماً عن مبررات لتصرفات الآخرين حتى لو كانت كريهة، فهي ليست موجة لك، بل هي تُعبر عن سوءٍ في تربيتهم وأخلاقهم.
· تَجنَّب كُلَّ من لم يعتذر عن أخطائه؛ فهو إنسان جاحد، لا يفقه في الود شيئاً.
· ليس بالضرورة أن تبدي رأيك في كل شيء، فأنت لست فَقيهاً أو عالماً أو كاهناً.
· لا تهتم إلا بمن يُحبك ويراعي مشاعرك بكل خطوة، ويقدم العون لك، فهو من يستحق التعظيم والاهتمام والتقدير.
· ليس كل نقدٍ بنّاء، فهناك نَقدٌ هدفه الإطاحة بطموحك، وسحبك إلى المستنقع، فلا تصدّقه أو تعنّفه!
· وَجِّه نظرك وجُهدك وطاقتك إلى كيانك وتطوير وعيك، فأنت تستحق كل المحبة والجهد من نفسك.
· تقرَّب من الخالق، فهو لن يشمت بك حينما تخطئ، أو يبتهج عندما تقع فريسة، وإنما سينتشلك من كل حُزن وسيرفع من شأنك ومكانتك.
· لا تجالس من لا طموح أو مستقبل له.
أخيراً، حَجِّم كل من في حياتك، فلا أحد يستحق التقدير والحب سوى أنت! لأنك ستقف يوماً ما، وستجد نفسك وحيداً، ليس لك سند إلا إنجازاتك، وروحك الجميلة، وابتسامتك الساحرة، وقوة شخصيتك، وسمعتك الطيبة.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.